في الوقت الذي أعلن فيه رئيس الوزراء البريطاني إرسال المزيد من الجنود البريطانيين إلى أفغانستان، وصل عدد القتلى والجرحى المصابين بإصابات شديدة الخطورة بين الجنود البريطانيين في أفغانستان إلى أعلى معدل له على الإطلاق منذ بدء عمليات الاحتلال قبل نحو 7 سنوات. ونقلت صحيفة "جارديان" البريطانية عن مصادر عسكرية بريطانية قولها: إن هناك 20 جنديًا بريطانيًا من قوات المارينز قتلوا خلال العشرة أيام الماضية، وتم نقلهم إلى بريطانيا بالطائرات. وأشارت الصحيفة إلى أن الهجمات التي يشنها المقاومون الأفغان على الجنود البريطانيين وصلت إلى أعلى مستوياتها هذا العام، وذلك بحسب ما أعلنه مسئولون في وزارة الدفاع البريطانية. وكشفت الصحيفة البريطانية أن عدد الجنود القتلى في أفغانستان وصل إلى 59 خلال الأحد عشر شهرًا الماضية، ليرتفع بذلك عدد القتلى البريطانيين في 2008 إلى 79 مقارنة ب 63 جنديًا في 2007، و 31 في 2006 ، وجندييْن فقط في 2005. وتأتي تلك الأرقام بالتزامن مع عزم بريطانيا إرسال 300 جندي بريطاني إضافي إلى أفغانستان في شهر مارس المقبل ليصل مجموع الجنود البريطانيين هناك إلى 8.300 جندي. وقالت الصحيفة: إن المسئولين العسكريين رفضوا الإفصاح عن كيفية إصابة أولئك الجنود، بينما صرّح بعضهم بأن عددًا منهم لقي إصابته على أيدي قوات حركة طالبان. وتشير بعض المصادر إلى أن الأرقام التي أعلنتها الحكومة البريطانية حول أعداد الجنود البريطانيين المصابين في أفغانستان أكبر من ذلك بكثير ، وأن ذلك يعني أن هناك المزيد من الجنود الذين يعانون من إصابات بالغة الخطورة. وعلى الصعيد نفسه دعا منها رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون حلف الناتو لتقاسم أعباء الحرب مع حكومة الرئيس حامد كرازاي الذي رأى أنه من الأفضل نشر أي قوات أجنبية إضافية على حدود بلاده مع باكستان. وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) لفتت إلى زيادة الهجمات بالقنابل أو العبوات الناسفة المزروعة على جانب الطرق ضد قوات حلف شمال الأطلسي في هذه الفترة وعلى نحو يتناقض مع التراجع الموسمي الذي عادة ما يترافق مع اقتراب فصل الشتاء في أفغانستان. يذكر أن كندا نشرت 2700 جندي في مدينة قندهار جنوبي أفغانستان للمشاركة في العمليات القتالية إلى جانب قوات التحالف الدولي لتثبيت الأمن والاستقرار بقيادة الناتو(إيساف)، مع الإشارة إلى أن رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر أكد قبل أيام عزمه سحب الجنود كما هو مقرر عام 2011. تقاسم الأعباء وفي زيارة مفاجئة إلى أفغانستان تفقد خلالها قوات بلاده التي فقدت أربعة جنود قبل يومين، دعا رئيس الوزراء البريطاني السبت دول حلف شمال الأطلسي الأخرى إلى زيادة جهودها ومساهمتها في محاربة من سماهم الإرهابيين وتقاسم أعباء الحرب مع حكومة الرئيس حامد كرازاي. وجاءت تصريحات براون في مؤتمر صحفي مشترك مع كرازاي في كابل حيث شدد على ضرورة أن تقوم الدول الأخرى بواجباتها -كما فعلت بريطانيا والولاياتالمتحدة- مشيرا إلى أن واشنطن ولندن ستصران من الآن وصاعدا على تقاسم أعباء الحرب الأفغانية بشكل متوازن مع بقية أعضاء الحلف. وكان براون يشير في تصريحاته إلى الدول الأوروبية التي أرسلت قوات إلى أفغانستان لكنها رفضت نشرها جنوبا أو شرقا حيث تتركز معظم العمليات القتالية مع حركة طالبان، أو القيام بعمليات هجومية. وسبق للولايات المتحدة أن اقترحت على هذه الدول -من بينها ألمانيا وفرنسا- تقديم المزيد من الدعم الجوي أو المساعدة المالية في الجهد الحربي إذا كانت غير قادرة لاعتبارات سياسية على نشر المزيد من القوات على الأرض. القوات الإضافية وفي معرض تعليقه على قرار الولاياتالمتحدة زيادة عدد قواتها في أفغانستان الصيف المقبل، قال الرئيس الأفغاني حامد كرازاي إنه يفضل نشر الأعداد الإضافية من الجنود عند الحدود الباكستانية الأفغانية حيث يتحصن المتمردون الذين تربطهم علاقات وثيقة بتنظيم القاعدة، بحسب تعبيره.