الفتنة أشد من القتل.. أى أن من أسال الدماء وأزهق الأرواح يستحق الإعدام ولكن هناك من ارتكب جريمة أشد منه فبالله ماذا يستحق هذا الذى ارتكب جرما أشد من القتل وهو من أكبر الكبائر؟ الناس الذين يستخفون بالكلمات التى يقولونها أو يكتبونها على موقع من المواقع والذين يستثيرون مشاعر غيرهم لمجرد الاختلاف فى الانتماء لدين أو مذهب أو نادٍ يستحقون عقوبة أقسى وأشد من القتلة.. وإلا أصبحت الدنيا فوضى.. ولكننا للأسف أصبحنا لا نتحرك إلا حينما تقع المصيبة. ترى الموتورين يعيثون بسياراتهم فى الشوارع يراوغون من يسيرون حولهم بطيش غريب ولا أحد يوقفهم ليقول لهم إنكم تهددون حياة شركائكم فى الشارع للخطر. السخونة التى تلهب مشاعر مسيحيين أو مسلمين بكلمات من هذا أو ذاك تستوجب الحساب الشديد قبل أن تصبح هذه السخونة نارا تحرق بيتنا جميعا وتضيع حاضرنا ومستقبلنا. الذين نكّدوا على مصر كلها ليلة رأس السنة الجديدة لم يثبت حتى الآن أنهم ينتمون إلى دين بعينه ولكن المؤكد أنهم عناصر إرهابية موجهة ضد بيتنا جميعا من فعل هذه الفعلة ومن حرض عليها حتى ومن ليس له علاقة بالجريمة من قريب أو بعيد فمن لعب أو يلعب على أوتار التفرقة وتقسيم المجتمع لا بد أن يوقف عند حده بل ويقدم إلى المحاكمة العاجلة بمجرد أن يرتكب جريمة التحريض. قبل ليلة التفجير الإرهابى أمام كنيسة القديسين فى الإسكندرية كانت هناك مقدمات لعمليات تحريض على ضرب الوحدة الوطنية ليس بين عنصرى الأمة من المسلمين والمسيحيين فقط ولكن بين الأهلاوية والزملكاوية تم تبادل التصريحات النارية من مسئولين ينتمون إلى الناديين وبعض القيادات الجماهيرية التى أشاعت الرعب عبر بعض المواقع الإلكترونية بأن هناك ضربات موجهة من الجانبين. انتهى اللقاء بأقل الخسائر ولكنه لا يزال هناك جرح غائر يسكب عليه منتمون إلى الطرفين ماء النار ولا يجدون من يحاسبهم فقد اكتفى المسئولون بغرامات مالية هنا وهناك وتهديدات بنقل مباريات وغيرها من البيانات ولكن لم يمسك أحد بالطرف الأصيل فى الجريمة لأن المحرضين بعيدون عن القوانين وحتى عن حساب المسئولين!! وطالما بقى المحرضون أحرارا فيما يقولون وما يشيعون ويستخدمون فى نقل الأكاذيب ربما من أجهزة لدول معادية وهم يجهلون ما يفعلون ستبقى الأخطار محدقة بنا من كل مكان فى الكنائس والمساجد والشوارع والبيوت والملاعب. مطلوب قانون يمنع التحريض ويعاقب المحرضين فى أمور الدنيا والدين باعتبارهم مجرمين يفتنون الناس والفتنة أشد من القتل.. ولكن تبقى المشكلة فى المرتعشين الذين لا يجرؤون على توصيف الجرم ويتغاضون عن كلمات ومواقف تكون السبب فى كوارث. لماذا لا تصنف صورة شيكابالا وهو بالجلباب وعلى هيئة بواب تحريض.. وهتافات الزملكاوية ضد بعض رموز الأهلى عبر المواقع وفى الملاعب قبل مباراة القمة تحريض.. وهجمات إبراهيم حسن على التحكيم تحريض.. ورسالة محمد البرادعى المشبوهة إلى أهل النوبة تحريض رسمى.. وكلمات جوزيه عن الزمالك وما قاله لجماهير الأهلى تحريض لهم وعليهم من الزملكاوية؟! نحن نمهد البيئة الخصبة للإرهاب لكى ينال منا وأن يصيبنا فى مقتل.. فالإرهاب الذى لا دين ولا وطن له يتغذى على الفتن ونحن أكثر من يصدق الشائعة بل ويدعمها بمزيد من التفاصيل والحواشى التى تجعلها أكثر سخونة وإثارة!! إذًا لا تتعجب.. إن كان عدد رجال الأمن فى بعض المباريات أكثر من الجماهير وإن كنا فى كل شارع وحارة نحتاج إلى قوات لتؤمن المسيحيين من الإرهابيين وتحمى المسلمين من الغاضبين المنفلتين واللاعبين من الجماهير والجماهير من المسئولين والمدرسين من الطلبة والعكس والسيدات والبنات من المتحرشين. لا تركز على المجرمين ابحث عن صناع الفتنة الذين زادوا واحدا بتعاقد الأهلى مع مانويل جوزيه......ربنا يستر.