اتفق رئيس الوزراء، كمال الجنزورى، مع الحكومة العراقية على تخصيص ما يتراوح بين 15 و20 مليار دولار من «كعكة الاستثمارات العراقية» للشركات المصرية، بتخصيص عدد من المناقصات لتقتصر على الشركات المصرية فقط، بحسب ما صرح به حسن عبدالعزيز، رئيس الاتحاد المصرى للتشييد والبناء، للشروق، مشيرا إلى أن الحكومة العراقية أقرت خطة استثمار ب200 مليار دولار لعام 2012. ويأتى هذا الطلب ضمن مذكرة تقدم بها رئيس الوزراء، تضم طلبات أصحاب الشركات، من بينها ضرورة تسهيل الحصول على التأشيرات العراقية، بالإضافة إلى الاتفاق مع البنوك المصرية على تيسير إصدار خطابات الضمانات للشركات، من أجل مساندتها ومساعدتها على إتمام مهام الاستثمار، وفقا لعبدالعزيز.
وفى هذا الإطار، تم الاتفاق مع السلطات العراقية على إصدار الشركات العراقية خلال 24 ساعة فقط، كما تم تحديد موعد مع محافظ البنك المركزى خلال الأسبوع الحالى، للاتفاق على أوجه تعاون البنوك مع الشركات.
وكان رئيس الوزراء قد كلف 8 وزراء لزيارة العراق خلال الأسبوع الحالى للتنسيق مع الحكومة العراقية وبحث زيادة الاستثمارات والتبادل التجارى بين البلدين.
ويأتى هذا التكليف، وفقا عبدالعزيز، بناء على طلب من مجتمع الأعمال خلال اجتماعهم مع رئيس الوزراء، حيث تم الاتفاق على ضرورة استهداف 3 بلاد خلال الفترة المقبلة «كونها أرضا خصبة للشركات المصرية»، بحسب قولهم، وهى العراق وليبيا والجزائر، و«لكننا قررنا البدء بالعراق للاستفادة من حماس الحكومة المصرية فى الإسراع بعملية الإعمار». وتجرى وزارة الخارجية المصرية حاليا التنسيق مع الخارجية العراقية على أن يتوجه الوفد المصرى فور انتهاء الأعياد الحالية فى العراق، أى الأسبوع المقبل، و«لن يتضمن هذا الوفد أيا من الشركات المصرية، بل الوزراء والمقاولين العرب والاتحاد المصرى للتشييد»، بحسب قوله مشيرا إلى أن هذه الزيارة استكشافية للتعرف على احتياجات العراق وخطة الإعمار الخاصة بها والمجالات التى لها الأولوية والشركات المصرية المعنية بها.
وفور عودة الوفد الرسمى، بحسب رئيس الاتحاد المصرى للتشييد والبناء، سيتم تحديد الشركات المعنية، ومن المرجح أن تكون فى مجالات الإسكان، والنقل والصرف الصحى، لتشكيل وفد جديد من الشركات الراغبة فى الاستثمار فى العراق، على أن يتم الانتهاء من الأمر برمته خلال شهر ونصف الشهر من الآن. «العراق متحمس الآن للشركات المصرية، لتخوفه من إيران وتركيا اللتين يبديان اهتماما سياسيا فى العراق ولابد من اقتناص هذه الفرصة».
ومن جانبه، يقول إبراهيم محلب، رئيس مجلس إدارة شركة المقاولين العرب، والتى تعمل الآن فى العراق، إن «إعمار العراق يمثل تربة خصبة حاليا للاستثمارات تتهافت عليها دول العالم كله، والبعد عن هذا السوق سيكون خطأ فادحا»، بحسب قوله. ويؤكد محلب أن هذه الزيارة ليست إلا استكشافية وتسويقية، و«من ثم الإسراع فى اتخاذ خطوات جادة هو الأهم فى المرحلة المقبلة، قبل أن تنقض الشركات العالمية على الاستثمارات الموجودة بها».
وفيما يتعلق بملف الديون العراقية للشركات والأفراد، يؤكد مصدر مسئول فى مجلس الوزراء أن هذا الملف «أساسى ولن يتم تجاهله ولكنه ليس أساس الزيارة الأول وقد تكون هناك مباحثات من أجل مبادلتها بجزء من الاستثمارات، فالأهم الوقت الحالى هو حصول مصر على جزء جيد من الاستثمارات»، بحسب قول المصدر.