كشفت الجمعية المصرية لرفع الوصم وإزالة التمييز عن المرضى والمعاقين "ابن النيل"، أن مرض الإيدز هو أخطر وباء واجهته البشرية في تاريخها المعاصر، وأن مصر تعتبر من أقل بلدان المنطقة من حيث انتشار الفيروس. وقال أيمن محيي حمزة، رئيس مجلس إدارة الجمعية: "إن ارتفاع أعداد الشباب بين المصابين يبعث على القلق وينذر بأن الموقف قد يسوء إذا لم يتم اتخاذ الإجراءات العاجلة، خاصة في ظل افتقار العديد من الشباب في مجتمعنا العربي إلى المعلومات والمهارات اللازمة للوقاية من المرض"، مشيرًا إلى أن 50% من الإصابات الجديدة حول العالم يوميًا من الشباب بين 15 إلى 24 عامًا، بسبب انخراطهم في سلوكيات تجريبية مثل العلاقات الجنسية المتعددة، وتعاطي المخدرات الجماعي عن طريق الحقن.
وأكد حمزة، في بيان اليوم، على أهمية دور الإعلام بكافة وسائلة في تشكيل الرأي العام؛ حيث يُعد عاملا محددًا وحاسمًا لكيفية رد فعل المجتمعات تجاه القضايا المختلفة، مما يوجب التعامل معه كشريك أساسي لتأمين استجابة فعالة تجاه مرض الإيدز، مؤكدًا أن الإعلام العربي مازال يغذي المعتقدات الخاطئة في المجتمعات العربية، كما أننا مازلنا في مصر، ننظر إلى المصابين بالمرض نظرة دونية، باعتبارهم أكثر انحطاطًا وأقل إنسانية، وهو ما يزيد من خطورة انتشاره.
وشدد على ضرورة تدريب أئمة المساجد والقساوسة؛ لتغيير الخطاب الديني الموجه بهدف رفع الوصم، وإزالة التمييز عن المرضى لدفع الشباب إلى الكشف، والفحص المبكر الطوعي.
وقال: "إن الإيدز لا يقتصر ضرره على صحة البشر فقط، بل يؤثر على النسيج الاجتماعي للمجتمعات؛ لأنه يهدد العلاقات الاجتماعية، ويهدد الأسس التي تقوم عليها بنيان الأسرة، وهو ما يدعو للعمل بقوة وسرعة لاتقاء وقوع كارثة مفجعة."
وأضاف: "علينا التغلب على القيود التي يفرضها المجتمع؛ لأننا إذا فشلنا اليوم في نشر الوعي فسوف نستيقظ يومًا لنرى للمرض تأثيرًا قويًا وصدى خطيرًا على الصحة والتعليم والإنتاج، وهو ما يؤثر على الاقتصاد."