أعلنت إسرائيل عن خطة لإنشاء خط سكة حديد يربط بين البحرين الابيض المتوسط والبحر الأحمر، كبديل لقناة السويس، واعتبرت وكالات الأنباء التى نقلت الخبر أمس أن هذا المشروع سيكون له أثر سلبى على القناة المصرية، إلا أن عبدالتواب حجاج، المستشار الاقتصادى لهيئة قناة السويس، أكد ل«الشروق» أن «عائدات القناة لن تتأثر سلبا بخط السكة الحديد الإسرائيلى». وكانت وكالة رويترز قد أشارت إلى أن خط السكة الحديد الاسرائيلى المرتقب تدشينه خلال الفترة المقبلة، سيؤثر سلبا على عمليات النقل عبر قناة السويس بين قارتى آسيا وأوروبا، ونقلت عن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو إن المصدرين الكبار فى الهند والصين منزعجون من النقل من سفينة فى ميناء إلى أخرى فى ميناء ثانٍ من خلال قناة السويس مشيرا إلى أن إنشاء هذا الخط الحديدى سيجد قبولا وستكون له «فائدة كبيرة وأهمية استراتيجية» لإسرائيل.
وقال حجاج إن خط السكة الحديد الاسرائيلى سيربط بين ميناءى حيفا وأشدود من جهة البحر الابيض المتوسط، وإيلات من ناحية البحر الأحمر، لكن «هناك عدة أسباب تحول دون أن يكون هذا الخط منافسا حقيقيا للقناة، أولها إن تكلفة النقل عبر السكة الحديد تزيد بمقدار 3.4 ضعف النقل البحرى».
وأضاف أن الطاقة الاستيعابية للنقل البحرى تفوق خط السكة الحديد بنسبة كبيرة، فالقطار الواحد الذى يتكون من 25 عربة، لن يستطيع حمل أكثر من 75 حاوية، فى حين أن السفينة تستطيع نقل 10 آلاف حاوية، مما يعنى أن نقل هذه الكمية سيحتاج من إسرائيل لتسيير نحو 100 قطار فى اليوم، «هذا إذا افترضنا تجاوزا أن القطار سيحمل 100 حاوية، ولنا أن نتخيل حجم ما يمكن أن ينقله هذا الخط الحديدى إذا علمنا أن هناك 32 مليون حاوية تعبر قناة السويس سنويا»، حسب حجاج.
ووفقا لدراسة أجراها حجاج فإن خط السكة الحديد الاسرائيلى قد ينجح فى اقتناص نحو 150 حاوية فقط من الحاويات التى تعبر قناة السويس سنويا إذا قام القطار بالنقل من حيفا إلى إيلات وعاد مرة أخرى إلى حيفا فى نفس اليوم، «وهذا غير وارد»، حسب قوله مبررا ذلك بأن رحلات شركات النقل البحرى تعمل بمواعيد محددة لا يمكن تجاوزها، «أى إنها لن تغير المواعيد حتى ينقل القطار الإسرائيلى البضائع».