سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نهاية شهر العسل بين الإخوان والسلفيين بعد تهميش «النور» فى الحكومة السلفيون: قطع الإخوان اتصالاتهم بنا بعد فوز مرسى.. والحكومة بعيدة عن الائتلاف الوطنى
عاد الصراع بين القوتين الإسلاميتين الأبرز فى الشارع المصرى الإخوان والسلفيين، بعد تصعيد حزب النور من هجومه على حزب الحرية والعدالة ومؤسسة الرئاسة، واحتجاجه على تمثيله بوزارة هامشية واحدة هى البيئة التى وصفها الحزب بالهامشية، فيما رأى مراقبون أن الإخوان يهدفون إلى تهميش السلفيين لأنهم يمثلون لهم تحديا داخل الشارع الإسلامى. وكان حزب النور الذراع السياسية للدعوة السلفية قد هاجم تشكيل الحكومة الجديدة ووصفها بأنها «انتهجت نهجا بعيدا عن حكومة الائتلاف الوطنى»، مضيفا أنها كانت ترى «أن الأوفق فى المرحلة الحالية مشاركة جميع القوى السياسية فى إدارة المرحلة الحالية، ضمانا للالتحام الوطنى فى النهوض بالبلاد من كبوتها وعلاج الأزمات المزمنة».
وكشف حزب النور عن أن قياداته «فوجئت بعد خطاب تنصيب السيد الرئيس بالانقطاع الكامل عن عملية التفاهم والتواصل سواء مع مؤسسة الرئاسة، أو مع حزب الحرية والعدالة، حيث تم التجاهل التام لأى تنسيق أو مبادرة تشاور، أو مجرد استطلاع للرأى أو محاولة التعرف على الكفاءات العلمية والفنية والإدارية لحزب النور وجميع القوى السياسية، ونرى أن ذلك سيؤثر سلبا على مجريات الأمور، فى وقت نتطلع فيه إلى العمل بروح جديدة تتناسب مع تطلعات وآمال الشعب المصرى».
وقال وكيل مجلس الشورى عن حزب النور، الدكتور طارق السهرى، فى تصريحات ل«الشروق» أن «الانسحاب يرجع إلى ما عرض على الحزب لا يتناسب مع حجمه على الساحة السياسية».
فيما أكد الدكتور حلمى الجزار القيادى بجماعة الإخوان أن الدعوة السلفية وحزب النور محقان فى عتابهما على الإخوان بسبب انقطاع الاتصال بعد فوز مرسى بالرئاسة، مشيرا إلى أن السلفيين قاموا بجهد واضح فى مساندة الرئيس أثناء الجولة الثانية من الانتخابات، مؤكدا فى الوقت نفسه أنه لم يكن هناك اتفاق على أن الحكومة تكون ممثلة بحسب أوزان القوى السياسية، ولم يتعهد بذلك صراحة مع السلفيين.
وقال الجزار ل«الشروق» إن حكومة التوافق الوطنى هى رؤية تخص حزب النور وحسب فهمه، وله الحق فى أن تكون هذه رؤيته، ولذلك هو يشعر بالتهميش بعد التمثيل الضعيف له فى الحكومة الجديدة».
وناشد الجزار مؤسسة الرئاسة إعادة التواصل بينها وبين جميع القوى السياسية، داعيا إلى عقد لقاءات مع القوى السياسية والتناقش معها حول كيفية مواجهة الأزمات المستجدة على الساحة.
وحول رؤية البعض بأن السبب فى التمثيل الضعيف للسلفيين فى الحكومة الجديدة هو دعمهم للدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح فى الجولة الأولى من الانتخابات قال الجزار: «إن دعمهم القوى والواضح جدا فى الجولة الثانية من الانتخابات لمرشح الإخوان جب ما قبله تماما، وليس هناك أى انتقام من السلفيين بسبب هذا الأمر».
ورأى الدكتور محمد يسرى سلامة المتحدث السابق باسم حزب النور وأحد مؤسسى حزب الدستور، أن «من بين سياسات الإخوان تهميش السلفيين بوجه عام لأنهم يمثلون لهم تحديا كبيرا داخل الشارع الإسلامى، خصوصا أن الإخوان يرون أن السلفيين سببوا لهم العديد من المشكلات فى الفترة الأخيرة مثل ترشيح أبوالفتوح».
وحول إعلان حزب النور من أنه يمد يديه لجميع القوى الوطنية للتنسيق والتعاون لتكوين جبهة موحدة لمواجهة المستجدات على الساحة، أشار سلامة إلى أن هناك جبهتين مضادتين للإخوان حاليا هما القوى الوطنية الثورية وبقايا الحزب الوطنى وأنصار المجلس العسكرى، داعيا الحزب للانضمام إلى القوى الوطنية الثورية والتباحث معها فى المستجدات، مضيفا «أخشى أن يميل حزب النور للتعاون مع بقايا الحزب الوطنى».
فيما نفى الدكتور طارق السهرى القيادى بحزب النور ما أثير من من تحالف الحزب مع أى تيار سياسى فى مواجهة الإخوان، موضحا أن حجم العلاقة بين جماعة الإخوان المسلمين والدعوة السلفية وحزبها السياسى أقوى قائلا: «لا يوجد خلاف ونتواصل مع بعضنا البعض، فنحن إخوة فى الله، والخلاف فى بعض الأمور السياسية وارد»، إلا أن السهرى عاد وأكد التواصل المستمر مع مختلف القوى السياسية والوطنية بما يحقق الصالح للشعب المصرى والتعاون البناء لصالح الوطن، مشيرا إلى السعى للتحالف فى الأساس مع القوى الإسلامية خلال الانتخابات البرلمانية القادمة.
من جهته، كشف أحمد خيرى عضو المكتب السياسى لحزب المصريين الأحرار عن إجراء عدد من الاتصالات مع عدد من قيادات حزب النور السلفى، مبينا: «دارت الاتصالات حول العديد من القضايا العامة لكنها لم تسفر عن شىء»، مشيرا إلى احتمالية حدوث تنسيقات وتشاورات مع الحزب السلفى فى الفترة المقبلة».