8 ساعات كانت تلك رحلة السيد سلامة المدرس بكلية العلوم جامعة عين شمس من القاهرة إلى جزيرة لينداو بألمانيا. ابتسامة لم تفارقه وهو ينظر إلى السهول الخضراء من نافذة القطار لأنه كان يعلم أنه على موعد مع 27 عالما حاصلين على جائزة نوبل. لأول مرة يحصل سلامة، 39 عاما، على منحة للمشاركة فى المناقشات العلمية التى جرت فى مؤتمر لينداو السنوى لعلماء نوبل فى الفيزياء، والذى بدأ أول يوليو، واستمر لمدة أسبوع فى جزيرة تقع جنوب غرب مدينة بافاريا.
اختيار سلامة تمت بواسطة هيئة التبادل العلمى الألمانية فى مصر، وفريق من مؤسسة لينداو لعلماء نوبل بألمانيا، وذلك وفقا لاتفاقية مع أكاديمية البحث العلمى المصرية.
يقول سلامة إن أهم ما يميز المؤتمر «أنه قسم شباب الباحثين الذين حضروا من 70 دولة تقريبا إلى مجموعات عمل، يحاضر فيها علماء نوبل، مما سمح لى فرصة الاحتكاك بزملاء فى جامعات أخرى».
سلامة لم يكن المصرى الوحيد الذى حظى بشرف مقابلة علماء نوبل وجها لوجه فى المؤتمر الذى، وإنما شاركته الدكتورة غادة بسيونى المدرس بكلية الهندسة جامعة عين شمس، لديها 27 بحثا علميا منشورا فى دوريات علمية عالمية، تقول: «مؤتمر نوبل تجربة أضافت الكثير لى، وهى حافز لى لاستكمال أبحاثى وتحفيز طلابى لبناء مصر الجديدة».
قررت غادة، الحاصلة على الدكتوراه من ألمانيا، أن ترجع لمصر بعد عشر سنوات من دراستها للعلوم فى الخارج، «لإيمانى الشديد أن الثورة ستحقق لنا كل ما نريد».
وتضرب غادة مثالا بدولة سنغافورة، التى استطاعت فى أقل من 10 سنوات أن يكون لهم وضع مختلف على الخريطة البحثية بعد تولى الشخص المناسب الرئاسة، «نحن قادرون أيضا لأن لدينا قوة بشرية هائلة يمكن الاعتماد عليها»، ودعت إلى ضرورة زيادة ميزانية التعليم والبحث العلمى مثلما تفعل الدول المتقدمة كل عام.
وكانت وزيرة البحث العلمى الألمانية قد أشارت فى كلمتها إلى أن الحكومة الألمانية قررت فى عام 2005 زيادة استثماراتها بشكل كبير فى الأبحاث العلمية، ومنذ تلك الفترة زادت ميزانية الأبحاث إلى 53% عما كانت عليه فى السنوات السابقة، وأوضحت أن الأبحاث تحتاج إلى شركاء من رجال السياسة، لتوفير ظروف أفضل للبحث العلمى فى ألمانيا.
تعود غادة إلى مصر أكثر إيمانا ببلدها بعد الثورة، أما سلامة فلم تفارقة ابتسامته طوال الرحلة، ولم يتوقف حلمه أن تكون بلده هى بلد الحاصلين على نوبل.