نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين أفغان وغربيين قولهم إنه ألقي القبض على أكثر من عشرة جنود أفغان يعتقد في تآمرهم لشن هجوم على وزارة الدفاع في كابول بعد العثور على عشر سترات انتحارية داخل الوزارة. وتدهور الوضع الامني في أنحاء أفغانستان بعد سلسلة من الحوادث التي أغضبت الأفغان في الأسابيع القليلة الماضية بما في ذلك قتل 17 مدنيا بالرصاص في قندهار بالجنوب المضطرب قبل أكثر من اسبوعين واتهم سارجنت امريكي بارتكاب الحادث.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن وزارة الدفاع منعت تقريبا دخول أو خروج أي من العاملين امس الثلاثاء بعد العثور داخل الوزارة على السترات التي بها جيوب يستخدمها الانتحاريون في وضع المتفجرات بها لاستخدامها في هجمات.
ومبنى الوزارة واحد من اكثر المناطق تحصينا في العاصمة الأفغانية ويبعد نحو كيلومتر عن القصر الرئاسي ومقر قوة المعاونة الأمنية الدولية (إيساف) التي يقودها حلف شمال الاطلسي في أفغانستان. وأضافت الصحيفة أن من الأهداف المحتملة حافلات لموظفي الحكومة وكذلك الوزارة.
ويمثل اعتقال جنود أفغان بشأن المؤامرة المشتبه بها على الوزارة مبعث قلق على وجه الخصوص بعد تصاعد في هجمات يشنها جنود أفغان على قوات حلف الأطلسي في الأسابيع القليلة الماضية. وقتل ثلاثة جنود أجانب آخرين منهم بريطانيان في هجمات يشنها أفراد قوات الأمن الأفغانية يوم الاثنين.
وتأتي الزيادة في الهجمات التي يرتكبها جنود أفغان بعد المذبحة في قندهار وإحراق جنود امريكيين لمصاحف في القاعدة الرئيسية للحلف وتسجيل فيديو لأفراد من مشاة البحرية الأمريكية وهم يتبولون على جثث مقاتلين من طالبان الأفغانية.
وأثارت الهجمات التي يشنها أفراد من قوات الأمن الأفغانية على القوات الأجنبية شكوكا حول مدى قدرة القوات الأفغانية على تولي المسؤولية الأمنية بنفسها بموجب خارطة طريق تحدد انسحاب القوات الأجنبية القتالية بحلول نهاية 2014 . وقالت صحيفة نيويورك تايمز إنه تم اكتشاف مؤامرة وزارة الدفاع يوم الاثنين. وقالت أيضا إن الوزارة رفضت تأكيد الحادث لكنها قالت إن ستة على الأقل من المسؤولين الغربيين والأفغان أكدوا المؤامرة.
وقالت هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) أيضا إن ما يصل إلى 11 سترة عثر عليها وإن ما يصل إلى 18 شخصا ألقي القبض عليهم. وقالت نيويورك تايمز إن السترات عثر عليها أساسا في أكشاك حراسة حول ساحة لانتظار السيارات تابعة للوزارة.
ونقلت عن ضابط لم تذكر اسمه في الجيش الأفغاني قوله "لابد من توخي الحذر عندما تأتون إلى هنا. الوضع ليس آمنا هنا." وقال الضابط أيضا إن المتآمرين "لديهم صلات بعناصر داخل الوزارة وإلا لما استطاعوا دخول مثل هذا المكان المؤمن بشدة".
ونقلت هيئة الاذاعة والتلفزيون البريطانية (بي.بي.سي) عن دولت وزيري المتحدث باسم وزارة الدفاع إن انباء عن وجود مؤامرة مجرد "شائعات". وذكرت الصحيفة أنه تم إحكام الإجراءات الامنية في المنطقة الدبلوماسية بكابول بعد اكتشاف المؤامرة. وفي سبتمبر أيلول الماضي تحصن مسلحون في مبنى تحت الإنشاء في نفس المنطقة وأمطروا السفارة الأمريكية ومقر حلف شمال الأطلسي بوابل من القذائف الصاروخية والأسلحة النارية في هجوم استمر أكثر من 20 ساعة.