يعبّر تفجّر الإبداع في سوريا التي كساها اللون الأحمر عن رفض الكثير من الفنّانين للعنف والقتل وإهدار الكرامة، وإصرارهم على المشاركة في الثورة انتصاراً لشعبهم، وفي ما يتخطّى الجماليات الفنّية تحوّل عملهم إلى فعل مقاومة يومية للطغيان، ولعل ما تعرض له الكثير من الفنانين السوريين أمثال علي فرزات والقاشوش زاد عزيمتهم وإصرارهم لنيل الحرية. رياض العسكر إنسان بسيط ترافقه هوايته منذ الطفولة، وهي الرسم، حيث وجد ضالته فيها واحتواء معاناته، وباعتباره ولد في سرير الفرات كان ينهل من اللوحات التي يجسدها الفرات.
يتحدث عن الثورة وموقفه منها الفنان التشكيلي رياض العسكر، فيقول: الفنان هو أول من يتحسس الأحداث بحلوها ومرها نتيجة رهافة مشاعره وتوثب أحاسيسه، وأمام حدثٍ كهذا، تحدث ثورة لدى الفنان تتمازج فيها مشاعره مع ريشته مع الألوان فتشتعل ثورة فنية من داخله ليبوح بما اشتعلت رؤاه على البياض، مجسداً صرخته، آماله، أهدافه من خلال أدواته الفنية بلوحات عدة ذات عناوين مختلفة.
يعود بنا العسكر لأيام الطفولة، ويقول: إنه نال جائزة المحافظة للرسم التشكيلي، ويتذكر أنه كان يعيش لحظة من التفاؤل بالمستقبل بسبب الجائزة ليصطدم بالواقع المرير، عندما ذهب للتكريم تفاجأ العسكر ب 200 ليرة سورية من محافظ المدينة تقدم له كجائزة عن لوحته، ويضيف بأن الجائزة لم تغط ثمن علبة الألوان التي لون بها بياض اللوحة، وبعد هذه الواقعة هجر المرسم 17 عاما، ويحمل النظام السوري سبب هجره لمرسمه لضعف الدعم وتقدير جهود الأطفال المبدعين، ليعود من جديد وهو يحمل شعلة من الحماس والثورة ليبثها على بياض لوحاته.
وأضاف "رسالتي من خلال لوحاتي هي أن أكون شاهداً على الثورة أميناً على تدوين أحداثها بكل أمانة وإخلاص، لأن اللوحة وثيقة تجسدها الريشة واللون تنطق عن حدث ما، في زمن ما رغم صمتها. تقرؤها الأجيال المعاصرة واللاحقة، وتعتبر وثيقة تاريخية تعبيرية فنية لها خصوصيتها بين كل الفنون الأخرى".