"الوعي" يشكل لجنة لتلقي طلبات مرشحي مجلس النواب    27 دولة ومسؤولون أوروبيون يشيدون بجهود مصر وقطر وأمريكا ويدعون لوقف إطلاق النار في غزة    محاضرة فنية وتدريبات لحراس المرمى.. الزمالك يواصل استعداداته لمباراة المقاولون العرب    مباراتان وديتان للمنتخب أمام تونس يومي 6و 9 سبتمبر استعدادا لبطولة كأس العرب    إحالة 3 متهمين للمفتي بتهمة قتل شخص وإلقاء جثته بمجرى مائي بالقليوبية    كبير باحثين بمكتبة الإسكندرية: يجب إعداد الشباب والنشء لعالم الذكاء الاصطناعي    «المركزي» يلزم البنوك بتسوية مدفوعات نقاط البيع بالجنيه المصري    "الوطنية للانتخابات": 516 ألفا و818 صوتا باطلا بنظام الفردي في انتخابات الشيوخ    رحيل الدكتور علي المصيلحي وزير التموين السابق بعد مسيرة حافلة بالعطاء(بروفايل)    وزير الخارجية: 15 شخصية فلسطينية ستدير غزة ل 6 أشهر    مفتي القدس: مصر سند دائم للقضية الفلسطينية منذ النكبة.. والذكاء الاصطناعي أداة لتعزيز الفتوى الرشيدة    تصاعد الصراع وكشف الأسرار في الحلقة الرابعة من "فلاش باك".. أول ظهور ل خالد أنور    نجوى كرم: أتمنى تقديم دويتو مع صابر الرباعي (فيديو)    غدا.. الفرقة القومية للفنون الشعبية تقدم عرضا بمدينة المهدية ضمن فعاليات مهرجان قرطاج بتونس    «اعرف دماغ شريكك».. كيف يتعامل برج الميزان عند تعرضه للتجاهل؟    حكم الوضوء لمريض السلس البولى ومن يعاني عذرا دائما؟ أمين الفتوى يجيب (فيديو)    محافظ سوهاج فى جولة مفاجئة للمستشفى التعليمى للاطمئنان على الخدمات الطبية    سيدة تضع 4 توائم فى ولادة حرجة بمستشفى أشمون العام بالمنوفية    متحدث باسم الخارجية الصينية: الصين تدعم كل جهود تسوية الأزمة الأوكرانية    ريال مدريد يرفض إقامة مباراة فياريال ضد برشلونة في أمريكا    ديمبلي: التتويج بدوري أبطال أوروبا كان أمرًا جنونيًا    الرقابة الصحية (GAHAR) تطلق أول اجتماع للجنة إعداد معايير "التطبيب عن بُعد"    ما نتائج تمديد ترامب الهدنة التجارية مع الصين لمدة 90 يوما أخرى؟    ضبط سائق لحيازته 53 ألف لتر سولار بدون مستندات تمهيدًا لبيعها بالسوق السوداء في الأقصر    رامي صبري وروبي يجتمعان في حفل واحد بالساحل الشمالي (تفاصيل)    وزير التعليم العالي يفتتح المجمع الطبي لمؤسسة "تعليم" بمحافظة بني سويف    ما الحكمة من ابتلاء الله لعباده؟.. داعية إسلامي يُجيب    الشيخ رمضان عبدالمعز: قبل أن تطلب من الله افعل مثلما فعل إبراهيم عليه السلام    منسقة الأمم المتحدة: إطلاق الاستراتيجية الوطنية للشباب يعكس اهتمام مصر بالرياضة كقوة ثقافية ومحرك للتنمية    الحسيني وهدان يتوج بذهبية الكونغ فو في دورة الألعاب العالمية    وسام أبو علي يستعد للسفر إلى أمريكا خلال أيام.. والأهلي يترقب تحويل الدُفعة الأولى    برلماني: توجيهات الرئيس لبناء إعلام وطني ضمانة للحفاظ على الهوية ومواكبة التطورات العالمية    «100 يوم صحة» بسيناء قدمت 314 ألف 438 خدمة طبية مجانية منذ انطلاقها    كريستيانو رونالدو يطلب الزواج من جورجينا رسميًا    غدًا.. قطع المياه عن مدينة أشمون في المنوفية 8 ساعات    «مصيلحي» و«المصيلحي».. قصة وزيرين جمعهما الاسم والمنصب وعام الموت    وزيرة التخطيط تشارك في إطلاق الاستراتيجية الوطنية للشباب والرياضة 2025-2030    خصم يصل ل25% على إصدارات دار الكتب بمعرض رأس البر للكتاب    الطقس غدا.. موجة شديدة الحرارة وأمطار تصل لحد السيول والعظمى 41 درجة    حجز نظر استئناف المتهم بقتل مالك قهوة أسوان على حكم إعدامه للقرار    الوزير يترأس اجتماع الجمعية العمومية العادية لشركة السكك الحديدية للخدمات المتكاملة    "الجمهور حاضر".. طرح تذاكر مباراة الزمالك والمقاولون العرب في الدوري    وكيل وزارة الصحة بالدقهلية يحيل المدير الإداري لمستشفى الجلدية والجذام للتحقيق    الداخلية تضبط تيك توكر يرسم على أجساد السيدات بصورة خادشة للحياء    12 أغسطس 2025.. أسعار الأسماك في سوق العبور للجملة اليوم    رسميًا.. باريس سان جيرمان يتعاقد مع مدافع بورنموث    وزير الصحة يبحث مع المرشحة لمنصب سفيرة مصر لدى السويد ولاتفيا التعاون الصحى    12 أغسطس 2025.. ارتفاع طفيف للبورصة المصرية خلال التعاملات اليوم    الرئيس السيسي يستقبل اليوم نظيره الأوغندي لبحث تعزيز العلاقات الثنائية    «تعليم كفر الشيخ» تعلن النزول بسن القبول برياض الأطفال ل3 سنوات ونصف    مصرع طفل غرقا في ترعة باروط ببني سويف    وزير الصحة يبحث مع مدير الأكاديمية الوطنية للتدريب تعزيز البرامج التدريبية    انتشال جثمان طفل غرق في بحر شبين الكوم بالمنوفية    "زاد العزة" تواصل إدخال المساعدات المصرية إلى القطاع رغم العراقيل    أمين الفتوى: "المعاشرة بالمعروف" قيمة إسلامية جامعة تشمل كل العلاقات الإنسانية    تنطلق الخميس.. مواعيد مباريات الجولة الثانية من بطولة الدوري المصري    العظمي 38.. طقس شديد الحرارة ورطوبة مرتفعة في شمال سيناء    مواقيت الصلاة في أسوان اليوم الثلاثاء 12أغسطس 2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رسالة (عتاب) من الإخوان إلى (إخوانهم في الدعوة السلفية)
نشر في الشروق الجديد يوم 06 - 05 - 2012

