رد المجلس القومى للطفولة والأمومة اعتبار أطفال الشوارع المشاركين فى اعتصامات التحرير عندما قرر أن ذهابهم إلى الميدان كان فى معظمه بدوافع وطنية، أو بحثا عن ظروف معيشية أفضل، حسبما أعلنه تقرير المجلس فى ندوة أمس حضرها وزير الصحة. وكشف التقرير الذى عرضته سماح حسين، مديرة الجمعية المصرية لبناء وتنمية المجتمع، إن هؤلاء الأطفال اشتركوا بالفعل فى الأحداث، من خلال مشاركتهم فى إعداد زجاجات المولوتوف وإلقاء الحجارة على قوات الشرطة،وتقديم المساعدة للمصابين، مؤكدة أن التقرير اعتمد على كلام من أفواه الأطفال ومن مشاهدات إخصائيى الجمعيات الأهلية، وأن سبب انضمام هؤلاء الأطفال للمحتجين فى الهجوم على قوات الشرطة يكمن فى إساءة الشرطة معاملتهم لسنوات، كما أن سبب هجومهم على أفراد الجيش هو أنهم خانوا الثوار، ولم يصنعوا أى شىء من أجل البلاد.
وأشار التقرير إلى أن هؤلاء الأطفال تعرضوا إلى إصابات من رصاص مطاطى، وقنابل مسيلة للدموع، وإلى التزاحم والتعرض للضرب من قبل قوات الشرطة والجيش وكانت معظم الإصابات فى الذراعين والساقين.
ودعا التقرير إلى إطلاق حملة إعلانية للدفاع عن حقوق الأطفال والتنديد باستخدام العنف ضدهم، وتوعية جميع الأطفال بعدم بالاشتراك فى المظاهرات حفاظا على سلامتهم.
وخلال كلمته، طالب وزير الصحة والسكان، فؤاد النواوى، بعدم تحميل أطفال الشوارع مسئولية الأحداث الأخيرة فى شارع محمد محمود ومجلس الوزراء، وبوقف ما وصفه بالانتهاكات القانونية التى يتعرض لها هؤلاء الأطفال المتهمون فى الأحداث الأخيرة، منددا بتعرضهم للعنف وإلقاء القبض عليهم والمثول أمام جهات التحقيق، مؤكدا أن وجودهم فى ميدان التحرير كان من دافع الوطنية أو رغبتهم فى تحسين أحوالهم المعيشية.
وأشار الوزير إلى ضرورة الرد على التصريحات التى اتهمت أطفال الشوارع بحصولهم على أموال مقابل قيامهم بالتخريب ورشق الحجارة، من خلال مصادر موثوق بها، داعيا إلى العدول عن هذه الاتهامات والوقوف إلى جانب هؤلاء الضحايا كما فعلت دول أمريكا الجنوبية.
وأعلن النواوى، خلال المؤتمر، عن اشتراك الوزارة مع محافظة القاهرة ووزارة الشئون الاجتماعية للبدء فى تأسيس مكان لإيواء الأطفال بلا مأوى بمدينة السلام، على أن توكل إدارته لمنظمات المجتمع المدنى، لكسب ثقة هؤلاء الأطفال، معتبرا أن تصرف الأطفال بشكل سلبى فى الأحداث، جاء نتيجة لافتقادهم للرعاية، وطالب الحكومة برعايتهم.
وأعلنت جمعيات أهلية عن نتائج تقرير خاص بأسباب تواجد أطفال الشوارع فى منطقة أحداث شارع محمد محمود وميدان التحرير وقصر العينى، أجرى على 115 طفلا من بينهم 88 ولدا و27 فتاة، وأفاد بأن أسباب تواجد هؤلاء الأطفال هو «شعورهم بالمعاملة الآدمية من المتظاهرين، مقارنة بغيرهم، خاصة قبل ثورة 25 يناير، بالإضافة إلى حصولهم على بعض الأطعمة والمأوى، وأن هناك 35 طفلا فقط أتوا للعمل بالتحرير للتسول أو بيع المناديل»
وقال أحمد المصيلحى، ممثل لجنة الدفاع عن الأطفال المقبوض عليهم، أن عدد الأطفال المقبوض عليهم فى الأحداث بلغ 73 طفلا، وأن بعضهم أطفال بالتعليم ويبيتون لدى أهلهم، وأنه تم الإفراج عن 31 طفلا فقط منهم، والباقى مازال محبوسا احتياطيا فى قسم السيدة زينب، مشيرا إلى تعرضهم لانتهاكات بدنية.
وطالب هانى هلال رئيس ائتلاف حقوق الطفل،بحصول هؤلاء الأطفال على تعويضات مناسبة ومحاسبة المسئول عن تعذيبهم.