أعربت صحيفة البعث السورية عن دهشتها لهذا الشكر والمديح الذى وجهته أمريكا وفرنسا وبريطانيا لجامعة الدول العربية .. متسائلة من أين جاءت حرارة مطالبتهم مجلس الأمن، بعد أن حشدوا كل ذلك الحضور الدبلوماسي الهائل الذي لم يشهد له المجلس مثيلا في تاريخه، بتبني قرار الجامعة ضد سوريا؟. وقالت الصحيفة فى افتتاحيتها اليوم الاربعاء إنه ليس من العادة أن تقيم أمريكا وفرنسا وبريطانيا أي وزن لما يطلبه العرب من مجلس الأمن، وخاصة فيما يتعلق بالصراع العربي الصهيوني وحقوق الشعب الفلسطيني. فكيف انطلقت ألسنتهم بهذا المديح أمس. وأشارت الصحيفة الى أنه ليس في الأمر لغزا، فالاستعماريون الثلاثة ألقوا بكل ثقلهم الدبلوماسي في هذه المهمة الدنيئة التي تستهدف سوريا.
وانتقدت الصحيفة الجامعة العربية متهمة اياها بانها أصبحت اليوم أداة طيعة في أيديهم لتنفيذ مطلب كان دائما على رأس أولوياتهم السياسية ألا وهو إسقاط الدور السوري المقاوِم للمشروع الامبريالي الصهيوني في المنطقة. وليست المسوغات الإنسانية والأخلاقية التي ساقوها في كلماتهم سوى غطاء مهلهل لهدفهم الحقيقي الذي كانت حليفتهم الصهيونية قد أعلنت عنه قبل أيام على لسان وزير حربها الإرهابي ايهود باراك الذي قال إن اسرائيل ستجني فوائد كبيرة من سقوط النظام السوري.
وقالت الصحيفة إن الذين أرادوا الظهور بمظهر المدافعين عن القيم الإنسانية والديمقراطية وأساءوا للشعب السوري أيما إساءة باغتصابهم حق الحديث باسمه والدفاع عن تطلعاته، قد أكدوا من خلال كلماتهم المليئة بالتزييف والتضليل أنهم كذابون محترفون، وأن خداعهم للرأي العام الدولي لا يعرف حدودا، وإلا فبماذا نفسر الدرك الأسفل الذي نزل اليه وزير خارجية فرنسا آلان جوبيه وهو يشكك في صحة ما أورده تقرير بعثة المراقبين العرب من أن مواطنه الصحفي الفرنسي المغدور جيل جاكييه قد قتلته المعارضة السورية ويعترض بكل صفاقة قائلا إن ذلك لم تؤكده الجامعة العربية.
واختتمت /البعث/ تعليقها مؤكدة أن هؤلاء أعداء أصليون يعرفهم السوريون جيدا ويعرفون أنهم يتمنون من أعماق قلوبهم فناء الشعب السوري بكامله ودمار سورية لتحيا المدللة إسرائيل وتهيمن هيمنة مطلقة على المنطقة. ولا ننتظر منهم إلا أن يفعلوا ما فعلوا. لكنهم، ومهما استخدموا من طرق ووسائل منحطة ولا أخلاقية لتحقيق غاياتهم ومآربهم يبقون أسياد أنفسهم.