يواجه مريض ارتفاع ضغط الدم خطر الإصابة بأمراض شرايين القلب التاجية ثلاثة أضعاف الإنسان السليم وإلى الإصابة بجلطة المخ سبعة أضعاف الإنسان العادى بينما تتعدى احتمالات إصابته بهبوط كفاءة عضلة القلب ستة أضعاف إذا ما قورن بغيره من الأصحاء. يخطئ من يتصور أن ارتفاع ضغط الدم يجب أن تصاحبه أعراض تشير إليه وتثير الانتباه بمعظم حالات ارتفاع ضغط الدم تحدث بلا مقدمات تذكر فلا يلتفت إليها الإنسان فى انشغاله بتفاصيل يومه وهموم حياته، غالبا ما يكتشف الإنسان أنه مريض بارتفاع الضغط مصادفة حينما يلجأ لقياس ضغطه خلال أحد الكشوف الطبية ربما لسبب آخر مختلف تماما، يبدأ العلاج الذى قد يواظب عليه أو ربما انشغل عنه غير مدرك لما قد يتبع ذلك من أخطار.
المشكلة الحقيقية تبدأ حينما يعاند الضغط المريض والطبيب معا فيبدو متمردا على الدواء الأول والثانى والثالث مجتمعين وربما أيضا تعدى عناده حدود أثر أربعة أدوية مختلفة الفعل يتناولها المريض مجتمعة!
ارتفاع ضغط الدم المقاوم أو العنيد «Resistant Hypestension» مشكلة حقيقية محيرة يواجهها المريض والطبيب معا. فى الوقت الذى يغيب فيه السبب الحقيقى لارتفاع ضغط الدم لدى أكثر من تسعين بالمائة من المرضى يظل اختيار دواء يستجيب له المريض مع مراعاة بعض القواعد والارشادات الطبية وتغييرات بسيطة فى نمط وأسلوب الحياة علاجا ناجحا للتحكم فى ارتفاع ضغط الدم وتفادى مشكلاته. المشكلة الحقيقية تبدو فى بعض الحالات التى قد تستعصى على الفهم والعلاج.
قد يلجأ الطبيب أحيانا لجمع ثلاثة أدوية مختلفة فى نظام علاجى لمريضه ولا تجدى نفعا فيضيف إليها رابعا. قد تنجح الخطة العلاجية من أول مرة فى النادر لكن الأمر الواقع قد يلجأ الطبيب إلى التباديل والتوافيق الأمر الذى يزيد من حيرة المريض ويربكه إلى الدرجة التى قد تدفعه للبحث عن طبيب آخر.
متى يوصف ارتفاع الضغط بالعينين؟
مقاومة ارتفاع الضغط فى الشرايين للأدوية والعلاجات على اختلاف أثرها الفعال هو ما يجعل من الضغط العنيد. إذا ما فشلت أربعة أدوية مجتمعة فى التحكم فى الارتفاع فى الضغط سمى بالضغط المقاوم وتحول لحالة طبية يجب مناقشتها فى ضوء ظروف أخرى تبدأ بالبحث عن سبب خفى يتسبب فى ارتفاع الضغط ولا يبدو ظاهرا للمريض والطبيب معا.
كيف تبدأ؟
تكون البداية بمراجعة ما نملك من معلومات أساسية فى ملف المريض وأولها طبيعة ارتفاع الضغط لديه والتى يظهرها تقرير كامل متصل عن أحوال ضغطه خلال ثمانية وأربعين ساعة «قد تكون أيضا أربعا وعشرين» يتيحه جهاز قياس الضغط المستمر. جهاز يتفاوت حجمه وفقا لنوعه يتم تركيبه للمريض لقياس ضغطه بصورة منتظمة خلال ذلك الوقت. الجهاز يتيح للمريض حرية الحركة، والعمل والنوم.
مراجعة واجبة لما يتناول المريض من أدوية لعلاج ارتفاع الضغط فى أوقاتها المحددة وجرعاتها المضبوطة أيضا ما يتناوله من أدوية أخرى قد يكون من شأنها المساهمة فى ارتفاع الضغط أو مكملات غذائية.
إعادة النظر فى العوامل الأخرى التى تسهم فى ارتفاع الضغط أو تعقيد مضاعفاته مثل الوزن الزائد والحياة الخاملة بلا حركة أو نشاط أو العادات الغذائية التى تفاقم المشكلة وأهمها زيادة كميات الملح فى الطعام العادى وعدم الانتباه إليها فى المعلبات والمشروبات الغازية وصلصات السلطة وغيرها.
البحث عن أسباب أخرى؟
أهم أسباب ارتفاع ضغط العين هى أمراض الكلى إذ إنها تلعب دورا محوريا فى التحكم فى سوائل الجسم التى تفرزها مع البول أو تحتفظ بها فى خلايا وأنسجة الجسم المختلفة فى نظام عبقرى بديع تستخدم فيه مهارات هورمونات تفرزها وقت الحاجة للتدخل السريع أو بعيد المدى. كل أمراض الكلى المعروفة تساهم فى ارتفاع الضغط بدءا بالحصوات والتهاب حوض الكلى الحاد والمزمن إلى الفشل الكلوى.
تصلب الشريان الذى يغذى الكلى أو قصور عمله لأى سبب من الأسباب يؤدى بالطبع إلى خلل فى وظائفها الأمر الذى ينعكس على الشرايين عامة بارتفاع الضغط فيها إلى درجة يصعب علاجها والتحكم فيها.