أصدرت جماعة الإخوان المسلمين بيانا صحفيا بعنوان "رسالة إلى إخواننا في الدعوة السلفية"، بخصوص دعم الدعوة للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، وما أسموه "الهجوم الحاد" ضد مرشح الإخوان الدكتور محمد مرسي، حثلت "بوابة الشروق على نسخة منه..

نص البيان

اختار إخواننا السلفيون مرشحهم للرئاسة – وهذا مطلق حقهم وليس من حق أحد أن يتدخل فى هذا الاختيار وهذا القرار.

ومن حقهم أيضاً أن يروجوا لهذا المرشح بالطرق المشروعة التى يرونها، ولكن لى ملاحظات قسّمتها إلى عتاب وتذكير ونصيحة، لأنه يبقى الود ما بقى العتاب، ولأن الدين النصيحة ولأن التذكير واجب شرعى أُمر به الرسول صلى الله عليه وسلم ونحن من بعده { فَذَكِّرْ‌ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ‌ ﴿21﴾ لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ‌ ﴿22﴾}[الغاشية]

فإذا كنا قد أقررنا بحقوقهم فى اختيار مرشحهم والدعاية له، إلا أنه من غير المقبول وغير اللائق أن يتنقل الأستاذ عبد المنعم الشحات بين الفضائيات للإساءة والتعريض بجماعة الإخوان المسلمين ومرشحهم الدكتور محمد مرسى، حيث وصفه بالضعف وبالتالى سوف يكون المرشد هو الحاكم الفعلى للبلاد، وبأنه كان مرشحاً احتياطياً، وألمح إلى ما يقوله البعض عنه على سبيل السخرية، وأنه لو كان المرشح هو المهندس خيرت الشاطر لأيدوه لأنه قوى ولن يستطيع المرشد التأثير فيه بل إنه هو الذى يقود الجماعة ويوجهها.

