لاشك أن أحداث الأحد الدامي في ماسبيرو مؤامرة خبيثة ضد مصر وشعبها ووحدتها الوطنية, ولاشك أن هناك أصابع خفية تسعي لإعاقة إرادة الشعب في إقامة حياة ديمقراطية سليمة, وإجراء انتخابات برلمانية حرة نزيهة واختيار رئيس للجمهورية واعلان دستور يحقق إرادة الشعب. وشعب مصر بكل فئاته وطوائفه لن يستسلم للمؤامرات الخبيثة, ويطالب بسرعة كشف عناصر المؤامرة وأحداث العنف غير المبررة التي راح ضحيتها72 قتيلا وأكثر من300 مصاب من أبناء مصر الشرفاء مدنيين وعسكريين. لقد عادت بنا هذه الأحداث المؤلمة إلي الخلف خطوات وألقت بظلال الخوف والذعر علي مستقبل الوطن, وبدلا من أن نتقدم إلي الأمام لبناء دولة مدنية حديثة علي أسس, عدنا نبحث عن الأمن والاستقرار والشك في وجود أصابع خفية خارجية وداخلية تريد أن تقف أمام إرادة الغالبية العظمي من شعب مصر ورغبته في إقرار نظام ديمقراطي سليم, ولاشك أن أخطر ما يهدد أمن الوطن هو العبث بملف الوحدة الوطنية واثارة الفتنة ما بين المسيحيين والمسلمين من أبناء مصر العزيزة, وكذلك بين الشعب والجيش. ولكننا لن نستسلم لهذه المؤامرات الخبيثة ولن نقبل بالعودة إلي الخلف, فلا أحد من شعب مصر يقبل بهذا الخراب الذي شاهدناه. إن الوطن في خطر نتيجة هذه الأحداث المتلاحقة والتي تعكس تربصا واضحا بمقدراته. ويجب علي النيابة العامة وأجهزة التحقيق سرعة الكشف عن مرتكبي هذه المؤامرة وسرعة تقديمهم للمحاكمة ليأخذ كل متآمر جزاءه الرادع. ويجب علي حكومة الدكتور شرف سرعة معالجة قضية الأمن الذي أفلت من قبضة الجميع ومعالجة مصطلح الانفلات الأمني متداولا علي كل لسان بل تطاول هذا الانفلات يهدد أمن المجتمع وتماسك الوطن, ولابد من الضرب بيد من حديد وإلا سقطت مصر لا قدر الله في المصيدة. ويجب علي الشعب عدم التجاوب مع محاولات الوقيعة بينه وبين قواته المسلحة, درع الوطن وعماده. ولقد نشرت الصحف أن التحقيقات الأولية في أحداث ماسبيرو كشفت عن شخصيات عامة بينها رؤساء تيارات سياسية ورجال أعمال قادت مخطط الأحداث الدامية وأسهمت في تفاقم الأزمة وتأجيجها, وأن الأحداث لم تكن وليدة اللحظة بل كانت مخططة بهدف إحداث الوقيعة بين الشعب والقوات المسلحة, وكذلك بين أبناء الوطن الواحد, وأشارت المعلومات المستقاة من التحقيقات مع28 متهما في الأحداث إلي مؤشرات مهمة من شأنها معرفة المتورطين الذين سوف يتم الكشف عن اسمائهم في حينه. وقد أكد المجلس الأعلي للقوات المسلحة في مؤتمره الصحفي العالمي حول مأساة ماسبيرو أن أيادي خبيثة حاولت توريط المسيحيين في الأحداث التي راح ضحيتها عدد غير مسبوق, وأكد المجلس العسكري أن بعض المتظاهرين والمندسين حملوا سيوف وأنابيب بوتاجاز ومولوتوف واعتدوا علي الجنود وأحرقوا السيارات والمدرعات. وأكد المجلس العسكري أن القوات العسكرية أمام ماسبيرو مهمتهم مكافحة الشغب وغير مسلحين بذخيرة حية, وأن دهس الآدميين بالمدرعات ليس في قاموس القوات المسلحة حتي مع الأعداء, وأن هناك صورا تظهر شخصا بزي مدني يقود مدرعة ويصدم المتظاهرين. وأكد اللواء أركان حرب عادل عمارة واللواء أركان حرب محمود حجازي في المؤتمر الصحفي الذي عقدوه بعد الأحداث أن أعداء الوطن يتخذون من المظاهرات فرصة للاندساس لتحقيق أهداف هدامة, وأعربوا عن مشاعر الأسف للأحداث التي وقعت وأكدوا أن أقباط مصر جزء من نسيج الشعب, لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات, وأن القوات المسلحة لن تحيد عن المسئولين مهما كانت العقبات, وليس من المعقول أن تقابل تضحيات القوات المسلحة بالاعتداء علي أفرادها, ولولا عناية الله لدخلت مصر في دوامة العنف والعنف المضاد, وحذر المجلس الأعلي للقوات المسلحة من الانقياد وراء مخطط مشبوه يسعي إلي تقويض استقرار الوطن, وأكد أن القوات المسلحة ستظل علي عهدها بالشعب ملكا للجميع تحمي الوطن ومصالحه العليا وأهداف ثورة25 يناير وتنفيذ خريطة الطريق.