هذا ما يحدث أيضا إذا ما ألم ورم بالغدة الكظرية التى تقع مباشرة فوق الكلى وتساندها فى العمل.
إجراء الأبحاث الطبية قد يكتشف عن وجود Phecochromocytoma (ورم بالغدة الكظرية) أو أعراض متلازمة كاشينج Cushing Syndroma التى فرز فيها هورمون الكورتيزول بصورة مبالغ فيها تؤدى إلى ارتفاع الضغط وتقلص الشرايين.
فرط نشاط الغدة الدرقية أيضا قد يكون وراء ارتفاع الضغط فى صورته العنيدة إلى أن يتم علاج السبب.
الشخير أثناء النوم قد يكون أحد أعراض متلازمة انقطاع التنفس أثناء النوم ومعها يرتفع الضغط وينخفض بعلاجها.
هل حقا يفيد تغيير نمط الحياة فى مواجهة عناد الضغط؟
نعم بلا شك يفيد ويساهم بقوة فى كبح جماح عناد الضغط والسيطرة عليه لإعادته إلى قياسات صحية بالطبع بعد علاج أى من الأسباب التى تم اكتشافها مع المواظبة على العالج المبدئى لارتفاع الضغط.
الامتناع عن التدخين (الإيجابى والسلبى) أحد أهم النصائح التى يجب أن يستجيب لها مريض الضغط المدخن إذ إن التدخين له أثر سلبى على أدوية علاج الضغط كما أن آثاره معروفة على الرئة وشرايين القلب التاجية.
الاهتمام بغذاء صحى متوازن يتوارى فيه الملح ويحتفظ البوتاسيوم فيه بصورة اللازم خاصة إذا ما كانت مدرات البول مستخدمة فى العلاج.
تجنب كل المعلبات والغذاء المحفوظ وكل أنواع المحللات وصلصات السلطة.
اتباع حمية داسن فى نسختها قليلة الصوديوم (يمكن مراجعة تفاصيلها فى صفحة سابقة من صحة وتغذية).
الابتعاد تماما عن الكحوليات.
محاولة الاحتفاظ بوزن صحى ملائم فالعلاقة وثيقة بين ارتفاع الضغط والسمنة.
ممارسة بعض التمارين الرياضية بصورة منتظمة ومن أفضلها المشى.
قد تعد ممارسة رياضات التأمل فى بلادنا رفاهية لا يقدر على ممارستها إلا نوعية من البشر مختلفة. الواقع أنها فى بلاد تقدم أعلى مستويات الخدمة الصحية لمواطنيها مما تأتى فى مقدمة ما يشمله التأمين الصحى من خدمات فصولها تنتشر فى المستشفيات العامة بهدف تأمين دراستها بصورة جديدة وعلمية للجميع بلا استثناء.
عناد الضغط مشكلة حقا محيرة للطبيب والمريض معا لكن حلها أمر وارد وممكن بتعاونهما معا أيضا.
الأدوية والمكملات الغذائية التى ترفع ضغط الدم
الأدوية المكافحة للألم والمضادة للالتهاب مثل
الأسبرين، ايبوبروفين، نابروكسين، سيلبركس.
معظم الأدوية المستخدمة فى الحميات الغذائية.
المنشطات ومستحضرات الأمفيتامين.
حبوب منع الحمل وهورمون الاستروجين
دواء السيكلوسبورين «يستخدم فى حالات زرع الأعضاء»
الأعشاب الصينية «الافيدبا، ماهاونج، يوهجين»
شراب العرقسوس
قياسات متفاوتة طبيعية لضغط الدم
أدق قراءة لضغطك هى التى تعيشها بنفسك فى جو هادئ نسبيا لا تسبقها سيجارة انتهيت منها أو فنجان شاى أو قهوة.
● عند زيارة الطبيب عادة يرتفع الضغط 5 10 نقاط عن معدل الضغط الحقيقى مما يسمى بظاهرة البالطو الأبيض نسبة للطبيب.
● عادة ما ينخفض الضغط تلقائيا أثناء النوم ليرتفع بسرعة عند الاستيقاظ.
● سرعة التنفس ونبض القلب لهما أثر على ضغط الدم.
● التدخين والقهوة والشاى ترفع الضغط مؤقتا لينخفض بعد 20 30 دقيقة.
● لا ينخفض الضغط تلقائيا عند النوم لدى مرضى السكر وكبار السن.
● يقترن ارتفاع الضغط بالنوم المضطرب.
الاختبارات والفحوص المعملية لمرضى الضغط
صورة للدم كاملة «خلايا الدم الحمراء والبيضاء ونسبة الهمجلوبين».
قياس وظائف الكلى.
نسبة الدهون الثلاثية والكوليسترول «الكلى، الجيد، الردىء».
قياس مستوى الجلوكوز والهمجلوبين السكرى.
قياس نسبة حامض البوليك.
قياس نسبة الصوديوم، البوتاسيوم، الكالسيوم فى الدم.
تحليل كامل للبول يتضمن الزلال، السكر، البروتينات الدقيقة».
إجراء رسم قلب «لبيان تضخم البطين الأيسر، اضطراب النبض، قصور الشرايين التاجية».
صورة للقلب بالصدى الصوتى لقياس كفاءة عضلة القلب.
قياس الضغط على مدى أربع وعشرين ساعة فى بعض الحالات.