بإعلانات مبهرة لا تخلو من طرافة أو إبداع، يبدأ رمضان موسم الشركات للترويج والدعاية وكسب أكبر عدد من العملاء، مستغلين تميز الشهر الفضيل بنسب المشاهدة المرتفعة والمكثفة. ويكشف هذا الموسم الإعلانى الرمضانى كل عام، حجم التنافس الشرس بين شركات المحمول الثلاث العاملة فى مصر، التى تتبارى فى طرح العروض الترويجية والبرامج الجديدة، بخدمات تسعيرية خاصة بهذا الشهر.
«إلا أن حدة التنافس تتزايد وصلت إلى مستوى مرتفع، وهو ما نلاحظه من إعلانات هذا العام» بحسب حمدى الليثى أحد خبراء قطاع الاتصالات، مشيرا إلى حجم التخفيضات التى وصلت إليها تسعيرة دقيقة المحمول فى هذه العروض الرمضانية، ومحاولة الشركات اقتناص العملاء بأى ثمن ودفعهم إلى تغيير شبكاتهم بإعلانات تحريضية.
«المنافسة وصلت إلى مرحلة سرقة العملاء، وهى نتيجة طبيعية مع اقتراب السوق من التشبع وانخفاض نسب النمو» قال الليثى.
وبحسب مؤشرات وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فإن عدد مشتركى المحمول بلغ 92 مليون مشترك حتى شهر مايو الماضى، بمعدل انتشار تخطى 112.4% وتتصدر شركة فودافون سوق المحمول المصرى، بحصة سوقية تزيد على 41% من نسبة مستخدمى المحمول ليبلغ عدد مشتركيها حوالى 38 مليونا، وتصل الحصة السوقية لشبكة موبينيل إلى 36% من المشتركين، بينما ارتفعت حصة اتصالات مصر إلى 22% من سوق المحمول المصرية.
«تستحوذ الدعاية والإعلان خلال شهر رمضان، على نصف ميزانية العام كله، التى تضعها شركات المحمول تقريبا، لأنه يعد موسم الإعلانات وتأثير الدعاية خلاله له مدى واسع بالمقارنة بأى توقيت آخر» أضاف الليثى، مؤكدا أن ربحية الشركات ترتفع لحوالى 40% خلال الشهر بسبب زيادة الاستخدام لجميع خدمات المحمول من الرسائل النصية إلى استخدام الانترنت موبايل والخدمات الأخرى بخلاف زيادة حجم ومدة المكالمات.
وتبعا لخبير الاتصالات، فإن شركات المحمول التى تحقق مايقرب من 12 مليار جنيه سنويا دخل لكل شركة تخصص حوالى 2% من نسبة هذا الدخل للدعاية والإعلان والعروض الترويجية.
وتقدم شركات المحمول موبينيل واتصالات وفودافون عروضا ترويجية ضخمة على أسعار المكالمات وباقات التحدث للخطوط مسبقة الدفع تصل بسعر الدقيقة إلى 11 قرشا، كما لم تتجاهل هذه العروض تقديم تخفيضات جديدة لمستخدمى الانترنت والخدمات المضافة التى أصبح عائدها يشكل تحديا كبيرا فى ربحية هذه الشركات.
فيما توجد هذه العروض إقبالا كبيرا من المستخدمين على خدمات المحمول إلا أنها تزيد من حالات الانتقال بين الشركات للاستفادة بالعروض وهو ما يؤدى إلى زيادة حدة المنافسة بينهم.
«انتقال المستخدمين بين الشبكات للاستمتاع بالعروض المقدمة من كل مشغل يوجد جوا من الفوضى وصعوبة للقياس الحقيقى للمستخدمين» كما أكد أحد المسئولين بوزارة الاتصالات. مشيرا إلى أن هامش الربحية والعائد عن كل مستخدم يتراوح بين 24 27 جنيه لكل مستخدم حسب مشغل الخدمة.