بعد تعيين نواب «الشيوخ».. «مستقبل وطن» يستحوذ على 39% من مقاعد المجلس و24 % ل «حماة الوطن»    وزير الرى: علاقات وثيقة بين مصر وهولندا في مجال إدارة الموارد المائية    محافظ المنيا يتفقد محطة مياه دير البرشا بملوى لمتابعة سير العمل    القاهرة الإخبارية: المساعدات الإنسانية تعبر بالكامل لغزة لأول مرة منذ مارس    الرئيس الفرنسي يجدد دعمه لأوكرانيا خلال اتصال هاتفي مع زيلينسكي    قوات باكستانية تدمر مواقع لطالبان الأفغانية وتسيطر على 19 موقعا حدوديا    مصر تدين الهجوم على مركز إيواء النازحين بمدينة الفاشر السودانية    أسامة نبيه لليوم السابع: لم نُبلغ بالإقالة.. ونتوقع الرحيل تطبيقا للعُرف    محمد المنياوي يحقق ذهبية وزن 59 كجم ببطولة العالم لرفع الأثقال البارالمبي    تحديد بديل ليفاندوفسكي في برشلونة    تجديد حبس المتهم بقتل تاجر عسل 15 يوما على ذمة التحقيقات    تأجيل محاكمة متهم بأحداث عنف الألف مسكن لجلسة 10 نوفمبر المقبل    الفأر الذي هز الإعلام.. 5 نصائح للتمييز بين الحقيقة والخداع في عصر الذكاء الاصطناعي؟    بدء افتتاح مهرجان أفلام الطلبة بحضور شادى الفخرانى وسلمى الشما    فايز فرحات: قمة شرم الشيخ لحظة تاريخية تتوج الجهد المصري في دعم القضية الفلسطينية    الذكاء الاصطناعى.. عندما تصبح الأحلام حقيقة    هل تُخرج الزكاة عن الذهب المُشترى للزينة والادخار معًا؟.. أمينة الفتوى تجيب    نائب وزير الصحة يحيل إدارة مستشفى الأحرار التعليمي للتحقيق    محافظ الدقهلية يتفقد المستشفى الدولى بالمنصورة ويوحه بسرعة تسكين الحالات الحرجة    أدوية ومشروبات ممنوعة عند الحصول على لقاح الإنفلونزا    رئيس جامعة كفر الشيخ يشهد بدء أعمال الجلسة العلنية لاختيار الأطباء المقيمين بكلية الطب البشري    على الصعيد المهنى والعاطفى.. حظك اليوم وتوقعات الأبراج الأحد 12 أكتوبر    مي فاروق: أغنية «باركوا» علامة في كل الأفراح.. ومشاركة زوجي في ألبوم «تاريخي» صدفة    أوسكار عودة الماموث.. فيلم يخطو نحو الإبهار البصري بقصة إنسانية مؤثرة    انطلاق مهرجان أسوان احتفالا بتعامد الشمس.. فعاليات ثقافية وفنية متنوعة في قصور الثقافة هذا الأسبوع    تأجيل محاكمة 312 متهم بالإنضمام ل " جبهة النصرة " وولاية سيناء التابعة لتنظيم داعش الإرهابي    رئيس منطقة مطروح الأزهرية يكرم الطالبة هاجر إيهاب فهمي لتفوقها في القرآن والخريدة البهية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم 12-10-2025 في محافظة الأقصر    تأجيل الدعوى المقامة ضد إبراهيم سعيد لمطالبته بدفع نفقة ابنه    جاكبو يقود تشكيل منتخب هولندا ضد فنلندا في تصفيات كأس العالم 2026    27 مدينة أسترالية تنتفض تضامنا مع فلسطين: اوقفوا تمويل الإبادة    الخريف.. موسم الانتقال والحنين بين دفء الشمس وبرودة النسيم    بعد قرار الرئيس، هل يختلف نائب الشيوخ المنتخب عن المعين؟    قافلة دعوية برعاية «أوقاف مطروح» تجوب مدارس الحمام لتعزيز الانتماء ومحاربة التنمر والتعصب    ما حكم زيارة مقامات الأنبياء والأولياء والصالحين؟ الإفتاء تفسر    وزير الدفاع يشهد تخريج دفعات جديدة من الكليات العسكرية (صور)    مجانًا.. شاهد أحدث المسلسلات بجودة HD على قناة Star TV التركية 2025 (التردد)    مصرع شخص وإصابة آخر في حادث تصادم سيارة ربع نقل بالرصيف في الدقهلية    رئيس جامعة بنها ووكيل الأزهر يفتتحان ندوة "الإيمان أولا"    سويلم يلتقى نائب وزير البيئة والزراعة السعودى ضمن فعاليات أسبوع القاهرة الثامن للمياه    "إي آند مصر" تطلق مبادرة "صحة مدارسنا"    "سلامة الغذاء" تنفذ 51 مأمورية رقابية على السلاسل التجارية في أسبوع    هانى العتال عن تعيينه فى مجلس الشيوخ: شرف كبير أنال ثقة الرئيس السيسي    محافظ الدقهلية يتفقد شوارع حي شرق المنصورة وقرار عاجل بشأن النظافة والإشغالات    رئيس الضرائب: التعامل بالفاتورة الالكترونية والإيصال الإلكتروني يعزز الشفافية    أسعار طبق البيض اليوم 12-10-2025 في قنا    تنفيذ ورش تدريبية مجانية لدعم الحرف اليدوية للمرأة في الأقصر    الداخلية تضبط أكثر من 106 آلاف مخالفة مرورية في 24 ساعة    الرئيس السيسى يتابع مع شركة أباتشى الموقف الاستكشافى للمناطق الجديدة    وزير الصحة يشهد حفل توزيع جائزة «فيركو» للصحة العامة في ألمانيا    الاحتلال الإسرائيلي ينصب حاجزا عسكريا عند مدخل النبي صالح شمال رام الله    مصر تتسلم رئاسة المنظمة الدولية للتقييس "أيزو" لمدة 3 أعوام بعد فوز مشرف ومستحق    قيادي ب فتح يدعو حماس لإجراء مراجعة وإنهاء حكمهم في غزة.. ويطالب مصر باحتضان حوار فلسطيني-فلسطيني    سفارة قطر بالقاهرة تعرب عن بالغ حزنها لوفاة ثلاثة من منتسبي الديوان الأميري في حادث    تركيا تكتسح بلغاريا بسداسية مدوية وتواصل التألق في تصفيات كأس العالم الأوروبية    نجم الأهلي السابق: توروب سيعيد الانضباط للأحمر.. ومدافع الزمالك «جريء»    استبعاد معلمي الحصة من حافز ال 1000 جنيه يثير الجدل.. خبير تربوي يحذر من تداعيات القرار    خالد جلال: جون إدوارد ناجح مع الزمالك.. وتقييم فيريرا بعد الدور الأول    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الهجرة إلى أمريكا ملاذ المترجمين العراقيين بعد الإنسحاب الأمريكي
نشر في الشروق الجديد يوم 13 - 02 - 2012