وفى هذا ما فيه من الإساءة للجماعة ولرموزها وقادتها، فالدكتور محمد مرسى الذى يصفه بهذا الوصف السيء، هل تعامل سيادته معه ؟ منذ متى عرفه ؟ وهل يعلم سيادته أن الدكتور محمد مرسى كان رئيساً للكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين فى الدورة 2000 – 2005 ، وأدى أداء جيداً، فى الوقت الذى كان رأى غيرنا سلبياً فى مجرد الترشح لمجلس الشعب، وهل يعلم سيادته أنه كان المشرف على القسم السياسى بجماعة الإخوان المسلمين، وأنه رئيس حزب الحرية والعدالة، وأنه كان المسئول الأول عن ترتيب قوائم المرشحين لمجلس الشعب والشورى من حزب الحرية والعدالة والأحزاب المتحالفة معه فى انتخابات 2011م، وأنه أستاذ فى كلية الهندسة درس ودرّس فى أمريكا وزار عديداً من دول العالم واكتسب خبرات منها؟

أما اعتبار كونه كان مرشحاً احتياطياً، فهذا الأمر لا ينقص من قدره وإلا كان اختيار النبى صلى الله عليه وسلم لجعفر بن أبى طالب احتياطياً لزيد بن حارثه واختياره لعبد الله بن رواحة احتياطياً لجعفر فى غزوة مؤته نقيصة فى حق الصحابيين الشهيدين البطلين جعفر وعبد الله، ولا أعتقد أن مسلماً يمكن أن يرد ذلك على خاطره قط، بل بالعكس فإن القرار بتحديد احتياطيين إنما يدل على بُعد النظر والحكمة والإرادة الحازمة.

أما الإلماح إلى الأسلوب البذئ والساخر الذى استخدمه السفهاء واعتباره ذريعة لعدم أهلية الدكتور محمد مرسى فهو أمر مؤسف لا سيما وأن الشيخ الفاضل الشحات لم يستنكره.

وأعتقد أنه يعلم علم اليقين الأوصاف الدنيئة التى كان يطلقها المشركون على النبى صلى الله عليه وسلم بعضها ذكره القرآن الكريم وبعضها ذكرته السيرة العطرة، يعف قلمى عن مجرد ذكرها، وأيضاً أعتقد أنه يعلم جيداً الأوصاف السيئة الساخرة التى ألصقها به وبإخواننا السلفيين الصحفيون والكتاب ورسامو الكاريكاتير والتى يعف قلمى أيضاً عن الإشارة إليها، فمنذ متى كانت سفاهة السفهاء وجهالة الجهلاء مؤثرة فى مكانة الكبار ومقام المحترمين؟

وأما كلامه عن أن المهندس خيرت هو الرجل القوى الذى يدير الجماعة فهو قول يسيء إلى الجماعة وكل قادتها ومجالسها، ويدل على أن معلوماته عن الجماعة إنما هى معلومات غير صحيحة، وأنه يستقيها من الصحافة المبغضة والمتحاملة على الإخوان المسلمين.

وفى ختام هذه الفقرة أقول لسيادته ألا تكفى الحرب الضروس التى يشنها الإعلام العلمانى المغرض كله، والأحزاب الكارهة للإسلاميين عموماً على الإخوان، حتى تشاركهم سيادتكم فى إطلاق السهام علينا.

وظلم ذوى القربى أشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند

هذا ما كان بالنسبة للعتاب، أما ما يتعلق بالتذكير فبين يدّى الآن كتيب كتبه جماعة من أهل العلم منكم عنوانه ( حكم المشاركة فى الانتخابات، ولماذا لم نساند الإخوان المسلمين ) وكنتم تعنون بالانتخابات انتخابات مجلس الشعب، قلتم فيه رداً على سؤال: لماذا لا تنتخبون الإخوان؟

قلتم ( إن الإخوان المسلمين كجماعة وأفراد لا يحملون تصوراً إسلامياً متكاملاً، بل إنهم على النقيض من ذلك يقدمون تنازلات عن ثوابت إسلامية فى مقابل الحصول على مكاسب سياسية مزعومة).

