اليوم، ومع الاحتفال باليوم العالمى لحقوق الإنسان، يحتفل الجميع أيضا بالإنترنت، وشبكات التواصل الاجتماعى التى أضرمت الشرارة الأولى للربيع العربى. فى القاهرة يجتمع صباح اليوم المدافعون عن حقوق الإنسان والناشطون على الشبكات الاجتماعية، وعلى مدار يومين بفندق سوفيتيل الجزيرة، فى إطار مائدة حوار إقليمية فى إطار إحياء اليوم الدولى لحقوق الإنسان. يشارك فى الحدث قسم شمال أفريقيا والشرق الأوسط بمفوضية الأممالمتحدة لحقوق الإنسان، ومركز الأممالمتحدة للإعلام بالقاهرة، والمنظمة العربية لحقوق الإنسان.
إنه عام مختلف
فى 2011 «قرر ملايين البشر أنه قد آن الأوان للمطالبة بحقوقهم، فخرجوا إلى الشوارع مطالبين بالتغيير»، هكذ كتبت منظمة الأممالمتحدة على صفحتها العربية، لتضيف أن الكثيرين وجدوا فى الإنترنت والرسائل وسيلة للتعبير عن أنفسهم، ولحفز وتعبئة مؤيديهم المطالبين بحقوقهم الأساسية. وساعدت وسائل التواصل الاجتماعى الناشطين على تنظيم الحركات الاحتجاجية السلمية فى مختلف المدن عبر أنحاء العالم من تونس إلى مدريد، ومن القاهرة إلى نيويورك وقد حدث ذلك أحيانا فى ظل مواجهات قمعية عنيفة».
إنه عام تاريخى
وعلى موقعها بالعربية كتبت وكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أن «2011 كان عاما حافلا وتاريخيا بالنسبة لحقوق الإنسان. فنحن نكرم ونهنئ هؤلاء الذين نزلوا إلى الشوارع للمطالبة بحقوقهم». أما وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون فقد اعتبرت أن «ما شهدناه من أعمال عنف ترتكب هذا العام ضد أناس يمارسون حقوقهم العالمية بحرية التعبير والتجمع وإنشاء جمعيات، يذكرنا بالمسافة التى تفصل بين القيم المدرجة بالإعلان العالمى لحقوق الإنسان والحقائق بالنسبة للعديد من الشعوب حول العالم». مواقع التواصل الاجتماعى التى صعدت إلى صدارة المشهد قبل عام، تتساءل اليوم: ماذا بعد؟.
واليوم فى لقاء القاهرة يستعرض مجموعة من المدافعين عن حقوق الإنسان وناشطى الشبكات الاجتماعية بالمنطقة العربية تجاربهم الشخصية وتجارب بلدانهم، وأثرها فى الحراك الذى تشهده المنطقة نحو تحقيق الديمقراطية والحريات وتكريس مبادئ حقوق الإنسان، وإضافة إلى عرض التجارب العربية تتضمن مائدة الحوار الإقليمية، جلسات نقاش حول آفاق ثقافة حقوق الانسان فى العالم العربى وحول حقوق الإنسان فى مراحل الانتقال نحو الديمقراطية فى العالم العربى ولبحث تدعيم شبكات التواصل والتعاون بين المدافعين عن حقوق الإنسان والمدونين فى العالم العربى. الاممالمتحدة تعتبر لقاء اليوم فرصة للاعتراف بالمدونين والمدافعين عن حقوق الانسان، وتكريم نضالاتهم ومساهماتهم، والنهوض بتجاربهم، وكما جاء على الصفحة الرسمية للمنظمة الدولية، «من أذربيجان إلى زيمبابوى، لا يزال السجناء السياسيون يقبعون فى الأسر لمجرد تحدثهم وكتابتهم ودعواتهم المسالمة حول معتقداتهم».