صدرت حديثا عن المركز القومي للترجمة ضمن سلسلة ميراث الترجمة النسخة العربية من كتاب "حرية الفكر"من تأليف جون بانيل بيوري و من تعريب محمد عبد العزيز اسحاق و تقديم الدكتور إمام عبد الفتاح إمام.
يروى الدكتور إمام عبد الفتاح إمام في مقدمة الكتاب ،عندما كان في العشرينيات من العمر،كيف عثر أحد أصدقائه على هذا الكتاب وكان كتابا مشهورا بخطورته، فقد كانت بعض الفئات تحاربه وذلك لأنه كان يتعرض لحرية الفكر ويؤرخ لها عبر العصور.
الكتاب يتكون من ثمانية فصول ويقع في 177 صفحة من القطع الكبير، تأتي الفصول بعنوان الفكر الحر وأعداؤه،ثم يتناول الفكر الطليق عند الإغريق و اليونان وإبداعهم ،وحرية الحوار والمناقشة،فقد كانت أثينا في منتصف القرن الخامس قبل الميلاد أقوى المدن الإغريقية ،وأعظمها،كما كانت ديمقراطية بمعني الكلمة.
ويقارن المؤلف بين هذا الفكر الحر الطليق و الفكر في الاغلال في عصر الظلمات(العصور الوسطي)... ثم يتحدث عن تباشير الخلاص في عصر النهضة والاصلاح الديني، وهكذا يصل بنا هذا المؤرخ "إلى عصر التسامح الديني" في القرن السابع عشر ونمو المذهب العقلي و إزدهاره.
وأخيرا ينهي المؤلف كتابه ،في الفصل الثامن بالحديث عن قيمة الفكر ويرى أن ما حدث طوال التاريخ كان مؤامرة مشئومة على الرقي البشري قام بها السلطان المستبد.
وبحسب المترجم ،فأن بيوري قد تتبع في هذا الكتاب سيرة العقل في أوروبا من الإغريق وحتى الآن،وفي الكتاب نرى مظاهر النشاط العقلي من علم وفن وفلسفة تصارع خصومها من ذوى السلطة الدينية والسلطة الزمنية فتصرعهم حينا ويصرعونها حينا آخر.
ولكن البشرية قد شاء لها جهاد أبطالها أن يفوز العقل في النهاية وأن يستقر ثابت الأقدام في تلك البلاد التي بذلت دمائها في سبيل الحرية.
يقول المؤلف أن سبب تقديمه لهذا الكتاب هو أن يدرك الشباب أى سبيل وعر هم مقدمون عليه،وأى عقبات ضخمة تستطيع الإرادة البشرية أن تمحوها و تنفذ في النهاية ما تريد.
جون بانيل بيوري- مؤرخ بريطاني ولد في أيرلندا ،ثم أصبح أستاذا في جامعة كيمبردج، ومن أهم مؤلفاته "تاريخ اليونان حتى الأسكندر الأكبر"،و"مؤرخو اليونان القديمة"،و"فكرة التقدم".