سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أقباط دهشور: لن نعود إلى منازلنا قبل الاستجابة لمطالبنا رغم قسوة «الغربة» بلاغ يتهم والد الشاب القتيل بالتحريض على حرق منازل الأقباط من أكبر مساجد القرية
أكد عدد من الأقباط المهجرين عن منازلهم فى قرية دهشور، أنهم لم يقرروا حتى الآن العودة إلى القرية، رغم الحياة المأساوية التى يعيشونها حاليا كمغتربين، مضيفين أن هذه الحياة الصعبة لن تجبرهم على العودة، قبل الاستجابة لجميع مطالبهم المعلنة. قال أحد الأقباط المهجرين، منصور عريان، ل«الشروق»، إن «الاوضاع فى القرية مازالت غير مستقرة أمنيا حتى الآن، بما يضمن عودة حياتنا إلى سابق عهدها»، مشيرا إلى أنه مازال يتلقى اتصالات من عدد من شباب القرية، لمساومته على تسليمه أجهزة الكمبيوتر الخاصة بمخزن المشروبات الغازية المملوك له، الذى تم تدميره فى الأحداث، مقابل مبلغ 500 ألف جنيه.
وأشار عريان إلى أن عودة الأقباط إلى القرية، تتطلب جهودا مباشرة من مؤسسة الرئاسة، وليس من كبار عائلات ومشايخ القرية، الذين شاهدوا الأحداث، ولو كان بأيديهم شئ لفعلوه منذ البداية، مشددا على أن شروطهم للعودة تتضمن عودة كاهن كنيسة مارجرجس، القس تكلا، وضمان سلامتهم، وتوفير حياة كريمة لهم بعد العودة، بالإضافة إلى تعويضهم عما لحق بهم من أضرار متعمدة وخسائر فادحة.
ولفت عريان إلى أن أقباط دهشور المهجرين تقدموا ببلاغ إلى نيابة البدرشين، أمس، اتهموا فيه محمد حسب الله، 50 عاما، والد الشاب معاذ، الذى لقى مصرعه خلال الأحداث، بإثارة الفتنة وتحريض أهالى القرية على تدمير واقتحام منازل الأقباط، انتقاما لمقتل نجله، مشيرين إلى أنهم علموا من مقربين لهم فى القرية، أن والد معاذ أعلن فى أكبر مساجد القرية، عن نيته الانتقام من كل قبطى.. من جهة أخرى استقبل الأنبا باخوميوس قائم مقام البطريرك الأرثوذكسى اللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية وبحثا معا ملف أزمة دهشور كما التقى باخوميوس بالكاتدرائية المستشار محمد فؤاد جاد الله المستشار القانونى لرئيس الجمهورية، وحتى مثول الجريدة للطبع لم يكن اللقاء قد انتهى.
من ناحية أخرى، قررت نيابة البدرشين حبس 9 متهمين فى أحداث اقتحام واتلاف محال ومنازل أقباط دهشور، على خلفية أحداث الفتنة، التى أسفرت عن مصرع شاب، وإصابة 4 آخرين، بالإضافة إلى مدير المباحث الجنائية فى الجيزة، وضابطين، و3 مجندين.
وكشفت التحقيقات التى أشرف عليها، مدير النيابة، أحمد عليوة، أن المتهمين اشتركوا مع عدد من مسلمى القرية، فى اقتحام وتحطيم غرفة حارس كنيسة مارجرجس، وعدد من منازل ومحال الأقباط، عقب عودتهم من تشييع جثمان معاذ، الذى لقى مصرعه بزجاجة مولوتوف، أثناء مشاجرة بين أسرتين مسلمة ومسيحية، مشيرة إلى أن الأسر المسيحية تلقت تهديدات لمغادرة منازلها قبل اندلاع الأحداث.
كانت النيابة العامة استمعت فى وقت سابق، إلى أقوال ضابطى الأمن والجنود المصابين فى الأحداث، والذين أكدوا أن الاشتباكات بدأت عقب انتهاء الأهالى من تشييع جثمان معاذ، حيث سيطرت على جموع الأهالى مجموعة من الشباب الغاضب، التى قادت تجمهرا أمام كنيسة مارجرجس، محاولين اقتحامها، وإشعال النار فيها، إلا أن قوات الأمن تمكنت من منعهم، باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع، فيما رشقها الأهالى بالحجارة، وهو ما أسفر عن إصابتهم بجروح وكدمات.
وأكدت تحريات المباحث الجنائية فى الجيزة، أن أحداث فتنة دهشور، قادها مسجلان خطر، أحدهما محمد قوطة، 20 عاما، عامل نظافة، والثانى أحمد سمكة، 24 عاما، عاطل، وشاركهما كل من: سيد ضاهر، 33 عاما، حداد، وعبدالقادر عياد، 30 عاما، سائق، وعبدالنبى هاشم، 31 عاما، نجار، وعلى عبدالظاهر، 22 عاما، سروجى، وشقيقه عبدالرحمن، 20 عاما، عامل بناء، ووردانى همام، 27 عاما، وأشرف طه، 24 عاما، سائق.