أوفد الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لجنة عسكرية وأمنية إلى ولاية تمنراست الواقعة فى أقضى جنوب البلاد في إطار مهمة استطلاعية للأوضاع الأمنية والإنسانية على الحدود المالية.. فيما نقلت قيادة أركان الجيش وحدات عسكرية جديدة إلى الحدود المشتركة لتعزيز الإجراءات الأمنية في المنطقة كما عززت تواجدها بقوات جوية إضافية . وذكرت صحيفة " الخبر " الجزائرية الصادرة صباح اليوم الأحد، أن قرر الرئيس بوتفليقة بدعوة المجلس الأعلى للأمن الوطني للانعقاد لبحث التطورات شمال مالي جاء بعد ورود تقارير تتحدث عن خسارة الجيش المالي لأكثر من نصف الأراضي التي يتكون منها إقليم أزواد الذي يشهد منذ يوم 17 يناير الماضي انتفاضة مسلحة يخوضها فصيلان مسلحان رئيسيان.. هما الحركة الوطنية لتحرير أزواد بقيادة محمد أغ ناجم وحركة أنصار الدين بقيادة اياد غالي.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش المالي فقد خلال 5 أسابيع فقط منذ اندلاع الأحداث ما بين 400 و500 من جنوده بين قتيل وأسير وفار من الخدمة.. وهو عدد كبير بالنسبة لإمكاناته حيث لا يزيد عدد أفراده عن 16 ألفا.
وفى ذات السياق تمكنت قوات الجيش الجزائرى في جنوب ولايتي تمنراست وأدرار من إلقاء القبض على 12 مسلحا أغلبهم من مالى كانوا على متن سيارة وشاحنتين كما تم مصادرة 4 آلاف لتر من الوقود .
جدير بالذكر أن 22 مسؤولا ماليا كانوا قد فروا يوم الخميس الماضى إلى الجزائر هربا من القتال الدائر حاليا بين القوات الحكومية المالية ومتمردي الطوارق. ونقلت تقارير صحيفة جزائرية عن مصادر مطلعة قولها أن لجوء الوفد المالي للجزائر جاء عقب الأعمال التخريبية التي تعرض لها كل من مقر بلدية ودائرة تيفلت بعدما تم حرقهما من قبل أشخاص يقولون إنهم ينتمون إلى حركة تحرير أزواد المتمردة التابعة لحركة الطوارق.
وقد وجهت الحكومة المالية و التحالف الديمقراطي ل23 مايو من أجل التغيير، منظمة للمتمردين الطوارق السابقين، وذلك عقب اختتام اجتماعهما يوم 4 فبراير الحالي بالعاصمة الجزائرية نداء فوريا لوقف الاقتتال بشمال مالي وتغليب الحوار والتشاور .
جاء هذا النداء عقب لقاء تشاوري عقد من 2 إلى 4 فبراير الحالي بين وفد عن الحكومة المالية بقيادة سوميلو بوبيي مايجا وزير الشؤون الخارجية و التعاون الدولي ووفد عن التحالف الديمقراطي ل 23 مايو من أجل التغيير الذى يقاتل عناصره إلى جانب الحركة الوطنية لتحرير منطقة أزواد ضد جيش مالي فى شمال هذا البلد .
و تحالف 23 مايو هو منظمة للمتمردين الطوارق السابقين الذى حملوا السلاح من جديد فى مايو 2006 قبل توقيع اتفاقات سلام مع الحكومة المالية بفضل وساطة جزائرية عرفت باسم "اتفاق الجزائر".