●● لا أملك ترف اليأس، ولا أملك الوقت الذى يسمح باليأس.. لكل منا دوره وواجبه، كل فى مجاله.. مصر كبيرة، وستظل كبيرة، والمهمة الأولى لناسها وشعبها الآن هى البدء فى البناء، كيف نبنى ما هدم فى 60 سنة؟ كيف نبنى الإنسان قبل المصنع والكوبرى والمدينة والطريق..؟ ما شاهدته وعشته فى استفتاء 19 مارس، وما شاهدته وعشته فى يوم 28 نوفمبر، يؤكد أنه لا يأس مع هذا الشعب العظيم الطيب، مهما وقعت خلافات ومشكلات، ومجادلات.. وسوف يقوم الشباب، أولادكم، وأولادى، ببناء مصر الجديدة، التى مكثنا نحلم بها طوال عمرنا. مصر الحرية والديمقراطية والكرامة والأمن، مصر القوية والغنية.. مصر الجميع.. أنتم ياشباب الثورة وجيلها أملنا فى البناء، أنتم عليكم واجب البناء. ●● فى لحظات يراود البعض منا حالة من اليأس، حين يمضى فى طريق مزدحم، يختنق بالفوضى، وحين يتوجه إلى جهة حكومية تحكمها البلادة والتنبلة، وحين يرى الرؤية المستقبلية التى غابت عن حكومات كثيرة سابقة، وتلك الحكومات كانت سببا مباشرا فى تقدم بلادنا إلى الخلف.. لكن هذا الشعب يفاجئ العالم كل فترة بأن حضارته ضاربة فى جذوره، تنفجر مثل ينبوع يفيض بالماء فى صحراء قاحلة مكفرة قاتلة.. وهذا المواطن المصرى الطيب البسيط يمنحك الأمل بابتسامته الودية اللطيفة، على الرغم من معاناته الشديدة.. فكيف يمكن أن نيأس؟
●● لا يوجد شىء اسمه السباحة ضد التيار، ففى النهاية سوف ينتصر تيار الجد والعمل والخير والصواب والجدية، فلم يعد هناك وقت للهزل والتهريج والفهلوة، ولا مكان لأعضاء جماعة «إحنا اللى خرمنا التعريفة».. ويكفى أننا حذرنا هنا مرات ومرات، من الوقت الذى يمضى دون حسم موضوع دورى المحترفين، فلم يحسم، وها هو اتحاد الكرة يهرول، لعله يلحق بالقطار.. ويكفى أننا حذرنا ألف مرة من تسيب إدارات الأندية، وإسرافها، وإبرامها صفقات فوق طاقتها، فكانت النتيجة هى التسول والإفلاس، ويكفى أننا أسفنا لعدم التوصل إلى قرار نهائى فى أى قضية أو خلاف، من البث المباشر إلى أى شىء مباشر.. ومع ذلك سوف يتغير هذا كله، وسوف يفرض الجيل الجديد نفسه فى كل مجال..
●● لا يمكن لنا أن نيأس.. سوف تنهض مصر، بناسها وبشعبها، لأن مصر فيها حاجة حلوة.. كما قال فريق الموهبة والعبقرية المكون من أيمن بهجت قمر والموسيقار عمر خيرت وصوت ريهام عبدالحكيم، فى أغنية تبدو كأنها اليوم نشيد وطنى:
«فيها حاجة حلوة. حاجة حلوة بينا حاجة كل ما تزيد زيادة فيها إنه فيها نية صافية.فيها حاجة دافية حاجة بتخليك تثبت فيها سنة سنة مصر هى الصبح بدرى.مصر صوت الفجر يدن سوبيا.. فول.. طعمية.. كشرى.. دوم.. بطاطا سخنة جدا..»
●● اسمعوا باقى الأغنية.. اسمعوا الكلمة واللحن والصوت، وسترون أن مصر فيها حاجة حلوة.. فيها ألف حاجة حلوة.