اتهم الرئيس الروسي دميتري مدفيديف الخميس من وصفهم بالمتطرفين بالسعي للتلاعب الروس محذرا من التدخل الاجنبي في بلاده، بعد موجة احتجاجات ضد الانتخابات التشريعية التي شهدتها روسيا مؤخرا. وقال في خطاب الى الامة قبل يومين من تجمع احتجاجي جديد للمعارضة قال الرئيس ان "محاولات التلاعب بالمواطنين الروس وايقاعهم في الخطأ وتأجيج الصراعات الاجتماعية غير مقبول". وتابع "لن نسمح لمثيري الاضطرابات والمتطرفين بتوريط المجتمع في مغامراتهم"، مضيفا "ولن نتسامح ايضا ازاء التدخل الاجنبي في شؤوننا الداخلية".
وقال مدفيديف ان "روسيا تحتاج الى الديمقراطية وليس الى الفوضى. يجب ان يكون هناك ثقة بالمستقبل وايمان بالنزاهة". وجاء الخطاب السنوي لمدفيديف امام اجتماع غرفتي البرلمان بعد الانتخابات التشريعية التي جرت في الرابع من ديسمبر وعكست انخفاضا حادا لم يكن متوقعا في الدعم للحزب الحاكم وتبعتها احتجاجات حاشدة بناء على اتهامات بتزوير الانتخابات.
وخرج عشرات الالاف من الاشخاص الى الشوارع بعد اسبوع من الانتخابات احتجاجا على سير الانتخابات ونتائجها، في اكبر تعبير عن استياء شعبي في روسيا منذ سنوات التسعينات التي شهدت اضطرابات عقب انهيار الاتحاد السوفياتي.
وتعهد قرابة 40 الف شخص على فيسبوك بالمشاركة في احتجاج جديد في موسكو السبت سمحت به السلطات وان كانت سترصده بتوتر لترى ما اذا كانت الاحتجاجات ستتكثف. وعبر الرئيس عن دعمه للتظاهر طالما كان في اطار القانون. وقال مدفيديف "نتفهم الانتقاد ونقبل الانتقاد باحترام. حق الناس في التعبير عن مواقفهم بكافة الوسائل القانونية مكفول".
واضاف "كون المجتمع يتغير والمواطنون ينشطون اكثر في التعبير عن مواقفهم ومطالبة السلطات بالمزيد انما هو بادرة حسنة، وتوجه حسن فيه نفع بلادنا". وفيما بدا نزولا على مطالب المحتجين بالمزيد من الديمقراطية في روسيا، اقترح اصلاحا كبيرا في النظام السياسي الروسي يشمل العودة الى الانتخابات المباشرة لحكام المناطق، بعد موجة من الاحتجاجات في البلاد.
وقال "اقترح اصلاحا شاملا لنظامنا السياسي"، داعيا الى العودة الى الانتخابات المباشرة لحكام المناطق التي كان فلاديمير بوتين قد الغاها حينما كان رئيسا في عام 2004. واضاف مدفيديف "اود القول انني اصغي لمن يتحدثون عن ضرورة ادخال تغييرات سياسية، واتفهمهم. علينا ان نمنح كافة المواطنين النشطاء الحق القانوني في الانخراط في الحياة السياسية".
وحذر مدفيديف من أن الركود الاقتصادي العالمي يمكن أن يستمر لسنوات عدة ويتطلب من روسيا زيادة جهودها لتحسين قدراتها التنافسية.
وفي خطابه إننا "نواجه حقا اوقاتا صعبة، فالركود الاقتصادي العالمي يمكن ان يستمر لسنوات عدة، بينما يشتد التنافس على العقول والافكار والموارد ونحن في قلب هذا المعترك".