رأت صحيفة (لوس أنجلوس تايمز) الأمريكية اليوم الاثنين أن العلاقة بين الرئيس الأمريكى باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو تفتقر إلى عنصرى الثقة والارتياح المتبادل. وقالت الصحيفة - فى سياق تعليق أوردته على موقعها على شبكة الانترنت - "إن الرئيس الأمريكى يبدو أنه يواجه أزمة فى تحديد كيفية تعاطيه مع الشأن الإسرائيلى.. فعلى مدار 3 سنوات طيلة تولى الرئيس أوباما سدة الحكم فى بلاده، لم يتمكن من تقرير ما إذا كان سيختار الانصياع إلى مطالب نتنياهو أو الضغط عليه"، مشيرة إلى أنه مع قرب إجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية خلال العام الجارى يبدو الخيار الأول هو الأقرب إلى الرئيس أوباما.
وأضافت "أنه على عكس أسلافه فى الإدارة الأمريكية كالرئيس الديمقراطى الأسبق بيل كلينتون والجمهورى السابق جورج بوش، فإن الرئيس أوباما لا يعتمد نظرة عاطفية حيال إسرائيل .. فآرائه تنبع من منطقه وتفكيره الخاص والبيئة الجامعية التى أثرت فى تشكيل وتكوين آرائه الفكرية ومبادئه الأخلاقية، إذ يعتمد فى تقييمه للصراع العربى - الإسرائيلى على نظرة أوسع وأشمل تراه صراعا بين حقوق وواجبات لشعبين يمثل أهمية بالغة لمصالح بلاده التى باتت الآن مهددة بفضل الانقسام بين من يبدون جدية وإصرار للتوصل إلى حل لهذا الصراع فى أسرع وقت وبين من يعتمدون المراوغة ويضعون العراقيل أمام كافة الجهود الرامية إلى التوصل إليه.
ورأت صحيفة (لوس أنجلوس تايمز) الأمريكية أن التوتر بين نتنياهو وأوباما ليس هو الأول فى تاريخ العلاقات الأمريكية - الإسرائيلية، إذ كثيرا ما نشبت توترات بين رؤساء أمريكيين من الحزب الديمقراطى ورؤساء حكومات إسرائيلية من حزب الليكود المتشدد، إلا أن عاملين مهمين ظلا يخففان من وطأة تلك التوترات يتمثل أولهما هو التوحد نحو مشروع مشترك تتشابك فيه مصالح كلا البلدين والذى كان فى الأغلب جهود التوصل إلى عملية سلام عربية إسرائيلية أبرزها معاهدة السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل فى عهد الأمريكى جيمى كارتر والإسرائيلى مناحم بيجين.
وأوضحت أن العامل الثانى يتمثل فى أن الهزيمة الدبلوماسية لأى من الطرفين وبزوخ رموز جديدة أخرى على الساحة السياسية فى كلا البلدين من شأنها أن تخلق علاقة أكثر توظيفية مثلما حدث بمجىء الرئيس الأمريكى بيل كلينتون ورئيس الحكومة الإسرائيلية رابين بدلا من بوش الأب وعيتزاك شامير. وفى ختام تعليقها، قالت (لوس أنجلوس تايمز) "إن أكثر ما يثير المخاوف الآن هو عدم وجود بودار تغيير تلوح فى الأفق حاليا أو فى المستقبل القريب فى قادة كلا البلدين أو التوحد نحو مشروع مشترك".