ورحتم تستشهدون بتصريحات لبعض قيادات الإخوان وعلى رأسهم د.عبد المنعم أبو الفتوح أولها ما كتبتموه بأيديكم:

1] (الإخوان وإلغاء الشريعة: قال الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح لصحيفة الدستور فى 27/7/2005 م لو يوافق الشعب على إلغاء المادة الثانية من الدستور يبقى خلاص، والمادة الثانية هى الحكم بالشريعة ليست فرضاً على الناس، فإن المدخل الحقيقى للديمقراطية هو الاحتكام للشعب، وتداول السلطة ، وبالمناسبة الإسلاميين المتطرفين بيقولوا: ربنا، وإحنا بنقول الاحتكام للشعب ) ثم كتبتم تحت عنوان (التعليق) ما نصه: والله يقول: { أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴿50﴾}[المائدة]، وقالى تعالى :{ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ‌ تَبَارَ‌كَ اللَّهُ رَ‌بُّ الْعَالَمِينَ ﴿54﴾}[الأعراف]، ويقول تعالى: { أَمْ لَهُمْ شُرَ‌كَاءُ شَرَ‌عُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ}[الشورى:21]

وقال تعالى: { إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ‌ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ}[يوسف: 40] ، وقال جل وعلا: { فَلَا وَرَ‌بِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ‌ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَ‌جًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴿65﴾}[النساء]

فهذه المقولة جحد لفرضية الشريعة التى أصلها الاستسلام لأوامر الله سبحانه وتعالى والالتزام بشرعه، فلو أجمع أهل الأرض كلهم جميعاً على إلغاء حكم واحد من أحكام الشريعة، لم ينظر إلى هذا الإجماع وعدوا بذلك خارجين عن دين الله ، قال تعالى : { أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ‌}[الأعراف:54]

وبالمناسبة هل أصبح دين الناس (إن الحكم إلا للشعب) أهذا ما يطلبه بالإسلاميون المعتدلون؟

هذا ما خطته أيديكم ؟ أيها العلماء الأجلاء وأنا أريد أن أسأل ما معنى قولكم : (فهذه المقولة جحد لفرضية الشريعة) وقولكم : (وعدوا بذلك خارجين عن دين الله) وأسأل أيضاً : إذا كنتم تعاقبون الإخوان بعدم تأييد واحد منهم فى انتخابات مجلس الشعب لوجود هذه التصريحات من واحد منهم فى ذلك الوقت، فهل يجوز تأييد هذا الشخص بعينه رئيساً للجمهورية ؟علماً بأن الإخوان استنكروا تصريحاته، واشتبكوا معه وأضافوا إلى أدبياتهم أدبيات جديدة تؤكد ثوابتهم ومبادئهم فهل بهذا يكون الإخوان هم الذين يتنازلون عن ثوابتهم وهل هم بالفعل لا يملكون تصوراً إسلامياً متكاملاً ؟!!

وكتبتم فى هذا الكتيب أيضاً ما نصه ( وقال الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح فى تصريحات لجريدة العربى الناصرى الأحد 5/10/2003 " نحن لا نعترض على اختيار مسيحى رئيساً لمصر بالانتخاب لأن هذا حق لأى مواطن بغض النظر عن دينه وعقيدته السياسية، فحتى لو كان زنديقاً فمن حق أن يرشح نفسه وإذا اختاره الشعب فهذا إرادته .. )

ثم كتبتم تعليقاً جاء فيه: ( ونقول أين هذه التصريحات من قول الله تعالى : { وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِ‌ينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا ﴿141﴾}[النساء]

وقال تعالى: { لَّا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِ‌ينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ}[آل عمران : 28]

قال ابن القيم : ( ولما كانت التولية شقيقة الولاء كانت توليتهم نوعاً من توليهم، وقد حكم تعالى بأن من تولاهم فإنه منهم. ولا يتم الإيمان إلا بالبراءة منهم، والولاية تنافى البراءة فلا تجتمع الولاية والبراءة أبداً ) أليس هذا ما خطته أيديكم أيها الإخوة الكرام ؟ وأليس هذا من الثوابت ؟ فماذا حدث حتى تؤيدوا من يقوله ويدعو إليه؟

وقلتم فى نفس الكتيب فى موضع آخر : قال الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح فى تصريحات لصحيفة العربى 28/9/2003 " اما الأعمال المختلف عليها - أى الأعمال الأدبية – فمن حق صاحبها أن ينشرها على نفقته أو على نفقة ناشر خاص ويقول فيها ما يشاء حتى لو كان يدعو إلى الإلحاد، وفى هذه الحالة ليس من حق أحد ان يطلب بمصادرته، إذن الخلاف بيننا وبين وزارة الثقافة هو على سواء استخدام المال العام فقط لا غير"

وقال أيضاً فى نفس الحديث: أما مسألة الكتابة شعراً أو بأى وسيلة فى الغزل والحب والجنس فلا اعتراض إطلاقاً طالما أن صاحبه لا يهدف إلى إثارة الغرائز " .