يواجه المترجمون العراقيون الذين عملوا مع القوات الأمريكية مستقبلا مجهولا ومخاطر أمنية واجتماعية متعددة، فضلاً عن معاناتهم مجددا من البطالة، وذلك عقب قيام الجيش الأمريكي بإنهاء خدماتهم قبل انسحابه من العراق.

بعد الاجتياح الأمريكي للعراق في ربيع 2003 ازداد الطلب بشكل ملحوظ على المترجمين للعمل مع الجيش الأمريكي، إذ كانت عبارة "مطلوب مترجمين" من الإعلانات شائعة الانتشار في الصحف العراقية آنذاك. وازداد حجم هذا الطلب على المترجمين، خاصة بعد أن اتسع انتشار القواعد العسكرية الأمريكية في العراق إلى أكثر من 500 قاعدة، إضافة إلى خسارة العديد من المترجمين الذين قضوا أثناء تنفيذ مهامهم في الحملات الأمنية التي كانت القوات الأمريكية المقاتلة تخوض غمارها داخل أغلب المدن العراقية. إلا أن الحاجة إلى أولائك المترجمين بدأت تتناقص تدريجيا قبل رحيل القوات الأمريكية من العراق. وأنهى الجيش الأمريكي نهاية العام الماضي طبقا للاتفاقية الأمنية الموقعة بين الجانبين الأمريكي والعراقي، خدمات المئات من المترجمين العراقيين الذين خدموا معه طيلة سنوات بدون حماية ولا ضمانات.

ويعاني من بقي من المترجمين اليوم في محافظات وسط العراق وجنوبه من تهديدات أمنية كالتصفية الجسدية والقتل والانتقام التي تنفذها الجماعات المسلحة على خلفية تهم الخيانة الموجهة ضدهم، والعمل مع قوات الاحتلال واصفين إياهم ب"العملاء". فمنهم من توارى عن الأنظار أو هاجر إلى إقليم كردستان العراق الآمن.

الأسماء "الحركية" صفة المترجمين

جاك وجون وماك وجيمي وروني وتوني وسام وروجر وسارة وفيفيان وغيرها من الأسماء الحركية التي كان يستخدمها المترجمون العراقيون رجالاً ونساء، طوال فترة خدمتهم داخل القواعد العسكرية الأمريكية، إذ كان من المتعارف عليه أن يستخدم المترجم إسماً مستعاراً يتم مناداته به طيلة فترة عمله مع الأمريكان "حفاظاً على سلامته".

