اعلن قسم من المعارضة الروسية اليوم الاثنين، انه يريد التظاهر هذا الاسبوع دعما لزعيم حركة اليسار المتطرف المسجون سيرغي اودالتسوف، بانتظار تنظيم التجمع الكبير الجديد في 2012 المعارض لنظام فلاديمير بوتين. ودعا أنصار اودالتسوف الذي يتزعم جبهة اليسار، على موقع فيسبوك إلى تظاهرة الاثنين امام محكمة موسكو التي حكمت على المعارض الاحد بالسجن 10 ايام.
ولم يحصل التجمع على اذن للتظاهر وقد تعمد الشرطة الى تفريقه. كما رفع طلب لبلدية موسكو للحصول على ترخيص للتظاهر في 29 ديسمبر، للمطالبة بالافراج عن اودالتسوف. والاحد حكم على هذا الناشط الذي ينتمي الى اليسار المتطرف، بالسجن 10 ايام لانه لم ينه عقوبة سابقة تعود الى شهر اكتوبر.
وكان انهى للتو عقوبة بالسجن 15 يوما للمشاركة في الرابع من ديسمبر في تظاهرة محظورة احتجاجا على الانتخابات التشريعية التي فاز فيها حزب بوتين واثارت حركة احتجاج غير مسبوقة في روسيا منذ 12 عاما على الاقل. واودالتسوف الذي ينفذ اضرابا عن الطعام في السجن نقل الى المستشفى مرارا في الاسابيع الماضية.
الا ان المعارضين لنظام بوتين لم يحددوا تاريخا لتظاهرتهم المقبلة بعد النجاح الذي حققوه السبت مكتفين بالقول انها ستنظم بعد اعياد الميلاد في روسيا بين الاول والعاشر من يناير 2012. لكن الصحافة الروسية اشارت الاثنين الى حجم التجمع لافتة الى ان المتظاهرين لم يعودوا يحتجون فقط على نتائج الانتخابات التشريعية في الرابع من ديسمبر.
وباتت الشعارات تستهدف الان مباشرة رئيس الوزراء فلاديمير بوتين المرشح للانتخابات الرئاسية في مارس 2012 التي يعتزم الفوز فيها بولاية رئاسية ثالثة بعد ولايتي 2000-2008. وكتبت صحيفة نوفيي ازفيستيا "كان عدد المتظاهرين اكبر بمرتين. وان كان الشعار الرئيسي يرمي قبل اسبوعين الى التنديد بتزوير الانتخابات هذه المرة كان التجمع معارضا اكثر واكثر لبوتين".
وقالت الصحف ان عدد المتظاهرين الذي اعلنته الشرطة - 29 الفا - ليس له مصداقية وان العدد الذي اعلنته المعارضة 120 الفا مبالغ فيه. وتحدثت الصحف عن ارقام تتراوح بين 73 الفا بحسب صحيفة موسكوفسكي كومسوموليتس الشعبية و102 الفا بحسب صحيفة نوفايا غازيتا المعارضة.
وتساءلت موسكوفسكي كومسوموليتس عن الاستراتيجية السياسية التي ستتبناها المعارضة التي تضم حركات وشخصيات من اليسار المتطرف واليمين المتطرف والليبراليين وكتابا ونجوما من الشاشة الصغيرة. وكتبت الصحيفة ان "المنظمين لا يفكرون في ذلك للاسف وعلى العكس يشددون على الطابع اللاسياسي والمدني للتظاهرات".
وتنصح موسكوفسكي كومسوموليتس معارضي بوتين الذي تراجعت شعبيته الى حد كبير منذ اشهر عدة، بالاتحاد لدعم مرشح واحد للانتخابات الرئاسية. وذكرت الصحيفة "من الواضح ان (بوتين) سيفوز في الدورة الثانية. لكن هذا الفوز لن يكون سهلا. وهذا الامر سيجعل القادة يدركون ان هناك مجتمعا مدنيا".
وقللت السلطات الروسية من اهمية احداث نهاية الاسبوع اذ اكد المتحدث باسم بوتين ديمتري بيسكوف الاحد ان الغالبية ما زالت تدعم النظام القائم في روسيا. ورأى المسؤول الجديد للادارة الرئاسية سيرغي ايفانوف الاثنين ان التجمع اثبت ان السلطات الروسية تحترم حقوق المعارضين. وقال "تثبت هذه التظاهرات ان حرية التعبير تحترم في روسيا".