فجر انتحاري سيارة أجرة ملغومة كان يقودها قرب جنازة في العاصمة بغداد اليوم الجمعة مما أسفر عن مقتل 31 في أحدث هجوم على منطقة شيعية وسط تصاعد أعمال العنف منذ تفجرت أزمة سياسية بالعراق في ديسمبر. وقال مسؤولون في الشرطة ومصادر في مستشفيات إن الانتحاري فجر سيارته أثناء مرور جنازة شيعية في شارع صغير به سوق في حي الزعفرانية في جنوب غرب العاصمة العراقية.
وتلقي السلطات العراقية باللوم على إسلاميين متشددين سنة في هجمات تستهدف الشيعة في محاولة لاذكاء العنف الطائفي الذي عانى منه العراق في عامي 2006 و2007 وأسفر عن مقتل عشرات الالاف. وقال علي محسن "كنت في سوق الزعفرانية القديم حين جاءت جنازة وبمجرد مرورها انفجرت سيارة ملغومة... ساعدت في إجلاء القتلى والجرحى. غطت دماؤهم الأرض".
وقالت الشرطة إنها كانت جنازة سمسار عقارات شيعي قتله مسلحون ببغداد في اليوم السابق. ولم يتضح الدافع وراء قتله. وقال مسؤول في مكتب قاسم الموسوي المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد إن الانتحاري ربما حاول ايضا استهداف مركز شرطة الزعفرانية لكنه فجر نفسه بالقرب من المتاجر والسوق. وقال مسؤولون إن 60 شخصا على الأقل أصيبوا في الهجوم.
وقتل اكثر من 320 شخصا في هجمات بالعراق منذ بداية العام وأصيب نحو 800 اي اكثر من ضعف عدد ضحايا حوادث العنف في يناير من العام الماضي وفقا لأرقام حكومية وإحصاء رويترز. وكانت سلسلة من الهجمات التي تستهدف الشيعة قد وقعت خلال الازمة السياسية في البلاد بعد ان سعت حكومة رئيس الوزراء العراقي الشيعي نوري المالكي لاعتقال طارق الهاشمي النائب السني للرئيس العراقي بعد مغادرة آخر جندي أمريكي من العراق يوم 18 ديسمبر.
وتراجعت وتيرة العنف منذ أوج العنف الطائفي بعد غزو العراق لكن القوات العراقية مازالت تحارب مقاتلين سنة وميليشيات شيعية. ويقول المالكي إن تحركه ضد زعماء سنة يرجع الى قرارات قانونية وليس له دوافع سياسية لكن كثيرين من السنة مازالوا يشعرون بالعزلة ويخشون أن تكون الاجراءات في إطار مسعى المالكي لتعزيز سلطته على حسابهم.