من قناة فضائية إلى أخرى، ومن موقع إخبارى إلى آخر، وبين صفحات مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» و«تويتر»، حبس المصريون أنفاسهم طيلة ليلة أمس الأول وحتى الساعات الأولى من صباح الجمعة انتظارا لما ستسفر عنه نتائج الفرز فى أول انتخابات رئاسية حقيقية فى البلاد. «أزمات السكتة القلبية هتزيد لو شفيق (الفريق أحمد شفيق) دخل جولة إعادة»، «خايف أنام آجى ألاقى مصر اتنشلت»، «اللهم ولى علينا خيارنا ولا تولى علينا شرارنا»، «يارب فرح مصر وشعبها برئيس عليه القيمة»، «القاهرة الساعة الآن 3،14 صباحا ومصر صاحية مستنية تعرف ريسها مين»، تلك كانت غيض من فيض المشاركات والرسائل القصيرة وتدوينات المصريين خلال الليلة.
ومع ظهور المؤشرات الأولية للنتائج من داخل لجان الفرز، وانحصار المنافسة بين 5 مرشحين هم محمد مرسى، وأحمد شفيق، وعبدالمنعم أبوالفتوح وحمدين صباحى، بدأ أنصار كل مرشح فى الترويج لتقدم مرشحه.
وبدأ المرشحون البارزون أنفسهم فى الدخول على الخط مع أنصارهم للتعبير، فكتب عبدالمنعم أبو الفتوح عبر حسابه الشخصى على تويتر: «الثورة ما زالت تصارع النظام المخلوع داخل صناديق الانتخابات»، مضيفا: «شكرا لكل من يساهم فى رسم مستقبل مصر القوية الآن».
«نقوم كلنا نصلى الفجر وندعى للثورة المصرية أن تنتصر بمرشح لها فى الإعادة وسقوط مرشحى النظام السابق»، هكذا تناقل عشرات النشطاء مع انطلاق أذان صلاة الفجر.
ومع مرور ساعات الليل بصعوبة شديدة وبدء ظهور المؤشرات الأولية، وصعود أحمد شفيق «المفاجئ» للمركز الثانى وتناوب أبوالفتوح وحمدين صباحى على المركزين الثالث والرابع، تحولت مشاعر الأمل والتفاؤل لدى قطاع عريض من شباب ورواد موقع فيسبوك إلى مشاعر الحسرة، وتحولت مشاركات عديدة لجلد فى الذات أو «لوم للشعب»، وكانت العبارة الأكثر تداولا بينهم، ما خطه أحدهم بصدق وألم: «شعب طول عمره ظالمنا بسكوته جاى دلوقتى يموتنا بصوته»، وعبارة «تأتى الصناديق بما لم يشته الشهداء»، و«اللهم أخرجنا منها على خير».
أحمد العسيلى الإعلامى والناشط كتب: الفخ مش فى مرسى وشفيق بس، الفخ ان الثورة بتاعة «الحلم»، حتجيب رئيس يصيب نص المصريين عالأقل بإحباط شديد.
وفى تفسيره للنتائج قال أحمد خيرى المتحدث باسم حزب المصريين الأحرار: بعيدا عن البكاء اثبتت النتائج ان مصر تنقسم إلى ثلاثة: ثلث ثورى مدنى، وثلث فلولى او بالاحرى يميل للمحافظة، وثلث إسلامى.
«وكأن الشعب المصرى من خلال التصويت لأحمد شفيق يثور على الثورة»، هكذا قرأ الإعلامى بقناة الجزيرة فيصل القاسم، بسخرية ممزوجة بحسرة، صعود شفيق.
ورأى المخرج عمرو سلامة أن «الشىء الوحيد الإيجابى فى اختيارات الشعب المصرى وتخلينا ما نلوموش أول واحد إن لو كان فيه مرشح ثورة واحد كان زمانه مكتسح الإخوان والفلول»، وهى وجهة النظر التى حملها الشاعر عبدالرحمن يوسف: شفيق وموسى حصلا على اقل من ربع الأصوات، الثورة حصلت على ثلاثة أرباع المصريين ولكن أصواتنا تفرقت. المشكلة ليست فى الشعب.
وفى محاولة لاستعادة روح الأمل، قال النائب مصطفى النجار: قبل الندب وزرع اليأس، معاركنا لا تنتهى بمعركة واحدة ولنتعلم من الأخطاء بقسوتها، يوما بيوم وأملا بأمل وتحد بتحد. والمستقبل لنا مهما طال الزمن».
وفى خطوة للأمام، ومع تصاعد التوقعات بإعادة مرسى وشفيق، قال الفنان حمزة نمرة «شفيق خلافى معاه أخلاقى وبينى وبينه الدم.. د.مرسى شخص محترم وخلافى معاه سياسى فقط»، وتابع: «صوتى لمرسى ضد الفلول»، وهو نفس المعنى الذى سجله المخرج خالد يوسف، أحد أبرز داعمى حمدين صباحي: خلافنا مع الاخوان سياسى وخلافنا مع الفلول جنائى.. نعم لمرسى.