تسابق الجميع أمس على رثاء فارس الصحافة العربية، سلامة أحمد سلامة، رئيس مجلس تحرير جريدة «الشروق» الذى فارق الحياة مساء أمس الأول، عن عمر ناهز الثمانين عاما، بعد رحلة طويلة من العطاء الصحفى والثقافى، ووورى الثرى أمس، وسط دموع الآلاف من محبيه وتلاميذه. وتحولت مواقع التواصل الاجتماعى، إلى سرادق عزاء كبير، ومرثية سعت الجميع، وتحولت صفحات رواده إلى دفتر عزاء مفتوح لتلقى كلمات النعى فى فقيد الصحافة المصرية، وأعربت نشطاء الإنترنت عن حالة من الحزن العميق للوسط الصحفى والثقافى، ولم يقتصر الأمر على السياسيين والإعلاميين، بل عبر كثير من المواطنين العاديين عن حزنهم الشديد على فقد الراحل.
«متى تصنعين يا مصر سلامة أحمد سلامة جديدا»، «تركت إرثا من الأخلاق حين عزت ومن الصحافة حين اهتزت»، و«قلم الضمير والإنسانية والتسامح وحب المساواة».. هذه كانت دفقة من المشاعر تجاه فقد سلامة.
وتنوعت توقيعات الحضور فى دفتر العزاء، فلم ينعه فقط أصحاب المهنة التى ينتمى إليها، بل نعاه أيضا مرشحون سابقون للرئاسة ورموز سياسية وحزبية وشباب ثورة 25 يناير.
وفى برقية عزائه، قال عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية السابق: «فقدت مصر كاتبا كبيرا ومفكرا رصينا وإنسانا عظيما، بوفاة سلامة أحمد سلامة، رحمه الله والتعازى لأسرته الكريمة ولدار الشروق»،
وأضاف: علاقتى به كانت راقية، والتقيا فى كثير من الاقطار، وافتقد فيه أنه كان من البشر الذى احترموا انفسهم، وقلمهم. فيما قال أبوالعز الحريرى: «وداعا.. سلامة أحمد سلامة».
أما الإعلامى حمدى قنديل فقال: «صحافة الغد لن تكون كصحافة الأمس بعد رحيل سلامة أحمد سلامة، ذهب الرجل فى الوقت الذى تحتاج فيه مصر إلى الاتزان والحكمة، الله غالب على أمره».
«كيف يمكن لصحفى أُرغم على خوض بحر من القاذورات أن يخرج منه وهو يفوح عطرا.. درس سلامة أحمد سلامة»، هكذا نعاه الإعلامى والكاتب الصحفى يسرى فودة.
وأضاف «تركت إرثا من الأخلاق حين عزت، ومن الحصافة حين اهتزت، ومن الشجاعة حين كان لها ثمن، يرحمك الله».
وقال الكاتبة فاطمة ناعوت متسائلة: «لمَ تخسر مصر رموزها فى أشد لحظات احتياجها لهم، متى تصنعين يا مصر سلامة أحمد سلامة جديدا، نثقُ فى أنك منجم كنوز لا ينضب، لكنها اللحظة الحرجة».
وقال الكاتب هانى شكر الله: «رحم الله سلامة أحمد سلامة، بقى لسنوات بقعة ضوء نادرة على صفحات الأهرام، وظل يكتب فى الأهرام ثم الشروق، مستمعا لضميره فقط».
برقيات التعزية، حملتها شخصيات حزبية وسياسية عديدة، فيقول عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة: «سمعت خبر وفاة الكاتب القدير سلامة أحمد سلامة رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح الجنات، فقدناه فى زمن عزت فيه الأقلام المحترمة والموضوعية.. خسارة».
وأضاف العريان: «بوفاة سلامة تخسر مصر قلما نظيفا لم تلوثه آفات دبت فى الصحافة المصرية»، «رحم الله الأستاذ سلامة أحمد سلامة، قلم الضمير الإنسانية والتسامح وحب المساواة».
وقال الناشط السياسى مصطفى النجار «رحم الله الأستاذ سلامة أحمد سلامة، لم يتلون ولم تتغير مواقفه وعلم الجميع معنى الموضوعية والمهنية».
وكتب الدكتور محمد حبيب النائب السابق لمرشد الإخوان المسلمين: «رحم الله الكاتب الكبير سلامة أحمد سلامة رحمة واسعة وجمعنا به فى مستقر رحمته».
كما أعرب نشطاء على الإنترنت عن حزنهم الشديد، وقالت إيمان سراج: «صباح الخير، صباح حزين من عمر الكتابة الصحفية».
وقال الناشط مصطفى عجمى: «رحم الله الكاتب الكبير سلامة أحمد سلامة حين قال وكأنه يقصد نفسه «أكثر ما يؤرق المرء هو خفوت صوت الضمير بين جماعة المثقفين فى بلادنا».
الوسط ينعى رحيل سلامة
نعى حزب الوسط برئاسة المهندس أبوالعلا ماضى، الكاتب الصحفى الأستاذ سلامة أحمد سلامة، ويحتسبه عند الله ويتقدم بالعزاء للأسرة.
وأكد المهندس عمرو فاروق المتحدث الرسمى باسم الحزب، أن مصر فقدت كاتبا كبيرا ومفكرا رصينا وإنسانا خلوقا، رحمه الله، متقدما بخالص التعازى لأسرته الكريمة. ونسأل الله أن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم الأسرة جميعا الصبر والسلوان.
الصحافة العربية: سلامة دافع عن الحرية وحقوق الإنسان .. وحظى بالاحترام طيلة مشواره المهنى
نعى عدد من الصحف العربية الكاتب الكبير سلامة أحمد سلامة، والذى ظهر على مواقعها الإلكترونى، حيث لم يدرك الخبر صفحاتها الورقية، حيث توفى الراحل مساء أمس الأول.
وأشارت صحيفة السفير اللبنانية إلى تجربته الرائدة كأول رئيس تحرير عام 1999، لمجلة وجهات نظر التى وصفتها الصحيفة ب«الفكرية المرموقة».
فيما قال موقع قناة الجزيرة القطرية إن رئيس مجلس تحرير «الشروق» قد اشتهر طوال تاريخه الصحفى الممتد منذ الخمسينيات بدفاعه عن «الحرية وحقوق الإنسان، وهو ما جعله واحدا من أهم الكتاب على الساحة المصرية».
وكان الراحل الكبير قد اختير عضوا فى مجلس نقابة الصحفيين، حيث حظى طوال رحلته المهنية منذ تخرجه فى كلية الآداب 1953 وحتى وفاته باحترام الجماعة الصحفية، فى مصر والعالم العربى.
وأشار موقع قناة العربية التى تتخذ من دبى فى الإمارات مقرا لها، لغة الراحل الكبير الرصينة والواضحة فى معالجته كل القضايا الوطنية والمهنية، فى إشارة لكتابه «الصحافة فوق صفيح ساخن»، الذى تناول فيه المهنة وعلاقتها بالحراك الاجتماعى والسياسى فى مصر.