بعد شهور من البحث عن وظيفة تتوج نهاية مشوارى الجامعى، «قررت إنى اختصر الطريق وأشتغل على توك توك». محمود، أو حودة كما يطلق عليه زبائن منطقة المطرية، حيث يعمل الشاب على «التوك توك» هناك، حاصل على بكالوريوس كلية الخدمة الاجتماعية، يعتقد أن التوك توك مشروع استثمارى جيد، من الممكن أن يبدأ به شاب حياته، ليضمن حدا مناسبا من دخل مادى، يساعد على الحياة، «باخد 50 جنيه أو أقل شوية، بس أحسن من مفيش».
ولكن فى حال أن يمتلك حودة توك توك، «فكده الأمور هاتتظبط أكثر».
الشاب يعمل عند عم جمال، يكسب حودة 200 جنيه ليحصل على أقل من الربع، ويذهب الباقى إلى المالك.
بعد شهور فقد فيها الأمل فى أن يتوظف فى وظيفة ميرى، عمل فى وظيفته الحالية، «أحسن ماقعد عطلان»، ولكن الحكومة لم تتركه فى حاله أيضا، «لازم أرخصه أو يسحبوه منى»، محمود لا يعمل بتوك توك مرخص، «بس بنمشى أمورنا مع الشرطة فى المنطقة».
«هى الحكومة تعبانا معاها ليه؟ مع أنها هى اللى دخلت التوك توك البلد؟»
يسأل حودة الذى حاول الحصول على رخصة قيادة وفشل، «الحكاية صعبة وطويلة، وفى الآخر ما عرفتش»، وبهذا أصبح مهددا بأن يفقد وظيفته الحالية.
يرى السائق أن التوك توك له وظيفة استراتيجية فى المناطق العشوائية فى مصر، «بيدخل فى الأماكن الضيقة الصعبة على العربيات»، أما الأجرة فجنيه للفرد، «وبيركب ثلاثة كل واحد يحاسب عن نفسه».
التوك توك الذى أصبح مثالا لميكروباص صغير فى شوارع مصر، قد يصل سعره إلى خمسة جنيهات للفرد فى المسافات البعيدة.
المناطق العشوائية التى لا تستطيع السيارات الوصول إليها، «الأجرة مبتعديش الخمسة جنيه لو كمان كانت المسافة طويلة، احنا بناخد على الواحد جنيه».
محمود، مهدد بفقد وسيلته الوحيدة لكسب الرزق لأنه لا يمتلك رخصة، «بس مش قلقان الرزق على الله»، وهو الذى شارك فى أول أيام الثورة المصرية أثناء الاعتصام فى التحرير مازال يمتلك الأمل «إن التغيير هايحصل، وهنلاقى شغل، بس لازم نصبر».