نفى مسئول رفيع المستوى بالحكومة الإسرائيلية اليوم السبت صحة ما ورد بالتقرير الذي بثته مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أمس الجمعة حول قيام عملاء جهاز المخابرات الإسرائيلي (موساد) بتجنيد عناصر إرهابية باكستانية لشن هجمات على إيران بوصفهم عملاء لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي ايه). ووصف المسئول الإسرائيلي - في تصريحات نقلتها صحيفة هاآرتس الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني - تقرير المجلة الأمريكية بغير المنطقي، وذلك رغم استشهاد كاتبه بمذكرات لبعض مسئولي المخابرات الأمريكية والتي أكدت ادعاء عملاء الموساد الإسرائيلي بأنهم عملاء " للسي آي ايه" بغرض تجنيد بعض أعضاء جماعة جند الله المتطرفة في باكستان للقيام بعمليات الإغتيال ضد مسئولين بالنظام الإيراني .
وقال المسئول إنه في حال ثبوت صحة هذه الإدعاءات فإن مائير داجان، رئيس الموساد خلال فترة وقوع هذه العمليات، لن يكون شخصا مرغوبا به في واشنطن، وأنه قد يمنع من دخول الولاياتالمتحدة.
وكانت مجلة " فورين بوليسي"الأمريكية الأسبوعية قد أكدت قيام عملاء الموساد باستخدام جوازات سفر أمريكية ومبالغ من الدولارات لتأكيد تبعيتهم للسي آي ايه، وأن جهاز الموساد قام بهذه العمليات خلال عامي 2007 و 2008 دون علم الحكومة الأمريكية مما أثار غضب الرئيس الأمريكي آنذاك جورج بوش الإبن فور علمه بها .
وأشارت هاآرتس إلى أن إسرائيل دائما ما تمتنع عن التعليق على التقارير التي تتناول أنشطة منسوبة للموساد ، غير أن صدور تقرير "فورين بوليسي" بالتزامن مع استنكار واشنطن بشكل رسمي لمقتل عالم نووي إيراني الأسبوع الماضي دفع المسئولين الإسرائيليين لنفيهم صحة ما ورد بتقرير المجلة الأمريكية بشكل قاطع .
وأوضحت أن عدم التعليق على التقرير من قبل المسئولين الإسرائيليين كان من شأنه أن يؤدي إلى توتر العلاقات بين تل أبيب وواشنطن على نحو مماثل لما حدث في ثمانينيات القرن الماضي عندما حكمت واشنطن على جوناثان بولارد بالسجن مدى الحياة بتهمة التجسس لصالح إسرائيل.