اتفق المندوبون الدائمون لدى الجامعة العربية خلال اجتماع طارئ لمجلس الجامعة، عقد اليوم الثلاثاء، برئاسة السفير جمال الغانم، مندوب الكويت، على ضرورة تشكيل لجنة دولية للتحقيق في اغتيال الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. وقال الأمين العام للجامعة العربية، الدكتور نبيل العربي، عقب الاجتماع: إن التوصية بتشكيل لجنة سيتمّ رفعها إلى وزراء الخارجية لإقرارها ربما الشهر القادم أو في الدورة العادية لمجلس الجامعة في سبتمبر القادم، مضيفا، أن اللجنة المقترحة سيتتقدم بطلب للأمم المتحدة ومجلس الأمن لتشكيلها لإجراء تحقيقات، بناء على الأدلة الجديدة التي أظهرتها معامل سويسرا.
وتابع العربي، أن لجنة داخلية برئاسة السفير أحمد بن حلي، نائب الأمين العام للجامعة، وتضم في عضويتها الأمين العام المساعد لشئون فلسطين، السفير محمد صبيح، والأمين العام المساعد للشئون القانونية، رضوان بن خضرا، تكون مهمتها إعداد ملف متكامل حول هذا الموضوع يعرض على المجلس الوزاري القادم على مستوى وزراء الخارجية، على أن تبدأ فورًا وتنتهي من عملها في غضون أسابيع.
من جانبه، قال الأمين العام المساعد للجامعة لشئون فلسطين والأراضي المحتلة في الجامعة العربية، السفير محمد صبيح، اليوم: إن الأمور تتجه بقوة نحو تشكيل لجنة دولية محايدة لمعرفة من وراء جريمة اغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات، مضيفا، أن الاجتماع ناقش المعلومات المتوفرة والملابسات المتعلقة باغتيال الرئيس عرفات. وأوضح أن كل الدلائل تشير إلى تورط إسرائيل بهذه الجريمة، فإسرائيل ممثلة بأرائيل شارون، ووزير جيشه، وكذلك رئيس جهاز المخابرات السابق في إسرائيل تحدثوا عام 2004 عن أن نهاية عرفات قد اقتربت، وتصريح النائب، آفي ديختر، رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشين بيت) السابق، بأن إسرائيل لم تقدم الطعام والماء هي إشارة لا تتسم بالذكاء.
وذكر أن عرفات قضى بجرعة زائدة من البولونيوم المشع وهذا يستحق وقفة، فهذه المادة لا توجد إلا عند عدد قليل من الدول، ومن ضمنها إسرائيل، والوفاة بهذه المادة ليس أمرا جديدا، فالباحثة في علم الذرة، ميري كوري، قد توفيت بسببها عام 1980م، كما توفي 3 إسرائيليين ممن عملوا بمفاعل ديمونة أيضا، كما قتل سابقا عميل سوفيتي في لندن بهذه المادة، مطالبا بضرورة وجود تحقيق دولي شفاف ونزيه يظهر الحقائق، ويكون عاملا مساعدا في طريق ملاحقة مقترفي جرائم قتل أبناء وقادة الشعب الفلسطيني.