فجّر كبير الأطباء الشرعيين الدكتور إحسان كميل جورجى، أمس، مفاجأة ربما تقلب قضية مذبحة «بورسعيد»، التى راح ضحيتها 73 شهيدا ومئات المصابين، فى استاد بورسعيد أول فبراير الماضى، بتأكيده أن الطب الشرعى لم يصله جثامين تعرضت لإصابات قطعية، وهو ما أثار غضب أهالى الشهداء، وأعضاء ألتراس أهلاوى. وعندما سأله أحد المحامين هل وقعتم الكشف الطبى على المجنى عليهم جميعا؟، فأجاب جورجى بالنفى، مؤكدا أن مصلحة الطب الشرعى تعاملت مع 42 جثة منها واحدة تم تشريحها فى بورسعيد و41 حالة تم نقلها إلى المشرحة بالقاهرة.
وبدأت أمس محكمة جنايات بورسعيد، برئاسة المستشار صبحى عبدالمجيد، أولى جلسات سماع شهادة الشهود فى القضية، التى يحاكم فيها 75 متهما، بدأتها بشهادة جورجى، وسط مشادات ومقاطعات من المحامين وأسر الشهداء.
وفى محاولة منه للسيطرة على المشادات قال رئيس المحكمة: إن «المتهمين مثل المجنى عليهم وكلهم أبناء مصر ونحن نعيش على أرض مصر وليس هناك فرق بين الجانى والمجنى عليه وليس هناك تمييز بين أبناء محافظة وأخرى»، موجها قوله للمحامين «خلينا نتحدث بالقانون ونؤدى دورنا بصدق وأمانة دى قضية مصر مش قضية بورسعيد».
وطلب المدعون بالحق المدنى تفريغ 45 «سى دى» مدمجة تحتوى على كل الأحداث لما تم تسجيله من قبل كاميرات المراقبة خلال المباراة، والتحفظ على الهارد ديسك الموجود باستاد بورسعيد والمسجل عليه المباريات السابقة التى أقيمت فى الاستاد، بالإضافة إلى مباراة المصرى والأهلى، لمعرفة نظام إطفاء الأنوار عقب كل مباراة، إلا أن ممثل النيابة أكد أن الهارد ديسك تم العبث به، وأنه أثبت ذلك فى محضر رسمى.
وطلب دفاع أحد المتهمين باستدعاء مدير إدارة مخابرات بورسعيد للاستماع لشهادته.
وأجلت المحكمة مشاهدة السى ديهات المدمجة التى قدمتها النيابة العامة ضمن أحراز القضية لحين انتداب خبير فنى محايد من الإذاعة والتليفزيون بدلا من الخبير الفنى الذى تم انتدابه من قبل النائب العام.
وأكد دفاع المتهمين أنهم سيتقدمون باسطوانات مدمجة تظهر عليها مفاجآت كثيرة ولم يتم مشاهدتها فى النيابة ولم تصل إلى المحكمة. وسادت حالة من الغضب والاستياء بين أعضاء ألتراس أهلاوى الذين تواجدوا خارج مقر المحاكمة، بسبب قول كبير الأطباء الشرعيين، بعدم وجود جروح قطعية بشهداء وضحايا المذبحة، مؤكدين أن عددا من الجثث تم التمثيل بها وكتابة كلمة «العلقة» على جبينهم، كما استشهد عدد من الألتراس نتيجة الذبح والإصابات القطعية بأسلحة بيضاء.
من جانبه، وصف قائد ألتراس أهلاوى، كريم عادل، ل«الشروق» شهادة الطب الشرعى ب«الفضيحة»، مبديا استياءه الشديد من محاولات تخفيف العقوبة على المتهمين.