تحدث الروائي البيروفي ماريو فارجاس يوسا، الحائز على جائزة نوبل للآداب عام 2010 ، عن روايته الجديدة المعنونة موقتا ب"إل هيرويه ديسكريتو" التي تدور أحداثها في مدينة بيورا في البيرو وتتناول موضوع التغيير الذي تشهده البيرو، مع بعض سمات السيرة الذاتية. وقال فارجاس يوسا على هامش حفل تكريمي في العاصمة الشيلية سانتياجو أقيم على شرف الكاتب التشيلي خورخي إدواردز، إن أحداث الرواية "تجري بين بيورا وليما، والأحداث كلها ليست مبتكرة مائة في المائة، لكنها أيضا ليست رواية تحكي سيرة ذاتية"، مضيفا أنها "انطلقت من صور في الذاكرة، وكانت تلك نقطة البداية".
وكان صاحب رواية "وليمة التيس" قد لفت قبل بضعة أيام إلى أن "جزءا من الرواية يتناول عملية التحول السريعة التي تشهدها البيرو لحسن الحظ"، في إشارة إلى الازدهار الاقتصادي والتغيرات الاجتماعية في وطنه الأم.
وقال لصحيفة ليما إل كومرسيو "لقد تابعت عن كثب تطور بيورا ولذلك أشعر براحة أكبر عند تصور أحداث وشخصيات ومواقف في مدينة مثل بيورا بدلا من مدن أخرى لا أعرف عنها سوى القليل".
كتاب جديد
وأوضح الأديب الذي أمضى سنوات من طفولته في مدينة بيورا الدافئة الواقعة شمال البيرو بالقرب من الساحل، أنه سيصدر قبل روايته الجديدة هذه كتابا بعنوان "لا سيبيلاثيون دل إسبيكتاكولو" (حضارة العرض) في أبريل المقبل في إسبانيا، يعالج بعض الأوجه التافهة من الثقافة الحالية.
ويتنقل ماريو فارجاس يوسا (75 عاما) بين إسبانيا والبيرو، لكنه يمضي فصل الصيف غالبا في البيرو، حيث يلبي دعوات عدة إلى أمريكا اللاتينية، ولا يجد الكثير من الوقت للتعليق على المسائل السياسية الساخنة.
وفي الأسابيع الأخيرة، أعرب الأديب -الذي ترشح للانتخابات الرئاسية في البيرو عام 1990- عن رأيه في بعض القرارات القضائية وفي سجن شقيق رئيس الدولة والجدل القائم بشأن العفو المحتمل عن الرئيس السابق ألبرتو فوجيموري.
وكان يوسا قد برز في عالم الأدب بعد نشر روايته "المدينة والكلاب"، التي نال عنها جوائز عديدة وترجمت إلى أكثر من عشرين لغة، ومن أهم أعماله الروائية "زمن البطل" و"وليمة التيس" و"شيطنات الطفلة المشاغبة".
ويعتمد يوسا -المولود في بيرو عام 1936- كثيرا على التنويع في كتاباته، على مستوى الرؤى والموضوعات، معتمدا على تجربته الشخصية وحياته الحافلة، وهو ما وضعه في مكانة رفيعة بين أبناء جيله من أدباء أمريكا اللاتينية الكبار، وهو يعد أول أديب يفوز بنوبل منذ فاز بها الشاعر المكسيكي أوكتافيو باث عام 1990.