●● كان حوارا إنسانيا دافئا هذا الذى أداره الزميل ياسر أيوب مع مانويل جوزيه فى قناة الأهلى وعرض فيه المدرب البرتغالى مرة أخرى وجهه الإنسانى وقدر ثقافته واطلاعه ونظرته الفلسفية للأشياء وللأحداث. فعندما توفى محمد عبدالوهاب، وكان رحيله حزينا ومؤلما على الجميع كان جوزيه صاحب تعبير شهير»: «هناك رجال يولدون بعد موتهم». وخلال حوار الوداع فى برنامج الأهلى اليوم استعان جوزيه بكتاب للشاعر التشيلى بابلو نيرودا للتعبير عن تجربته فى مصر ومع الأهلى. ويقدم المدرب البرتغالى دائما هذا المزيج بين الأدب والثقافة والفلسفة لعرض أفكاره وآرائه.. وهو أمر عبرت عن إعجابى به كثيرا فى شخصية هذا الرجل الذى أمضى يوما وقتا طويلا فى حوار مع شاب مقعد كى يرسم على وجهه ابتسامة، وساهم مرات فى دعم مستشفى السرطان للأطفال. ●● أعجبنى توصيفه للفارق بين كريستيانو رونالدو وبين ليونيل ميسى: «الأول يلعب بقدميه ويجيد ألعاب الهواء، ومن إنتاج معمل كرة القدم، والثانى موهبة فطرية ممتعة وصنعته شوارع كرة القدم».. كذلك كان جميلا هذا الحوار الودى الممتلىء بالمجاملات بينه وبين حسن شحاتة. وكلاهما كان له دوره، وكلاهما احترم نجاح الآخر وأحب هذا النجاح.
(هذا أمر نادر فى المجتمعات النايمة، ولا يوجد خطأ مطبعى هنا).. وتحدث جوزيه فى السياسة، وقال إن الثورة تأخرت سنوات، وأنه لو كان مصريا لتقدم إلى الصفوف الأولى، كما خاطب محبيه من شباب الألتراس: «أرجو منهم أن يساعدوا الكرة المصرية، وأن تعود إلى سابق عهدها، فهم ولدوا لتشجيع كرة القدم، وكرة القدم تحيا بهم، وهو لم يعرف جمهورا يحب فريقه، كما أحب ألتراس الأهلى فريقهم، فهم لا يتوقفون عن التشجيع، وصوتهم يعلو بالهتاف لو كان الفريق مهزوما».. وطالب جوزيه شباب الألتراس بإبعاد السياسة عن الملاعب.
●● كنت انتقدت مانويل جوزيه كثيرا فى مواقف فقد فيها شعوره، لكن النقد لم يحجب عنى شخصيته القوية والذكية، ولم يسد عنى نجاحاته الكبيرة التى حققها مع الأهلى، ولم ينل هذا النقد من احترام متبادل بيننا ظل قائما فى جميع الأحوال.. لكن من ينكر تلك الكاريزما التى تحيط به، وتلك الشخصية الكاريزمية التى ولدت بينه وبين جماهير الأهلى علاقة حب، بدت كما لو كانت بين شعب وبين زعيمه أو بين بطل وبين مريديه. أو بين شيخ وبين دراويشه.. وكنت وصفته يوما ما بأنه مثل الراهب الروسى جريجورى راسبوتين، المولود عام 1869 فى روسيا القيصرية، وتميز بقوة الشخصية، ونظراته النافذة، وسيطرته على مريديه والمحيطين به، يجب أن ينحنى أمام أفكاره الجميع حين يتكلم، وأن ينظر إليه الجميع حين يتكلم.
●● فى المرة الأخيرة حين عاد جوزيه رحبت بعودته إلى بلاطه، واليوم يودع القيصر هذا البلاط.. وهى حالة نادرة فى التاريخ، فالقياصرة لا يغادرون؟