قال الأمين العام المساعد للجامعة لشؤون فلسطين والأراضي المحتلة في الجامعة العربية السفير محمد صبيح اليوم إن الأمور تتجه بقوة نحو تشكيل لجنة دولية محايدة لمعرفة من وراء جريمة اغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات. وأوضح صبيح في تصريح لمراسلنا قبيل بدء اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين بأن الاجتماع سيناقش المعلومات المتوفرة والملابسات المتعلقة باغتيال الرئيس عرفات. وتابع: كل الدلائل تشير إلى تورط إسرائيل بهذه الجريمة، فإسرائيل ممثلة بأرائيل شارون، ووزير جيشه، وكذلك رئيس جهاز المخابرات السابق في إسرائيل تحدثوا عام 2004 عن أن نهاية عرفات قد اقتربت، وتصريح النائب آفي ديختر رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشين بيت) السابق بأن إسرائيل لم تقدم الطعام والماء هي إشارة لا تتسم بالذكاء. وأضاف صبيح: إذا ما تمعنا بالتصريحات المنشورة بالصحف الإسرائيلية في حينه يجد التحريض الكبير والتهديد العلني بقتل عرفات نجد أن الرئيس الراحل قد توفي بالفعل بعد نصف عام من إعلانهم عن أنه لن يعيش أكثر من ستة أشهر، ومن هنا إسرائيل ليس بإمكانها الهروب من المسؤولية. وأردف: إن عرفات قضى بجرعة زائدة من البولونيوم المشع وهذا يستحق وقفة، فهذه المادة لا توجد إلا عند عدد قليل من الدول ومن ضمنها إسرائيل، والوفاة بهذه المادة ليس أمرا جديدا بإبنة الباحثة في علم الذرة ميري كوري قد توفيت فيها عام 1980م، كما توفي 3 إسرائيليين ممن عملوا بمفاعل ديمونة فيها، كما قتل سابقا عميل سوفيتي في لندن بهذه المادة. وطالب بضرورة وجود تحقيق دولي شفاف ونزيه يظهر الحقائق، ويكون عاملا مساعدا في طريق ملاحقة مقترفي جرائم قتل أبناء وقادة الشعب الفلسطيني، داعيا كل المنظمات والدول والهيئات ومراكز الأبحاث المعنية لتقديم المعلومات الكاملة سواء للجامعة العربية أو اللجنة الدولية المقترح إنشاؤها. وقال صبيح: إن الشعب الفلسطيني وقيادته والجامعة العربية وأمينها العام يتطلعون ببالغ الجدية لكشف الحقيقة بخصوص ظروف الرئيس استشهاد أبو عمار بالسم، في ضوء ما ظهر من نتائج تحليل المعمل السويسري حول مقتنيات الشهيد التي استعملها في أيامه الأخيرة، والتي أظهرت أنها ملوثة بدرجة عالية من إشعاع البلولونيوم. وتابع: عرفات الرمز والشهيد والقائد له مكانة خاصة في أفئدة الأمة ولدى الجامعة العربية، ومن هنا سيعد المندوبون الدائمون تقريرًا مفصلا عن ملابسات عملية الاغتيال في ضوء ما كشف عنه من معلومات على مدار الأيام الماضية، تمهيدًا لرفعه إلى الاجتماع القادم لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري المقرر في شهر أيلول/سبتمبر المقبل.