أثار كتاب السياسي والاقتصادي الألماني تيلو زاراتسين الذى يحمل عنوان "ألمانيا تلغي نفسها"، عند صدوره قبل عامين الكثير من الجدل داخل ألمانيا ما بين مؤيد ومعارض لآرائه، والتي اعتبرها الكثيرون مسيئة للأجانب وللألمان ذوي الأصول الأجنبية. الكتاب شهد إقبالا خرافيا، حيث وصل عدد مبيعاته إلى 3.1 مليون نسخة داخل ألمانيا فقط. ويستعد زاراتسين في الوقت الحالي لإصدار كتاب جديد لا يتوقع أن يتجاوز عدد مبيعاته عدد مبيعات الكتاب الأول.
إلا أن النحات والفنان مارتن تسيت، الذي قرأ الكتاب بشكل متأخر سنة 2011 بعد ترجمته إلى اللغة الشيشانية، لم يختلف رأيه كثيرا عن رأي الأجانب في ألمانيا، الذين رأوا في الكتاب ما يسيىء إليهم ؛ لذلك أطلق تسيت حملة لجمع الكتاب في ألمانيا ابتداء من منتصف الشهر الحالي وقد كتب على موقع تظاهرة (برلين بيناله) "لنجعل من الكتاب أداة فعالة، تمكن المواطنين من الإفصاح عن مواقفهم".
ونادى الفنان مارتن تسيت إلى جمع كتاب زاراتسين، وخصص من أجل ذلك أكثر من 20 موقعا في أنحاء مختلفة من ألمانيا، وذلك بغرض تجميع 60 ألف نسخة على الأقل من الكتاب ، وسيقوم تسيت من خلال هذه الكتب بإنشاء عمل فني، يعرض في تظاهرة "برلين بيناله" في نهاية شهر إبريل القادم، بعد هذه التظاهرة الفنية، سيتم إعادة تدوير الكتب ، وذلك لصالح أعمال خيرية. لكن جمع الكتب وإعادة تدويرها خلق نقاشا في الإعلام والساحة الثقافية الألمانية، حيث ذكرت هذه الحملة "الثقافية" بعض المواطنين بأساليب مصادرة وحرق الكتب في عهد النازيين.