قال رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة سعد عبد الرحمن إنه علم مسبقا بقيام جهات بوزارتي العدل والداخلية بدراسة عدد من المواقع لإقامة محاكمات أحداث بورسعيد، مشيرا إلى أنه أبلغ وزير الثقافة الدكتور شاكر عبد الحميد بذلك. وأضاف عبد الرحمن في تصريحات على هامش زيارته لقصر ثقافة الإسماعيلية أمس الجمعة، أنه يطالب بمحاسبة المتسببين في هذه الأحداث، وبالإعتذار الرسمي عن الترويع الذي ارتكب بحق موظفي القصر .
وتابع: أن مسؤولين بوزارتي العدل والداخلية اقتحموا الموقع برفقة قوى أمنية وقاموا بخلع كراسي مسرح قصر الثقافة دون وجه حق أو طلب مسبق، رغم أن وزير العدل نفسه أنكر معرفته بالموضوع، وأبلغ وزير الثقافة أن المسؤولية تقع على وزارة الداخلية لأختيار الموقع، وأنه تصور أنها حصلت على موافقات .
وقال عبد الرحمن: أستغرب أن يحدث ذلك بعد سقوط مبارك، فلقد كان نظام مبارك نفسه يقوم على مراعاة القواعد الشكلية، أما ما حدث فهو لا يعبر عن مراعاة قواعد لا شكلية ولا على مستوى المضمون، ونفى أن يكون هناك قرار منشئ لإقامة المحاكمات على مسرح قصر الثقافة ليتم إلغاؤه.
وأضاف أن ما يرضي المعتصمين والمثقفين هو إعتذار الجهات المسئولة عما حدث، وتابع: أن الهيئة ومجلس الأزمات مازالت في حالة إستنفار وتترقب ما سيحدث وتضع كل الاحتمالات ..معلقا نأمل ألا يتكرر ما حدث ويعطي رسالة لمن تسول له نفسه بمحاولة المساس بأي موقع من المواقع الثقافية.
وأضاف أن الأزمة تتعلق في أن بعض المحافظين لا ينظرون إلى مواقع الثقافة إلا باعتبارها جزءا من المحليات وهذا غير صحيح، وعبر عن أعتقاده بأن جميع أزماتنا تتعلق بالثقافة، ولو دعمت الحكومة الثقافة ستحل مشكلات ضخمة، موضحا أن أزمات البنزين وأسطوانات البوتاجاز هي جزء من ثقافة إستهلاكية لدى المواطنين .
وأشار إلى أن هناك محافظين يدعمون إقامة الأنشطة الثقافية لديهم، حيث إن ميزانية الأنشطة بالهيئة تبلغ 27 مليون جنيه وهي غير كافية للنهوض بالأنشطة الثقافية ويتم صرفها على 560 موقعا أي أن نسبة تثقيف المصريين لا تتجاوز بضعة قروش ضئيلة ...وقال إن وزارة الداخلية تحركت لوقف رخص البناء غير القانونية بجوار قصر ثقافة المحلة .
وأضاف أن قصر ثقافة الإسماعيلية يعتبر من أهم مواقع هيئة قصور الثقافة إن لم يكن أهمها على الإطلاق، وأنشئ بتكلفة 47 مليون جنيه، ويمتلك المسرح الموجود به إمكانيات غير موجودة بدار الأوبرا المصرية، لكن لو كان غرفة صغيرة في مواقعنا الثقافية تعرضت لمحاولة الاستغلال لغير أغراض الثقافة لكنا فعلنا نفس الموقف .