ثم عقبتم سيادتكم معشر العلماء بقولكم :" يا دكتور من حق الأديب الملحد والمثقف الزنديق أن ينشر إلحاده فى الناس فيحل الحرام ويحرم الحلال ويشيع الفسق والرذيلة فى البلاد والعباد والمشكلة أن يكون ذلك على نفقته الخاصة!!! { كَبُرَ‌تْ كَلِمَةً تَخْرُ‌جُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا ﴿5﴾}[الكهف]

يا دكتور الكتابة فى الغزل والحب والجنس لا تثير الغرائز، ولا تحرك كوامن النفس الإنسانية؟ والله تبارك وتعالى يقول: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَ‌ةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴿19﴾}[النور]

إن هذه دعوة للإنسلاخ من الدين والعودة للبهيمية والجاهلية، وهذا فى الحقيقة دمار للبلاد والعباد بشؤم الكفر والإلحاد والمعاصى، قال تعالى : {وَكَأَيِّن مِّن قَرْ‌يَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ‌ رَ‌بِّهَا وَرُ‌سُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُّكْرً‌ا ﴿8﴾ فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِ‌هَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِ‌هَا خُسْرً‌ا ﴿9﴾}[الطلاق] ، وقال جل وعلا: {وَإِذَا أَرَ‌دْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْ‌يَةً أَمَرْ‌نَا مُتْرَ‌فِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْ‌نَاهَا تَدْمِيرً‌ا ﴿16﴾}[الإسراء]

سبحان ربى.. هذا بالنص رأيكم فيما يقوله مرشحكم للرئاسة، ثم تختارون تأييده لأكبر منصب فى البلاد.

وهل نحن الذين نتنازل عن الثوابت مقابل مكاسب سياسية ؟؟؟

ثم إنكم من غير شك تريدون مرشحاً إسلامياً، ثم تختارون مرشحاً يقول عن نفسه بصريح العبارة (إنه ليس مرشحاً إسلامياً ولكنه مرشح محافظ، أو ليبرالى).

وهذا موقف محير، يستعصى على الفهم.

ثم إنكم ترفضون بشدة وصف الدولة المصرية بأنها دولة مدنية ضمن أوصاف أخرى ونحن نقيد هذا الوصف بأنها ذات مرجعية إسلامية نفياً لها عن الدولة العسكرية والدولة الثيوقراطية ومرشحكم يريدها دولة مدنية، ولا يرى مبرراً لوصفها بأنها ذات مرجعية إسلامية.

فكيف تتفق رؤيتكم مع رؤيته ؟

* ولقد كتب الأستاذ عبد المنعم الشحات – أحد كبار علمائكم – تعليقات على زيارة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح لنجيب محفوظ انتقده فيها بشدة لطلبه منه نشر رواية ( أولاد حارتنا) وهى رواية اتفق علماء المسلمين على أنها رواية إلحادية؛ ولقد رفض نجيب محفوظ نفسه نشرها حتى مات لعلمه أنها رواية إلحادية، وكان الرجل قد تغير تفكيره رغم أنه لو نشرها لربح من وراء نشرها مالاً كثيراً ، وانتقده الشيخ الشحات لاتهامه الأستاذ سيد قطب – رحمه الله – بأنه كان مريضاً نفسياً.
*
وانتقده لوصف الدعوة السلفية بالإسلام البدوى الوهابى.

* وسبق أن صرح الأستاذ ياسر برهامى لموقع ( صوت السلف ) ونشره موقع ( أمتى ) بأن ( ما حدث من إقصاء ما يسمى بالتيار الإصلاحى – من الإخوان المسلمين وعلى رأسهم عبد المنعم أبو الفتوح بالطبع – أظنه فى مصلحتهم وقال إن هؤلاء الإصلاحيين – كما يسمونهم – قد قالوا من المنكرات ما يجعلهم ألاّ يُصدَّروا فى المسلمين فهم يقبلون العلمانية كما يريدها أهل العلمانية.

