اعتبر حزب الحرية والعدالة- الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، أن جهاز الشرطة متورط في أحداث العنف الدامية التي دارت فإستاد بورسعيد وراح ضحيتها حوالي 74 قتيلاً وأكثر من 188 مصابًا، موضحًا أن جهاز الشرطة كان بإمكانه التصدي لمنع حدوث الكارثة بين جماهير الناديين، إلا أنه اكتفى بالموقوف متفرجًا، ما يحمله مع أطراف أخرى المسئولية الكاملة لما تشهده مصر من أعمال عنف.
ودعا حزب الحرية والعدالة في بيانه أمس الأربعاء، على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك)، المجلس العسكري الحاكم في البلاد منذ تخلي الرئيس المخلوع حسني مبارك عن السلطة في فبراير العام الماضي، باعتباره رأس السلطة التنفيذية في مصر، إلى اتخاذ الإجراءات الكفيلة لحماية الشعب ومنشآته وثورته من المؤامرات وأعمال العنف.
وقال الحزب في بيانه بشأن أحداث إستاد بورسعيد الدامية، إنه يتابع الكارثة التي شهدتها أحداث مباراة الأهلي والمصري في إستاد بورسعيد مساء أمس الأربعاء، والتي نتج عنها عشرات القتلى ومئات المصابين، "ويتقدم الحزب بخالص تعازيه لأسر القتلى ويدعو الله لهم بالرحمة والمغفرة، كما يتمنى للمصابين الشفاء العاجل"، إلا أنه يرى أن ما حدث في هذه المباراة أكبر من كونه تشجيعًا أو تعصبًا خرج عن المألوف، وإنما يشير إلى مخطط متعمد لصناعة فتنة تهدف في الأساس إلى إدخال مصر في دوامة من الأزمات.
ويرى الحرية والعدالة أن "ما حدث في بورسعيد لا ينفصل بأي حال عن المشهد العام خلال الأيام الماضية من حوادث سرقة منظمة لعدد من البنوك ومكاتب البريد، وانتشار حالات السطو وقطع الطرق، وهي الأفعال التي ظهرت بشكل واضح بعد الانتهاء من انتخابات مجلس الشعب التي كانت نقلة كبيرة للثورة المصرية، وهو ما يشير إلى وجود أصابع لم تعد خفية تريد إدخال مصر في فوضى منظمة".
ويؤكد الحزب أن هذه "المأساة التي شهدها إستاد بورسعيد وكادت أن تتكرر في إستاد القاهرة خلال مباراة الزمالك والإسماعيلية وقبلهما ما كان يحاك أمام مجلس الشعب يوم الثلاثاء الماضي، إنما تهدف لعرقلة عملية التحول الديمقراطي السلمي للسلطة، من خلال أطراف داخلية ما زالت لها علاقات قوية مع النظام السابق الذي يدير مخطط الخراب من محبسه في سجن طره، مستغلاً في ذلك عدد من رجال الأعمال الذين كانوا من أركان هذا النظام وما زالوا يتمتعون بالحرية، رغم ملفات الفساد الكثيرة المتورطين فيها، مستخدمين في ذلك أموالهم وعدد من وسائل الإعلام المملوكة لهم، بالإضافة إلى الأصابع الخارجية التي فشلت في الاستحواذ على الثورة المصرية، إلا أنها لم تيأس من محاولات تشويهها وتعويق مسيرتها، وهو ما يدعونا إلى مطالبة أبناء الشعب المصري بمختلف توجهاتهم ومشاربهم إلى اليقظة والتصدي لهذه المؤامرات، وفضح هذه الدعوات والتحركات التي تريد إدخال مصر في فوضى منظمة بهدف تعويق الوصول بالبلاد إلى الاستقرار والتنمية والرخاء".