«أى مكان فيه ظلم، كان يمكن أن ترى مينا دانيال موجودا هناك، بغض النظر عن صاحب المظلمة، كان يطالب بالحرية للناس كلها، ليس له وحده، لأنه كان يعرف أن الحرية لا ينعم بها فرد واحد، لكن الوطن كله.. عندى أمل أن مصر هتكون أجمل، ومكملين ثورتنا، كداب اللى يقول إن الثورة نجحت، الثورة الجاية هتكون أقوى وأحلى، لكن هتكون بجد، مش زى اللى حصل فى 25 يناير، وكلهم لازم يتحاكموا»، هكذا وعدت مارى شقيقها فى عيد ميلاده الحادى والعشرين، الذى لم يشهده فى ميدان التحرير، أمس. بإصرار شديد، ظل مينا دانيال متمسكا بالحياة طوال الأيام الأولى للثورة، وبنفس الإصرار ظل الموت يلاحقه حتى صرعه فى «مذبحة ماسبيرو»، قبل أن يرى أمنيته الوحيدة تتحقق بانتصار الثورة، وتحرير مصر من الفساد، لكن حلمه لم ينساه أحبابه، الذين تجمعوا أمس فى للاحتفال بعيد ميلاده الذى لم يأت، فى ميدان التحرير، بعدما أصر فى حياته، على أن يحتفل بعيد ميلاده العشرين، فى نفس الميدان الذى شهد ولادة حلمه ب«الثورة».
«أمنيته الوحيدة كانت مصر، هى حلمه وعشق حياته، حلم أن تتحرر من الفساد الطويل فيها»، هكذا تروى شقيقته مارى دانيال، التى اختارت أن تكمل الطريق لتحقيق حلمه، فى العام الماضى، اكتفت مارى بأن قالت لشقيقها «كل سنة وأنت طيب»، ثم نظمت له احتفالا محدودا فى اليوم التالى، وتتابع مارى «كان دايما يقول هاتبقى حلوة يا مارى، وأنا أسأله طيب هانقعد لحد مانشوفها، يقول لى أيوه هاتشوفيها».
مينا الذى كان عضوا بكل من حزب التحالف الشعبى الاشتراكى، وحركة شباب من أجل العدالة والحرية، ومن مؤسسى ائتلاف شباب ماسبيرو، نجا من الموت عدة مرات، فأصيب يومى 28 و29 يناير 2011، وفى موقعة الجمل ثم عدد من الأحداث المتلاحقة، قبل أن يموت أمام «ماسبيرو» فى 9 أكتوبر الماضى.
فى روايتها عن إحدى مرات نجاته من الموت، بفضل الحلية الحديدية فى حزامه، التى منعت رصاصة من اختراق معدته، تقول مارى، «مرة لقيته بيقول لى التوكة الحديد هى اللى أنقذتني»، مشيرة إلى إصابته أيضا فى موقعة العباسية الأولى، «أصيب بطوبة فى رأسه، وأنا اللى داويتها له.