ثم ذكر عدداً من آرائهم وتابع قائلاً: " ماذا تريد أكثر من هذا الهراء والسخافات؟ فهؤلاء ليسوا بإصلاحيين بل هذا بُعد عما أسست عليه الجماعة، فهؤلاء الذين أقصوا والذين يسمونهم الإصلاحيين لا يستحقون أن يُصدَّروا "

واعتبر تلك التصريحات تعبر عن خلل طرأ على مواقف الجماعة والثوابت التى قامت عليها عند تأسيسهاقبل أكثر من 80 عاماً ) رغم أن الجماعة من هذه الأقوال كلها براء وبعد هذا كله يتم تأييد ترشيح الشخص الذى خرج على كل هذه الثوابت لرئاسة الدولة !!!

* إن من مبادئنا المعروفة ألا نطلب الولاية لأنفسنا ولا ريب أنكم أعلم بحديث النبى صلى الله عليه وسلم ( يا عبد الرحمن بن سمرة : لا تسأل الإمارة فإنك إن أعطيتها عن غير مسألة أُعنت عليها، وإن أعطيتها عن مسألة وُكلت إليها .. ) .

وقوله صلى الله عليه وسلم لرجلين طلبا الولاية: ( إنا والله لا نولى هذا العمل أحداً سأله أو أحداً حرص عليه ) .

* ذكر الأستاذ الشحات فى مقال كتبه تحت عنوان ( تساؤلات حول دعم السلفيين للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح أنه غنى عن الذكر أن القرارات السياسية قائمة على ميزان المصالح والمفاسد، وعلى توقع الاحتمالات التى سوف تنتج عن كل قرار ) .

وهذا الكلام صحيح عندما لا يكون ثمّة نص فى موضوع القرار، فإن هناك نصوصاً كثيرة تحدد النشاط السياسى مثل الشورى والعدل والأمانة والوفاء بالعهد وسائر الأخلاق التى أمر بها الإسلام، وحق الدفاع عن النفس والأرض والمال والعرض .. إلى آخره أما تلك التى لا يوجد فيها نص صريح فينبغى تحرى المصلحة ودرء المفسدة، والمعروف أن باب اختيار المسئولين فيه أحاديث مشهورة، منها قوله عليه الصلاة والسلام: ( إذا ضُيعت الأمانة فانتظر الساعة، قيل: وما إضاعتها يا رسول الله ؟ قال: إذا وُسِّد الأمر إلى غير أهله ) .

وقوله : ( من ولى من أمر المسلمين شيئاً فأمّر عليهم أحداً محاباة فعليه لعنة الله لا يقبل الله فيه صرفاً ولا عدلاً حتى يُدخله جهنم ) .

وقوله : (من استعمل رجلاً على عصابة وفيهم من هو أرضى لله منه فقد خان الله ورسوله والمؤمنين).

وإذا ذهبنا بعد ذلك نبحث عن معنى المصلحة فى الشرع نجد الإمام الغزالى قد عرفها بقوله: (أما المصلحة فهى عبارة فى الأصل عن جلب منفعة أو دفع مضرة ولسنا نعنى به ذلك، فإن جلب المنفعة ودفع المضرة مقاصد الخلق وصلاح الخلق فى تحصيل مقاصدهم.

لكنّا نعنى بالمصلحة المحافظة على مقصود الشرع، ومقصود الشرع من الخلق خمسة: وهو أن يحفظ عليهم دينهم، ونفسهم، وعقلهم، ونسلهم، ومالهم، فكل ما يتضمن حفظ هذه الأصول الخمسة فهو مصلحة، وكل ما يفوت هذه الأصول فهو مفسدة، ودفعه مصلحة)

وهكذا يتضح لنا أن المصلحة كى تتحقق لابد أن تراعى الدين أولاً، وهذا هو المقصود من الأمانة فى قوله تعالى : {إِنَّ خَيْرَ‌ مَنِ اسْتَأْجَرْ‌تَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ﴿26﴾}[القصص] أى الكفاءة والديانة وأعتقد أن كل ما أسلفناه من تصريحات وتعليقات عليها لا يمكن الاطمئنان منها على الدين، وبالتالى على المصلحة العظمى التى يتوخاها الشرع.

ولا يحسبن أحدٌ أننى بهذه الرسالة أبغى منكم تأييد مرشحنا، ولكنى أبغى تقديم النصيحة التى أمرنا الله أن نقدمها والتذكير عند النسيان ووضع كل واحد أمام دينه وضميره، وفقنا الله جميعاً إلى ما فيه رضاه {إِنْ أُرِ‌يدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴿88﴾}[هود]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.