أكد المهندس أبو العلا ماضي، رئيس حزب الوسط أن: "عهد المولاة للغرب قد انتهى، والرئيس القادم لن تكون عينه على البيت الأبيض في واشنطن، لكن ستكون على الشعب المصري". وقال أبو العلا ماضي، خلال افتتاح المؤتمر العام الأول للحزب، الذي عقد بقاعة مؤتمرات الأزهر صباح اليوم الجمعة: "إن النظام السابق جعل مصر حرس حدود للعدو الصهيوني -على حد وصفه -، تحارب قواتها أهل غزة وتمنع عنهم المؤن والذخيرة"، موضحًا أنه: "للمرة الأولى لا يستطيع أحد التكهن بنتيجة معركة الرئاسة، بخلاف ما كان الحال عليه السابق، حيث كانت وزارة الداخلية تعلن النتيجة قبل أية انتخابات".
وأضاف ماضي أن: "حزب الوسط يواصل دوره بالمشاركة في بناء المجتمع"، موضحًا أن: "المرجعية الإسلامية ليست عائقا أمام تحقيق ذلك الهدف؛ حيث إن حل كل المشاكل التي يعاني منها المجتمع أساسها في الشريعة والمرجعية الإسلامية".
وأشار إلى أن: "الوسط منذ لحظة ميلاده في 19 فبراير 2011، يحاول بناء الجسور بين القوى السياسية بأيديولوجيتها المختلفة، بعيدًا عن الخلافات حول مواقف الحكومة والمجلس العسكري، وكان نتيجة ذلك تجنب الصدام بين الشباب في الميدان".
ودعا أبو العلا ماضي إلى: "مراجعة الإجراءات التي تصاحب الانتخابات البرلمانية، مثل وجود عدالة في الإنفاق على الانتخابات، وعدالة في عدم استخدام شعارات معينة، واستخدام دور العبادة في الدعاية".
وطالب ماضي: "ببذل جهد غير عادي في تنمية الاقتصاد المصري، وحل أزمة التفاوت الرهيب في الأجور"، مشيرًا إلى أنه: "سأل أعضاء المجلس العسكري عن سبب عدم وضع الحد الأقصى للأجور حتى الآن، لأن الثورة طالبت من اليوم الأول بالعدالة الاجتماعية".
موضحا أن: "العسكري لدية ملفات كثيرة، تحتاج إلى الحسم مثل ملف دول حوض النيل الذي أهمله النظام السابق"، مطالبًا: "بعودة القوى الناعمة لمصر في أفريقيا، التي بدأها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر من بناء مشروعات أو دورات تثقيفية وتعليمية لدول حوض النيل".
وأكد رئيس حزب الوسط أبو العلا ماضي أنه: "لولا ثورة 25 يناير ما انعقد مؤتمر الأول للحزب؛ لأن قاعة مؤتمرات الأزهر كانت محظورة على القوى السياسية المختلفة مع النظام السابق؛ أي مسموح بها فقط للحزب الوطني والأحزاب الكرتونية الموالية له".
مشيرا إلى أن: "الوسط على مدار 15 عاما رفض أن يخرج إلى النور في الشكل الكرتوني للأحزاب في عهد النظام السابق، وقرر الحزب اللجوء إلى أربع محاولات منذ عام 1996 حشد فيها أفكاره المستوحاة من اجتهادات سابقة، ساقها مفكرون وناشطون سياسيون مثل الدكتور عبد الوهاب المسيري والدكتور محمد سليم العوا، إلا أن حجم الفساد في النظام السابق منع الحزب من الظهور إلى قيام الثورة وخرج كأول حزب للنور في 19 فبراير 2011".
وأوضح رئيس حزب الوسط أن: "الحزب كان له دور محوري خلال التصدي للنظام السابق في المشاركة في تأسيس حركة كفاية التي كسرت حاجز الخوف، وكذلك الجمعية الوطنية للتغيير إلى أن انتهى الأمر بقيام الثورة، وكان مقر الحزب القريب من ميدان التحرير أحد أهم غرف العمليات التي تصب في نهر الثورة".
مشيرا إلى أن: "الوسط لم يسع إلى أن يكون له عمل تنظيمي طوال فترة محاولات التأسيس، وإنما شارك في مسيرات وائتلافات، وأن العمل التنظيمي بدأ بعد الحصول على الحكم القضائي بعد الثورة بخمسة أيام".
وأكد ماضي أن: "الحزب رحب مثل المصريين بتولي المجلس العسكري المسؤولية ولكنه كان قبولا ضمنيًا، بشرط سرعة انتقال السلطة إلى جهة مدنية، إلا أن التباطؤ في ذلك جعلنا ندعو منفردين إلى جمعة تسليم السلطة في 30 سبتمبر الماضي، وظل الشباب في الميدان إلى أن حدث اعتداء الشرطة العسكرية على المعتصمين، ما أدى بالقوى الثورية إلى العودة للميدان في اعتصام مفتوح".
مشيرا إلى أنه: "أجرى بعده مباحثات مع قيادات القوى الثورية والمجلس العسكري، انتهت بإنشاء المجلس الاستشاري وهو مجلس كان له استقلاليته واحترامه بدليل أنه عقب الاعتداء على المتظاهرين في أحداث مجلس الوزراء أعلن خمسة من أعضائه استقالتهم أعقبها إعلانه استقالته من داخل مسجد الأزهر الشريف عندما علم بوقوع ضحايا جدد".
وطالب أبو العلا ماضي بضرورة التوافق على صياغة الدستور، مشيرا إلى أن: "مجلس الشعب خلال اليومين المقبلين لديه فرصة في اختيار متوازن يضم معظم الجبهات والهيئات بشرط أن يكون لها رؤية سياسية واضحة أو معروفة"، مشددا على: "ضرورة صياغة دستور يستمر 100 عام قادمة وليس أربع سنوات فقط"، قائلا: "نريد دستورًا لا يفجر خلافات في المرحلة المقبلة التي تقوم على البناء لا الهدم".
حضر الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، السيد عمرو موسى، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، ولفيف من القيادات والرموز السياسية والشعبية، وحزب الكرامة والبناء والتنمية، طارق الزمر وإبرهيم الزعفراني من حزب النهضة، وحلمي الجزار من الحرية والعدالة.
الجدير بالذكر، أنه سيتم خلال هذا المؤتمر إعادة انتخاب المهندس أبو العلا ماضي بالتزكية لرئاسة حزب الوسط، بالإضافة إلى اختيار 30 عضوًا لشغل مقاعد الهيئة العليا للحزب.