يصعب الربط بين فنان الجاز الأمريكي مايلز ديفيس وأي شيء في قطاع غزة لكن هذه المدرسة في القطاع المحاصر تعلم تلاميذها موسيقى الجاز والموسيقى الكلاسيكية علاوة على الموسيقى العربية...يتدرب التلاميذ هنا على العزف على البوق والجيتار والكمان والتشيلو كما يتدربون على الغناء. المدرسة أنشأتها عام 2009 مؤسسة القطان الفلسطينية الخيرية والوكالة السويدية للتنمية الدولية ويعمل فيها المدرسة عدد من المعلمين من جنسيات مختلفة.
وقال معلم الموسيقى محمد الهباش "المناهج تقريبا فش (لا يوجد) عندنا لكل آلة فش منهج محدد يعني احنا (نحن) كل أستاذ بختار المنهج حسب هو كيف درس أو كيف تعلم الآلة تبعته.. بخط المنهج تبعه".
وأصيب مبنى المدرسة بأضرار بعد قليل من افتتاحها خلال الغارات الجوية الإسرايلية على قطاع غزة في نهاية عام 2008 ومطلع عام 2009. لكنها تعافت وتحولت إلى رمز للصمود والنجاح لأهالي القطاع.
تضم المدرسة أكثر من 120 تلميذا وتلميذة يدرسون الموسيقى والعزف والغناء ويقضون وقتا ينسون فيه معاناتهم وكل أهالي غزة من الحصار الإسرائلي الخانق.
وقالت تلميذة في المدرسة تدعى لان مقوطي "باحس باشي (أشعر بشيء) ثاني.. يعني باطلع من كله يعني. باحس بالموسيقى وهذا الشيء باحس أنه بيطلع من غزة وبيطلع من الحصار والهيك (كا إلى ذلك). يعني الجو.. الجو اللي (الذي) أنا فيه".
وما زالت ذكريات الحملة العسكرية الإسرائيلية التي قتل فيها 1300 فلسطيني و13 إسرائيليا قبل ثلاثة أعوام ماثلة في الأذهان....لكن ترميم المدرسة واستئناف الدراسة فيها منحا التلاميذ أملا في مستقبل أفضل بعيدا عن الصراعات والفقر.
وقالت تلميذة أخرى بالمدرسة تدعى فاطمة نضال تتعلم العزف على آلة الكمان "لما اجينا (جئنا) على المكان هذا كنا فرحانين أنه يعني عملنا كمان مدرسة عشان نوري (لكي نري) العالم احنا مش (نحن ليست) قصفت وخلاص.. بنبيها كمان مرة.. وصرنا برضه (أيضا) نتعلم وصرنا عادي فش (لا يوجد) خوف ولا شيء".
وتتيح مدرسة الموسيقى الصامدة في قطاع غزة لتلاميذها فرصة ليقضوا بعض الوقت في رحاب عالم الفن والإبداع.