يشهد عام2012 حراكًا مختلفًا على مستوى أحد أهم ركائز قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وهو قطاع الاتصالات الصوتية والمحمول فمن جهة تحاول شركات المحمول فرض سيطرتها على السوق بالاستحواذ على اكبر نسبة من الخدمات الصوتية وخدمات الانترنت مع تعالي الرغبة لدى الشركات في إنشاء شبكات البنية التحتية الخاصة بها والتوقف عن الاعتماد على بنية المصرية للاتصالات ومن جهة أخرى تحاول الشركات الحصول على حيز ترددي يمكنها من تقوية خدمات الصوت والانترنت. ومع إصرار الشركة المصرية للاتصالات على الحصول على رخصة المشغل الافتراضي تجد شركات المحمول نفسها أمام منافس جديد يقدم خدمة متكاملة تجمع بين الصوت والانترنت الثابت والمحمول في وقت واحد لتهرع الشركات نحو زيادة ارباحها بأي طريقة ومع تصريح وزير الاتصالات بإمكانية تعرض شركات المحمول لازمة مالية وسط الحرب الضارية بينها على خفض الاسعار تقف شركات المحمول في 2012 أمام عدد من التحديات لتطرح مزيدًا من العروض وتنافس على الخدمات لتتشبث بمواقعها على خريطة الاتصالات والحصول على فرص للتقدم البطئ بعد تشبع السوق بخدمات الصوت بنسبة 100% من انتشار المحمول والخدمات الصوتية. قال ياسر رضوان نائب الرئيس التنفيذي لشركة اورانج أن شركات المحمول شهدت خلال السنوات الثلاثة السابقة حربًا تنافسية اسفرت عن ارهاق في حجم العائدات والارباح للشركات الثلاثة مشيرًا إلى أن اتصالات مصر بدأت منذ دخولها السوق المصرية في حرب مع الشركتين الاخرتين على سعر المكالمة مشيرًا إلى أن فودافون اتجهت نحو القطاع الاقل دخلاً للسيطرة على الحصة السوقية الاكبر. أضاف أن موبينيل واجهت فترة صعبة مع انخفاض عدد مستخدميها مقارنة بفودافون خاصةً خلال عام 2011 الذي شهد دعاوى لمقاطعة شركة المحمول موبينيل بعد نشر ساويرس الرسوم الكارتونية التى اعتبرها البعض ساخرة من الاسلام منوهًا على أن 2012 سيشهد منافسة من نوع جديد معتمدة على سياسة "الاوبن بوفيه" على حد تعبيره. فسر رضوان سياسة " الاوبن بوفيه" بعرض شركات المحمول أكبرعدد من الخدمات على المستخدمين بنفس السعر القديم والذي يجذب اكبر عدد من العملاء منوهًا على أن هذا الاسلوب غالبًا ما يواجه نفس معدل الاستخدام من المستهلك النهائي بما يحقق للشركات انتشارًا اكبر بنفس نسبة الاستهلاك. لفت إلى إمكانية طرح الشركات لطريقة مختلفة للاستحواذ على النسبة الاكبر من الحصة المالية المخصصة للانفاق على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بتقديم حزمة خدمات بتسعيرة موحدة كطرح خدمات الصوت والانترنت بقيمة مالية منخفضة مؤكدًا على أن اساليب المنافسة السعرية تنعكس على الارباح النهائية للشركات . وأشار إلى أنه للحفاظ على نفس نسب الربحية ستسعى الشركات خلال 2012 والسنوات التالية لها إلى ابتكار اساليب جديدة للخفض من نفقاتها بما يساعدها على الحفاظ على نفس معدل الربحية مشددًا على أن خفض النفقات يتم عن طريق مشاركة البنية التحتية بين الشركات أو التقليل من الحملات الاعلانية والاعتماد على طرق اعلانية ارخص. وأكد على أنه خلال السنوات الخمس المقبلة ستشهد الشركات منافسة من نوع جديد وهي المنافسة على جودة الخدمة بعد أن بلغت المنافسة على الاسعار ذروتها منوهًا على أن جودة الخدمة ستصبح المحرك الاساسي في الاستخدام لدى المستهلك وتخوف في ظل المنافسة السعرية غير المنطقية للشركات أن تقدم خدماتها بجودة اقل تؤثر على صورتها لدى المستخدم النهائي. بينما يرى المهندس احمد العطيفي الخبير في قطاع الاتصالات أن ارباح شركات الاتصالات لم تتأثر خلال السنوات السابقة بسبب المنافسة السعرية مشيرًا إلى أنها تحقق هامش ربحية يتراوح بين 35-40% لكل شركة منوهًا على أن ارباح الشركات