أكد شاكر عبد الحميد وزير الثقافة، أن استقالة عماد أبو غازي وزير الثقافة السابق احتجاجا على ما وصفه وقتها بقمع المتظاهرين في شارع محمد محمود، هو موقف يجب احترامه. وأضاف عبد الحميد "لكن أعتقد أن التعبير عن الموقف لا يكون دائما بالاستقالة، وأرى أن هناك أشكالا أخرى منها طلب التحقيق في هذا الموقف ثم اتخاذ القرار في ضوء نتيجة التحقيق".
وتابع قائلا "حتى الآن غير معروف المعتدي الحقيقي على المتظاهرين في شارع محمد محمود، ولا نريد إلقاء الاتهامات، وأنا شخصيا أشك في وجود طرف ثالث".
ووصف وزير الثقافة حكومة الدكتور كمال الجنزوري بالحكومة القوية، وقال إنه تم استعادة الأمن في الشارع، وأعطى مثلا على ذلك بشارع المعز الذي تم تنظيفه وإعادة البريق إليه.
ورأى عبدالحميد أن التحسن في البورصة دليل على عودة الزخم إلى اقتصادنا، كما أن المرحلة الثانية من الانتخابات تمت بشكل جيد ومبهر وكلها علامات ايجابية، وأقر بأن هناك بعض المخالفات، لكن العملية الانتخابية الآن لا يمكن مقارنتها بانتخابات العهد البائد.
وقال "إنه لا يمكن مقارنة وزارة ثقافة كان يتولاها ثروت عكاشة بالوزارة الحالية، موضحا أنه عندما جاء ثروت عكاشة كان مدعوما ماديا ومعنويا من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وكان يضع أسسا لتمويل مؤسسات لصناعات ثقيلة للثقافة وكانت الدولة معه وكانت الحالة الاقتصادية أفضل.
وأضاف عبد الحميد أن الوزارات حاليا ليس لديها فترة كافية لتنجز شيئا، لكنه عبر عن تفاؤله قائلا :مصر قامت بثورة في 18 يوما ولدينا سنوات وتراكمات من الخبرة بالعمل الثقافي للقيام بما نستطيع إنجازه في الفترة القادمة.
وتابع " علينا أن نهتم بالترجمة ويجب أن يكون هناك تغير وتنويع في الكتب المترجمة سواء في المركز القومي للترجمة أو في قطاعات الوزارة، فمصر أنجزت إنجازا كبيرا في 25 يناير ويجب البناء عليه وعدم السماح بسرقته".
هويتنا ليست سلفية
وتابع عبدالحميد قائلا "هويتنا ليست سلفية فهذه الهوية مستعارة ، إلا أنه قال، في الوقت نفسه، إن المخاوف من صعود الإسلاميين مبالغ فيها، رغم وجود رسائل من جانبهم لتخويف الناس بجانب رسائل التطمين لكن رد الفعل تجاه ذلك مبالغ فيه".
وأضاف "مستعد أن أعمل مع حكومة يشكلها إسلاميون لو كانت هناك دولة ديمقراطية مدنية وليست دولة دينية ، لكن آرائي معلنة والإسلاميون لن يقبلوا أن أكون وزيرا في حكومتهم فهم لديهم كوادرهم".
ونفى عبد الحميد وجود رقيب في الوزارة على نشر الإبداع والفكر، لكنه قال " إن لدينا ضوابط، فالمنشور من أموال دافعي الضرائب ولا يجب أن يكون ضد الذوق العام والأخلاق العامة، والأعمال المنافية للأخلاق والذوق العام . مضيفا أن معيار النشر لدينا فني في المقام الأول وأخلاقي في المقام الثاني.
وحول أزمة موظفي إدارة الإعلام الخارجي بقطاع العلاقات الثقافية الخارجية الذين تقدموا بشكوى له حول ما احتواه أحد إصدارات القطاع بعنوان "مقتطفات من شعر قسطنطين كفافيس" ووصفهم له بأنه يحث على الرذيلة، والتي أعادها الوزير إلى رئيس القطاع مؤشرا عليها بعبارة "مع تحياتي"، قال عبد الحميد : أعتبر ذلك نوعا من
التفاهة في الحياة الثقافية والإعلام المصري لأن أي شكوى تأتي لي سواء كانت إيجابية أو سلبية أكتب للمسئول للتحقيق في الأمر ممهورا بعبارة "مع تحياتي"، وليس معنى ذلك أنني موافق على ما قرره أو أدعمه.
وأضاف : "هل يليق أن يشتكي عاملون رئيسهم في وسائل الإعلام، نحن علقنا على جملة (مع تحياتي) ونسينا القضية الأساسية وهي من يحكم على الإبداع إذا كان يحض على الرذيلة. أنا مختلف تماما مع هذه المصطلحات".
وتابع " الذي يحكم على الأعمال هم النقاد وليس الموظفين، وهؤلاء يستغلونها بشكل فيه نوع من القصدية الشريرة وليس مقصودا به حرية الإبداع".