كشفت لجنة الدفاع عن بلدة سلوان، الواقعة جنوب المسجد الأقصى المبارك، عن اعتزام بلدية الاحتلال فى القدس تنفيذ حملات هدم واسعة النطاق لمنازل المواطنين العرب فى المدينة، خاصة فى سلوان، وأن الحملة قد تبدأ فى الثانى والعشرين من الشهر الجارى. وقال عضو اللجنة فخرى ابو دياب إن «معلومات أكيدة وصلت من العديد من المؤسسات والجمعيات الحقوقية ومن داخل أروقة بلدية الاحتلال تؤكد بأن جلسة طارئة كانت مقررة يوم غد للبرلمان الإسرائيلى «الكنيست» تأجلت ليوم الثلاثاء يوم عيد الأضحى لمنح البلدية العبرية الضوء الأخضر للشروع بعمليات هدم واسعة النطاق للمنازل فى المدينة، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا). ولفت إلى أنه سيحضر جلسة الكنيست الإسرائيلية كل الجهات المعنية من بلدية وجمعيات استيطانية وسلطات البيئة والطبيعة والشركات العاملة فى الهدم وغيرها، كما أن الموقع الالكترونى ل«الكنيست» أبرز هذا الأمر بوضوح. وأوضح أن اللجوء إلى الكنيست للموافقة على مثل هذه العمليات «يؤكد أن النية تتجه لهدم عشرات المنازل والتى ستكون بداياتها فى سلوان حيث التهديد بهدم منازل حى البستان وإزالته بالكامل لصالح إنشاء حدائق تلمودية تخدم خرافة وأسطورة الهيكل المزعوم». وقال إن الأهالى «لن يقفوا مكتوفى الأيدى وسيتصدون لأى محاولة لهدم أى منزل»، مناشدا القيادة وكل الهيئات والمنظمات المحلية والدولية ب«التحرك الجاد والفعلى لوقف مخططات الاحتلال». وتأتى تلك التطورات فى الوقت الذى أعلن فيه رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو عن دعمه لمواصلة بناء المستوطنات فى القدسالشرقية والضفة الغربية، وهو ما اعتبرته صحيفة أمريكية «تحديا» للإدارة الأمريكية الرافضة لسياسات الهدم والاستيطان فى المناطق المحتلة. وقالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز أمس أن خسائر الديمقراطيين فى الانتخابات النصفية أدت إلى تحول فى التحالف الرئيسى مع اسرائيل، حيث رفعت الدولة العبرية من مقاومتها لمبادرة الرئيس باراك أوباما لتحقيق السلام فى الشرق الأوسط وضغطت أكثر من أجل وقف البرنامج النووى الإيرانى. وقد حث الرئيس أوباما رئيس الوزراء الإسرائيلى لعدة أشهر على تجنب أى خطوة من شأنها إحداث نكسة لجهود السلام التى أطلقتها واشنطن فى الثانى من سبتمبر الماضى. وتعثرت المحادثات على الفور بعد رفض إسرائيل تمديد التجميد الجزئى للبناء فى المناطق المحتلة. وقالت الصحيفة إن نتنياهو أصدر يوم الثلاثاء الماضى «بيان التحدى» وأعلن دعمه لمشروع جديد لبناء المستوطنات فى القدسالشرقية، متجاهلا معارضة أوباما. وقبلها بيومين، ألقى نتنياهو خطابا حادا فى التجمع اليهودى بولاية نيو أورليانز الأمريكية، قال فيه انه يجب تهديد ايران بشكل أقوى بعمل عسكرى. وتشير تصريحاته بحسب الصحيفة «عن عدم الاقتناع بخطة أوباما فى تطبيق العقوبات الاقتصادية على ايران لدفعها لوقف برنامجها النووى». وذكرت الصحيفة ان يوم الأربعاء الماضى التقى نتنياهو بالنائب الجمهورى اريك كانتور الذى من المفترض ان يشغل منصب رئيس الأغلبية فى مجلس النواب والذى نقل عنه مساعدوه قوله بأنه يريد العمل مع نتنياهو لكبح إدارة أوباما. وقال موقع بوليتيكو الأمريكى إن نتنياهو يريد استخدام النواب الجمهوريين كثقل موازن فى البيت الأبيض كما فعل أثناء إدارة الرئيس الأسبق بيل كلينتون.