"أنهى الجيش الأمريكي خدماتي بدون أية حماية"، هذا ما قاله ستيفن، (28 عاماً)، من المترجمين الذين أنهى الجيش خدماته على غرار العشرات من زملاء مهنته، مبيناً أنه أصبح مستهدفاً بالقتل والتصفية من الجماعات المسلحة التي تعتبره "خائناً وعميلاً". ستيفن هو الاسم الحركي الذي اعتاد أن ينادى به منذ التحاقه بالجيش الأمريكي في قاعدة "عين الأسد" في محافظة الأنبار في عام 2007 من أجل أن يكون عمله جسراً يعبر من خلاله إلى الولايات المتحدة بعد حصوله على تأشيرة الهجرة الخاصة. ويضيف ستيفن في حوار مع دويتشه فيله، الذي هاجر إلى إقليم كردستان من أجل أن ينتظر حصول الموافقة على هجرته بعد أن أكمل وثائقه ومقابلاته مع السفارة الأمريكية في بغداد منذ أسابيع قليلة، بأنه ينتظر بفراغ الصبر رسالة بريدية من السفارة تنقله من "عالم إلى آخر" على حد وصفه.

وتنص القوانين الأمريكية على منح المترجم الذي عمل عاماً كاملاً مع القوات الأمريكية في العراق "تأشيرة هجرة خاصة" إلى الولايات المتحدة من خلال البرنامج المعروف ب (SIV) Special Immigrant Visa ، وتتكفل منظمة الهجرة بتأمين سكن وراتب له لمدة ستة شهور. أما أولئك الذين عملوا لأقل من عام فيحصلون على وضع لاجئ.

يخفي طبيعة عمله حتى عن "أهله"

ولم يكن حال المترجم سكوت (25 عاماً)، وهو اسمه المستعار أيضاً، أفضل حالاً من المترجم السابق، إذ لم يكن يعرف بأن الانسحاب الأمريكي من العراق سيحوله إلى هائم بلا مأوى، مجبراً إياه على تغيير مقر إقامته باستمرار، وهو الآن توارى عن الأنظار لحين صدور موافقة الهجرة الخاصة به بعد إتمام الإجراءات.

ويوضح سكوت في حديث مع دويتشه فيله إن "هاجس الهجرة لم يكن سبباً في التحاقي كمترجم مع الجيش الأمريكي، وإنما تحسين الوضع المعيشي لعائلتي هو ما دفعني لذلك"، مبيناً أنه "اليوم يكاد لا ينفك تفكيراً في الهجرة إلى أمريكا".

"كنت أخفي طبيعة عملي حتى على أهلي حفاظاً على سلامتهم وسلامتي، مكتفياً بالقول لهم بأني أعمل في جنوب العراق"، يؤكد سكوت، الذي اضطر أن يترك دراسته اللغة الإنكليزية في إحدى الكليات الأهلية في بغداد، حين بدأ العمل مع "القوات الصديقة"، كما يسميها آملاً في إكمال دراسته في إحدى الجامعات الأمريكية بعد هجرته.

ويقول ان الخوف كان يعتريه عند زيارة أهله في بغداد "فيما لو كشف عملي وُأستهدفت بالتصفية، كما حدث مع بعض زملائي"، على حد وصفه. ويكمل مستطرداً بأنه شهد مقتل العديد من زملائه المترجمين طيلة فترة عمله مع القوات الأمريكية، مشيراً إلى أن دوريته الأمنية تعرضت إلى عدة هجمات "وأصبت في إحداها في نهاية عام 2006 بجروح متوسطة جراء انفجار قنبلة ناسفة، كوني كنت أعمل في قاعدة في منطقة الأعظمية التي كانت توصف بالمناطق الساخنة".

ولا يمتلك الجيش الأمريكي بيانات حول عدد المترجمين الإجمالي ممن عملوا معه، لكن المتحدث باسم القوات الأمريكية في العراق اللواء جيفري بيوكانن، قال في تصريح سبق انسحاب قوات بلاده من العراق، إن نحو 9 آلاف عراقي كانوا يعملون في مجالات عدة مع الجيش الأمريكي حتى شهر يوليو من العام الماضي.

بعد مقتل أبيه وعمه يستمر في العمل ك"مترجم"

"قتلوا أبي وعمي بعد أن كشف (المتمردون) عملي كمترجم مع القوات الأمريكية وتم تهديدي باللحاق بهما إذا لم أترك عملي"، هذا ما قاله المترجم فرانك (26عاماً) ذو الاسم الحركي أيضاً من سكان العاصمة بغداد، الذي كان قد التحق بقاعدة "كالسو" في محافظة بابل في وسط العراق للعمل من أجل تحسين مستواه اللغوي في الانكليزية أواخر عام 2008.

وينوه فرانك في حوار مع دويتشه فيله إلى أنه لم يرضخ آنذاك للتهديدات التي وصلته بالتصفية حتى بعد مقتل أبيه وعمه واستمر في عمله، "بعدها انتقمت لي فرقتي الأمريكية من الكثير من المتمردين في أغلب جولاتها الميدانية وحملاتها الأمنية". فرانك يعمل الآن في إحدى الشركات الأهلية التجارية كمترجم أيضا، وقد غير محل إقامته إلى منطقة آمنة من مناطق العاصمة بغداد، وينتظر أيضا اكتمال معاملات هجرته للسفر إلى الولايات المتحدة مع زوجته. إذ يحق لفرانك بأن يصطحبها معه وفقاً لبنود قوانين الهجرة الخاصة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.