بعد مضى أكثر من ستة أشهر على اندلاع ثورة 25 يناير المنادية بالديمقراطية والتى انتهت بالإطاحة بحكم الرئيس السابق، حسنى مبارك، استقطبت الجهود الأمريكية الرامية لمساعدة المصريين على الترويج للإصلاحات الديمقراطية ردود أفعال غير متوقعة وتسببت فى توتر ملحوظ فى العلاقة بين واشنطن وبين أحد أقرب حلفائها فى العالم العربى، القاهرة. وقالت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية إن خطة إدارة الرئيس الأمريكى، باراك أوباما لمنح مصر 65 مليون دولار هذا العام لمساعدتها على تنظيم أحزابها السياسية الجديدة، قوبلت برد فعل قوى من قبل الحكومة المؤقتة، والأحزاب الإسلامية وحتى من قبل بعض النشطاء الذين ينادون بالإصلاح. وحذرت فيكتوريا نولاند، المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الأمريكية من "تنامى هذا الشعور من معاداة أمريكا إلى الخطاب المصرى العام"، كما نددت بالهجمات الشخصية ضد آن باترسون، السفيرة الأمريكيةالجديدة إلى مصر، واصفة ذلك ب"غير المقبول". "وهذا معناه أنه فى نهاية اليوم، سيقل تأثيرنا"، هكذا أكد دانيال كيرتزر، سفير واشنطن إلى مصر فى ظل عهد إدارة الرئيس الأمريكى الأسبق، بيل كلينتون. ورأت "لوس أنجلوس تايمز" أن هذا التصادم يكشف عن قلق مصر حيال نوايا الولاياتالمتحدة حتى وإن وافقت القاهرة على قبول ال1.3 مليار دولار فى صورة معونة أمريكية. ويعكس هذا النزاع المناورات السياسية بين المجلس العسكرى وبين الإصلاحيين السياسيين قبل إجراء الانتخابات الوطنية بحلول الخريف المقبل. ومضت الصحيفة الأمريكية تقول إن هناك علامات أخرى تدل على توتر العلاقة بين واشنطن وأحد أكبر حلفائها فى المنطقة، ومنها اتجاه المجلس العسكرى، لتبنى نهجا أكثر استقلالية فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، بما فى ذلك إصلاح العلاقات مع أعداء الولاياتالمتحدة والمتمثلين فى إيران وحماس.