رفضت حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، التي تسيطر على قطاع غزة، اليوم الأحد، تأييد الرئاسة الفلسطينية للحملة المصرية لإغلاق الأنفاق التي تربط بين القطاع ومصر. وقال طاهر النونو، المتحدث باسم حكومة حماس في قطاع غزة: "إن تصريحات الطيب عبد الرحيم، أمين عام الرئاسة حول دعم تدمير الأنفاق وتوجيه اتهامات باطلة لها بأنها تمس الأمن المصري، بأنها دليل على تورط الرئاسة في الحصار، وتكريس الانقسام."
وأعلن عبد الرحيم في بيان بثته وكالة الأنباء الرسمية، تأييد الرئاسة الفلسطينية "لكل الإجراءات والتدابير التي تنفذها القيادة وقوى الأمن المصرية، بالتصدي للجماعات الإرهابية المتطرفة والمشبوهة، بما فيها أية إجراءات خاصة ومطلوبة لإغلاق أنفاق التهريب ومسالك التخريب التي تمس بالمصالح والعلاقات الأخوية والتاريخية بين الشعبين المصري والفلسطيني".
تأتي تصريحات عبد الرحيم بعد أسبوع على الهجوم الذي تعرضت له قوات الأمن المصرية في شمال سيناء، وقتل فيه 16 ضابطًا وجنديًا وأصيب آخرون، وكانت مصر تتغاضى منذ أمد طويل عن التجارة غير المشروعة عبر الأنفاق، ولذلك سببت الأنباء التي ترددت يوم الثلاثاء بأنها جلبت معدات ثقيلة لهدم الأنفاق قلقًا بالغًا؛ حيث يحصل الفلسطينيون عن طريق الأنفاق على كل شيء من الغذاء والوقود إلى مواد البناء.
وأوضح عبد الرحيم، في بيانه، أن: "الأنفاق التي ساهمت في تكريس حالة الانقسام الفلسطيني في غزة قد أصبحت ومنذ فترة تشكل تهديدًا لأمن مصر القومي ولوحدة الشعب الفلسطيني واستقرارهما ومصالحهما الحيوية".
ودافع صلاح البردويل، القيادي في حركة حماس عن الأنفاق، وقال: "إننا لم نرغب في هذه الأنفاق التي صنعت اضطراريًا لإغاثة أبناء قطاع غزة الذي حاصره العدو الصهيوني، ونتطلع إلى اليوم الذي ينتهي فيه هذا الحصار، وتنتهي فيه الأنفاق."
وأضاف في بيان، بثه موقع لحماس على الإنترنت، أن: "ما صدر عن مؤسسة رئاسة رام الله من مطالبة بإغلاق الأنفاق، لتشديد الحصار على قطاع غزة هو مجرد انتهازية رخيصة، تتنافى مع القيم وتتجرد من المسؤولية الوطنية".
ويرى عبد الرحيم، أن الأنفاق: "لا تخدم إلا فئة صغيرة من ذوي المصالح والاعتبارات الخاصة والضيقة العابثين والمستهترين بالأمن والمصالح العليا لمصر وفلسطين على جانبي الحدود، ممن تأثروا بسبب تجارة التهريب غير الشرعية على حساب مصلحة الوطن والمواطن".
وقال: "إن السلطة الوطنية تخصص أكثر من نصف موازنتها على قطاع غزة، وبالتالي فإن الأنفاق لا علاقة لها بإنعاش الاقتصاد في القطاع".
وحث رئيس حكومة «حماس» في قطاع غزة إسماعيل هنية مصر، يوم الخميس، على فتح معبر رفح الحدودي الذي أغلق منذ أن قتل مسلحون 16 من أفراد حرس الحدود المصريين في سيناء يوم الأحد، ويستخدم رفح فقط لعبور الأفراد فيما تدخل البضائع عبر معبر كرم أبو سالم الخاضع للسيطرة الإسرائيلية.