أكد المجلس القومي للتعليم والبحث العلمي والتكنولوجيا أن مصر تعاني حاليا من مشكلة المخلفات بأنواعها المختلفة في ظل غياب الوعي بأسباب هذه المشكلة وأخطارها، وأساليب معالجتها، مما يهدد النواحي الصحية والبيئية والاجتماعية للإنسان والحيوان والنبات. جاء ذلك اليوم الأحد خلال اجتماع المجلس لمناقشة التقرير المقدم من لجنة الهندسة الوراثية حول "دور التكنولوجيا الحيوية في معالجة المخلفات الناتجة عن الأنشطة الآدمية والحيوانية والزراعية والأنشطة الصناعية والحرفية والبيئية المختلفة".
وأوصى أعضاء المجلس بضرورة العمل على تشجيع رجال الأعمال على استثمار أموالهم في مشروعات تدوير المخلفات وتذليل أية عقبات تعترض ذلك، وتوفير الدعم المالي والإداري والعلمي لمشروعات أبحاث تقنيات التكنولوجيا الحيوية والهندسة الوراثية المعنية بمشكلة المخلفات، وتقليل أضرارها، والاستفادة منها، وتطبيق التقنيات المستخدمة عالميا في مجال تدوير المخلفات الزراعية.
وطالبوا باستكمال شبكات الصرف الصحي بجميع المناطق وربطها بمحطات المعالجة وضمان عدم تسربها إلى مياه النيل أو إلى المياه الجوفية، والاستفادة من مياه الصرف الزراعي المهدرة بعد معالجتها بالوسائل التقليدية ومن خلال تقنيات التكنولوجيا الحيوية واعتبار ذلك هدفا قوميا، وتحديد مناطق العمران المختلفة وفصلها جغرافيا لضمان سلامة المناطق السكنية من أخطار التلوث.
وأكد أعضاء المجلس القومي للتعليم والبحث العلمي والتكنولوجيا أهمية الالتزام بالمواصفات العالمية الخاصة بالاستخدام الأكثر أمانا للأسمدة والمبيدات الكيميائية في الأغراض الزراعية، وكذلك الالتزام بهذه المواصفات في استخدام المواد الكيميائية الابتدائية والوسيطة في الأغراض الصناعية وتوفير البدائل الأكثر أمانا.
وشددوا على ضرورة حظر إصدار التراخيص لأي مشروع منتج لأي نوع من المخلفات الملوثة للبيئة إلا بعد تقديم دراسة كاملة للآثار البيئية المتوقعة، وتضمين المناهج التعليمية والدراسية منهجا خاصا بمشكلة المخلفات يوضح جميع أبعاد المشكلة ونشر الوعي البيئي بها وتقليل أضرارها.
وكان المجلس القومي للتعليم والبحث العلمي والتكنولوجيا قد ناقش التقرير المقدم من لجنة الهندسة الوراثية حول "دور التكنولوجيا الحيوية في معالجة المخلفات" والذي تناول الوضع الحالي للمشكلة في مصر والمعوقات المالية والإدارية والعلمية والاجتماعية التي تواجه خطط إدارة المخلفات ودور تقنيات الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية لمواجهة هذه المشكلة.