معظمها من الخدمات الصوتية . أضاف أن تكلفة خدمات الانترنت هي نسبة 10: 4مقارنة بالخدمات الصوتية ويرى أن الاهتمام الاكبر بخدمات الانترنت والقيمة المضافة يرجع إلى توجه المستخدمين نحو الاهتمام بالخدمات المعلوماتية بصفة خاصة خلال 2011. وأكد العطيفي على أن المنافسة السعرية لن تفيد أي من الشركات الثلاثة خلال المرحلة القادمة خاصةً مع دخول الشبكات الافتراضية والتى ستستهدف شريحة جديدة من العملاء الاقل دخلاً متوقعًا إضافة من 15-20% من المستخدمين الجدد مع إطلاق الشبكة الجديدة للمصرية للاتصالات واتاحتها افكار جديدة للمشغلين الثلاثة. قال خالد حجازي مسئول العلاقات الحكومية بفودافون مصر أن شركات المحمول تستهدف خلال 2012 زيادة الاستثمار في قطاع الانترنت الثابت و المحمول لما يحققه القطاع من نمو مطرد في خلال المرحلة الحالية مشيرًا إلى أن عدد مستخدمي الانترنت في مصر بلغ حوالى 27 مليون مستخدم بما ينعكس على خطط الشركات ورغبتها لضخ مزيد من الاستثمارات في القطاع الذي يعد الاكثر نموًا. أضاف أن شركات المحمول مستمرة في العمل على الاستثمار في خدمات الصوت التى تعد الخدمة الاساسية لشركات المحمول والتى يعتمد عليها المواطن كأداة اتصال اساسية حتى الآن نافيًا التأثر بالمنافسة السعرية بين الشركات الثلاثة على جودة الخدمة من ناحية وعلى ارباح الشركات من ناحية أخرى مضيفًا أن الخدمات الصوتية بالنسبة لشركات المحمول هي العمود الفقري لتواجدها في اي سوق. قال المهندس محمد النواوي النائب الاول للمدير التنفيذي بالمصرية للاتصالات للشئون الاستراتيجية أن حوالى 50 مليون مواطن ما بين 15 و25 عام وزيادة 500 الف مسكن جديد كل عام موضحًا أن السوق المصرية تنفق ما يقرب من 3.25% على الاتصالات وهي نسبة ضئيلة بمقارنتها بالاسواق المماثلة التى تنفق في المتوسط 5.5% على القطاع. أضاف أن السوق المصرية بمعطياتها الحالية تمثل سوقًا واعدة لنمو قطاع الاتصالات مستبعد وصول سوق المحمول إلى مرحلة التشبع مشددًا على دخول ما يقرب من 1.25 مليون مستخدم جديد للسوق في كل عام من خريجي المدارس والجامعات لتصبح الزيادة في عدد مستخدمي المحمول خلال 10 سنوات حوالى 15 مليون عميل جديد. سوق الاتصالات في مصر بلغ العام الماضي حوالى 30 مليار جنيه تستحوذ المصرية للاتصالات على أقل من 14% من السوق المجمعة للخدمات في السوق المحلي للاتصالات والانترنت لتحصل على حوالى 4 مليار فقط من حجم الانفاق على الاتصالات. قسم النواوي احتياجات العملاء إلى هواتف ثابتة ومحمولة وانترنت ثابت ومحمول ويرى أن المصرية للاتصالات باعتبارها الضلع الرابع ضمن مربع مقدمي خدمة الاتصالات ، تحاول توفير الخدمات المقدمة منها بما يتوافق مع احتياجات العميل مشيرًا إلى أن المشكلة التى تواجه الشركة عدم استطاعتها تقديم خدمات محمول سواء في الصوت أو في الانترنت. يرى النواوي أن السيناريو الافضل للمصرية للاتصالات لتقديم الخدمات المتكاملة هو الحصول على رخصة المشغل الافتراضي لتستطيع المنافسة التى تتيح للشركة ترقيمًا خاصًا بها مستهدفة الحصول على 5 مليون عميل خلال اول سنتين من التشغيل مشددًا على ضرورة الحصول على سلطة السياسة السعرية المتوفرة للعميل مع إصدار بطاقات الخطوط المطروحة بالسوق. أضاف أن الانترنت المحمول المتمثل في USB Modems ينمو بمعدل الضعف في الانترنت الثابت شهريًا ليزداد عدد مشتركيه 70 الف مشترك كل شهر مقارنة ب35 الف للثابت ، وصل عدد مشتركي الانترنت الثابت في مصر 1.5 مليون مستخدم منهم مليون في تي اي داتا و 2.5 مليون مستخدم للانترنت المحمول. واكد على أن حصة الشركة من سوق الانترنت بصفة عامة (الثابت والمحمول) لاتتعدى نسبة ال25% إلا أن تي اي داتا تتفوق فقط في نسبة الانترنت الثابت.