على عكس ما حققه الإسلاميون فى الدولتين المجاورتين، مصر وتونس، من انتصارات انتخابية، يبدو أن ليبيا تتجه، وفقا للنتائج الأولية، إلى أن تصبح الاستثناء فى دول الربيع العربى، حيث يتقدم «تحالف القوى الوطنية» الليبرالى، على الأحزاب الإسلامية، وعلى رأسها العدالة والبناء، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين فى ليبيا. وهو ما يفسره الأمين العام ل«الحركة الوطنية الليبية للتغيير»، مفتاح لملوم، بقوله ل«الشروق» عبر الهاتف من ليبيا إن «الشعب الليبى فقد الثقة فى إخوان ليبيا لقبولهم المشاركة فى عملية الاصلاح التى كان يتحدث عنها سيف الإسلام القذافى.. كانوا فى صفوف المعارضة، ثم انشقوا عن التيار المعارض للقذافى، واعلنوا اندماجهم فى عملية الإصلاح».
بينما رأى منسق «لجنة ادارة الازمة الليبية»، التابعة للمجلس الانتقالى الحاكم، محمد السنوسى، أن «المؤتمر الوطنى العام سيكون إسلاميا، لأن التحالف الوطنى يضم عدة تيارات وأحزاب سياسية صغيرة أغلبها إسلامية، ولكنهم ليسوا إخوانا مسلمين، اضافة الى حصول حزب العدالة والبناء على المرتبة الثانية (فى النتائج الأولية)، وبهذا ستذهب أغلبية مقاعد المؤتمر للإسلاميين».
ورأى السنوسى أن «التحالف الوطنى يحمل أسباب ضعفه؛ فاتفاق 63 تيارا ومنظمة وحزب فى المستقبل سيكون صعبا». فيما قال المحلل السياسى والعسكرى الليبى، عادل عبدالكافى، إن «التيار الاسلامى فى ليبيا ليس قويا كما فى مصر، وقد تعرض فى الفترة الأخيرة لهجوم وتشويه من قبل التحالفات السياسية الأخرى، بزعم التعاون مع القذافى، وقد أتت الحملة أكلها».
ورأى عبدالكافى أن «التيارات الاسلامية، كجبهة الانقاذ والعدالة والبناء، لن تتحالف مع تحالف القوى الوطنية»، خاتما بأن «مدة المؤتمر الوطنى ستكون عاما ونصف العام، وسيتمكن التيار الاسلامى من صقل نفسه للفوز بالانتخابات المقبلة».
أما عضو «المكتب الدائم للجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا»، السنوسى البيجو، فرفض فكرة الانتماء الى تيارات ايدلوجية، قائلا إن «كل المشاركين فى الانتخابات ليسوا فرقاء سياسيين، فتيار محمود جبريل، زعيم تحالف القوى الوطنية، فاز لأن المواطن يعلم نزاهة هذا الشخص، كما أن الآلة الإعلامية كانت فى صالح جبريل، وهو ما أثر على المواطن، خاصة أنها أول انتخابات برلمانية فى ليبيا منذ ستين عاما».
ورافضا وصف تحالفه بالليبرالى، أكد جبريل، رئيس وزراء المعارضة أثناء ثورة 17 فبراير 2011، على تمسكه بمبادئ الشريعة الإسلامية، ودعا الأحزاب والتيارات الليبية إلى تشكيل حكومة ائتلافية واسعة، مشددا على أنه لا يوجد خاسر ولا فائز فى الانتخابات التى أجريت السبت الماضى، وأن ليبيا هى الفائز الحقيقى.