اقتحم عدد من القيادات الامنية بمحافظة الإسماعيلية مساء أمس ، قصر ثقافة الاسماعيلية لتجهيز المسرح الكبير واستخدامه في محاكمة المتهمين في أحداث مباراة المصري والأهلي الشهيرة في بورسعيد. وحاولت الحملة بقيادة مدير أمن الإسماعيلية ومدير إدارة العمليات ورئيس المباحث وبصحبة نائب وزير العدل وفريق من شركة المقاولون العرب دخول المسرح ، ولما رفض حمدي سليمان مدير عام الثقافة معترضاً على عملية الاقتحام بدون اذن ، رفع مدير إدارة العمليات خطابا موجها إليه يطلب منه فيه تسهيل المهمة وتمكينه من دخول المسرح الا انه رفض ايضاً . وقام فريق شركة المقاولون العرب بتفكيك أكثر من 120 مقعدا من مقاعد مسرح قصر الثقافة وحدثت بعض التلفيات في جوانب المسرح. وأخطر الدكتور سعد عبد الرحمن رئيس هيئة قصور الثقافة ، الدكتور شاكر عبد الحميد وزير الثقافة معلنا رفضه الكامل لما حدث، وتضامن معه وزير الثقافة في رفض ما جرى، وأصدر عبد الرحمن قراراً بإغلاق المسرح ومنع أي جهة من دخوله دون تصريح من الهيئة. وإحتشد عدد كبير من مثقفي الإسماعيلية وموظفي قصر الثقافة وفرع الثقافة بالإسماعيلية أمام وداخل القصر منددين بما حدث، ومعتزمين مواصل الاعتصام حتى انتهاء المشكلة ومن بينهم الدكتور خالد منتصر والشاعر فؤاد حجاج والروائي مسعد أبو فجر ونشأت نجيب ومحمد المصري ومحمد حلمي وأدباء الإسماعيلية جمال حراجي وخالد صالح وصلاح نعمان وشادية الملاح وفتحي نجم ومخرجي المسرح، محمد كمال ومجدي مرعي وأحمد عبد العزيز. واعلنت الهيئة في بيان لها الهيئة رفضها التام لاقتحام قصر ثقافة الإسماعيلية من قِبَل مسئولي وزارة الداخلية والعدل، ووصفت الهيئة هذه الواقعة بانها تمثل سابقة خطيرة تهدر قيمة الثقافة في دولة نهضت على المكوّن الثقافي عبر التاريخ، وتحذر الهيئة من محاولة دخول القصر مرة ثانية، أو استخدام القوة لمواجهة المسئولين في الهيئة وفي فرع ثقافة الإسماعيلية، لأن قصر الثقافة ملك للشعب المصري، وملك لأبناء الإسماعيلية ولا يجوز الاعتداء على حَرَمِه أو حُرمَته، كما تعلن الهيئة موقفها المبدئي والثابت، ورفضها القاطع لاستخدام مسرح قصر ثقافة الإسماعيلية أو أي موقع يتبعها في أية محاكمة وبخاصة في محاكمة المتهمين في أحداث ستاد بورسعيد عقب مباراة ناديي المصري والأهلي، التي راح ضحيتها زهرات شباب مصر. واعتبرت الهيئة دخول المسئولين في وزارتي العدل والداخلية إلى قصر ثقافة الإسماعيلية دون إذن وزير الثقافة أو رئيس الهيئة، شكل من أشكال التعدي على أحد ممتلكات الدولة وأحد مواقع الهيئة دون وجه حق، وأن تفكيك مقاعد المسرح بقصر الثقافة وإتلاف أجزاء منه بحجة تجهيز المكان لمحاكمة المتهمين في واقعة مباراة المصري والأهلي ببور سعيد، تعتبره الهيئة العامة لقصور الثقافة تعديا مباشرا على أحد مواقعها، وتخريبا ثقافيا لأحد مراكزها الكبرى، وهو ما يدفع الهيئة إلى اتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة في هذا الشأن. واعربت الهيئة عن استنكارها لقيام قيادات من وزارتي العدل والداخلية بذلك، وهم المنوط بهم إقامة العدل والحفاظ على أمن المواطنين والمنشآت، وترى أن وزارة العدل عندما تستولي على مسرح قصر ثقافة الإسماعيلية دون وجه حق، ودون إقامة العدل، فإن ذلك يغذي حالة الاحتقان الموجودة بين الشعب ورجال الأمن. وقررت الهيئة إغلاق مسرح قصر ثقافة الإسماعيلية مؤقتاً، والتحفظ على ما جرى للمسرح من إتلاف وتعديات، وإخطار النيابة بالإسماعيلية بذلك بصفة رسمية ، واعتبار مركز إدارة الأزمات الذي يضم قيادات الهيئة في حالة انعقاد دائم حتى انتهاء الأزمة لاتخاذ التدابير اللازمة للوقوف ضد هذا التصرف