"بدأت قصة الفلسطيني نور اسماعيل مع الاعاقة في عام ألفين وأثنين، بعد انفجار لغم خلفته القوات الاسرائيلية في محيط منزله خلال حصار مدينة بيت لحم آنذاك، انفجار اللغم أودى بحياة شقيقين لنور وأسفر عن فقدانه لساقيه وبعض من أصابع يديه" تأقلم مع واقع جديد ويواصل الفلسطيني نور حياته مع عائلته رغم موت شقيقه وفقدانه لساقيه متأقلما مع واقع جديد يحمل له الكثير من المصاعب والتحديات. زرنا نور اسماعيل في منزله الكائن في منطقة ارطاس في مدينة بيت لحم، وهناك بدا المشهد مذهلا للغاية، فمنزل نور يقع في واد منحدر وهذا يتطلب من نور "الذي استعاض عن ساقيه بأطراف بلاستيكية وعصا تساعده في المشي" لنزول المنحدر وصعوده في كل مرة يريد مغادرة منزله. وقال نور اسماعيل حول واقعه الجديد لبي بي سي: "قبل الاصابة كنت طفلا سعيدا لكن اللغم أراد أن يدمر حياتي لكنه لم يفلح في ذلك والسبب أن لدي ارادة قوية للحياة ولدي ثقة أن الله معي". وأضاف نور: "تزوجت ولدي ثلاثة أطفال وأتمنى أن أعيش كبقية البشر وأن يكون مستقبلي ومستقبل أبنائي أفضل". واشار نور أنه منذ لحظة اصابته الاولى، بدأ في التفكير في الرياضة لذوي الاحتياجات الخاصة لتكون وسيلة ناجعة له لتحدي واقعه الجديد والتأقلم مع فقدانه لساقيه ولذلك اختار نور اسماعيل رياضة كرة السلة وانضم الى فريق كرة السلة لذوي الاحتياجات الخاصة في المدينة عام ألفين وخمسة. انجازات رياضية رغم الإعاقة حقق الرياضي نور انجازات رياضية وجوائز عربية ومحلية من خلال كرة السلة لذوي الاحتياجات الخاصة منذ بدئه في التدريب والمشاركة في مباريات هذه الرياضة منذ سنوات. وتمكن نور من بناء بنية جسدية قوية بالاضافة الى الكثير من الايجابيات حققها نور من خلال رياضة كرة السلة وبقية ألعاب القوى لذوي الاحتياجات الخاصة. وتوجهنا مع نور اسماعيل الى مركز التدريب في مدينة بيت لحم لذوي الاحتياجات الخاصة، وهناك قال نور لبي بي سي خلال تدريبه على ألعاب القوى: "أنا بدون كرة السلة أموت، حققت مع فريق كرة السلة مركزا ثانيا في دورة الألعاب العربية في الاردن عام 2006 وحققنا المركز الثالث عام 2008 في تونس. ونأمل أن نحقق المزيد من الانجازات في المستقبل القريب". وأضاف نور: "الرياضة عوضتني عن الاصدقاء، أصبح لدي أصدقاء رياضيون وغير رياضيين فلسطينين ومن مختلف أنحاء العالم، كذلك من خلال رياضة كرة السلة التي باتت تعني لي الحياة". وأكد نور أنه يعتمد في حياته الجديدة على مبدأ "أن لا حياة مع اليأس" ولذلك يصر على التدرب بشكل أسبوعي على كرة السلة وبعض ألعاب القوى. وقال ناصر جبر رئيس النادي الرياضي لمعاقي مدينة بيت لحم لبي بي سي: "نقدم خدماتنا حاليا لنحو خمسة وثلاثين رياضيا من ذوي الاحتياجات الخاصة يتوزعون بين الاعاقة الحركية والبصرية، ورغم أن امكانياتنا المتوفرة ضئيلة جدا جدا في المقارنة مع بقية الدول، فإننا حققنا الكثير من الانجازات على المستوى المحلي والعربي كذلك". ويسعى المنتخب الفلسطيني لذوي الاحتياجات الخاصة لكرة السلة للتأهل للمزيد من البطولات العربية والدولية وتحديدا لبطولات ألعاب الباراليمبك لتحقيق أحلامهم.