حصلت «الشروق» على تفاصيل جديدة فى قضية الاستيلاء على معابد وعقارات مملوكة لليهود بوسط القاهرة والمتهم فيها يحيى وهدان ومحمد عبدالنبى عضوا مجلس الشعب عن الحزب الوطنى، وتجرى نيابة وسط القاهرة حاليا تحقيقات موسعة فى تلك القضية. وتبين أن يحيى وهدان فى أثناء عمله بجهاز مباحث أمن الدولة كان مسئولا عن ملف اليهود فى مصر بحكم أن والده كانت له مشروعات وأعمال بحارة اليهود وكان على علاقة واسعة بهم ويعرفهم جيدا ويملك الكثير من الأسرار عنهم. وأضافت التحقيقات أن عددا من المتهمين فى القضية قاموا باصطناع عقود منسوب صدورها لليهود الذين هاجروا مصر منذ فترة طويلة، وقاموا برفع دعاوى صحة ونفاذ أمام المحاكم حيث اتفقوا مع محام يحضر نيابة الطائفة اليهودية ثم يتغيب عن باقى الجلسات ولا يبدى أى دفع أو دفاع، بحيث يصدر حكم حضورى ضد الطائفة اليهودية. وأوضحت التحقيقات أن النائب يحيى وهدان حصل على تصديق من كارمن وينشتاين رئيسة الطائفة على عدد من العقود من بينها المعبد اليهودى فى حارة اليهود، وادعى أنه منزل، وحاول هدمه بينما تم تسجيله على أنه مبنى مميز معماريا ولا يجوز هدمه. وكانت السلطات الأمنية قد منعت الصيف الماضى مجموعة من اليهود الأمريكيين من دخول مصر، حيث كانوا يرغبون فى شراء عدد من العقارات للقيام بأنشطة ضارة بالبلاد. وتضيف المعلومات أنه تم تكليف النائب يحيى وهدان فى أثناء عمله بالمباحث بالتحرى عن اليهود وعلاقاتهم وأنشطتهم فى أثناء عمله بمباحث أمن الدولة، وساعد فى القبض على عدد كبير منهم بتهمة التجسس لصالح إسرائيل، وكان أهمهم «بسيح» الذى كان يملك محل سوبر ماركت بحارة اليهود، وهو يهودى، وكتب وهدان تقريرا عن أن بسيح يتجسس لصالح إسرائيل، ولأن الشرطة كانت ترغب فى إيجاد دليل قاطع على التجسس، فقد تم فبركة قضية بالتنسيق مع مباحث التموين تم اتهام «بسيح» فيها بارتكاب مخالفات تموينية، وكلفت قوة لمداهمة المحل ليلا بتهمة تجارة السكر فى السوق السوداء، وتم الدخول إلى منزله فوجد لديه بالفعل جهاز يتجسس به لصالح إسرائيل، وتم القبض عليه هو وزوجته، وبعدها تدخلت إسرائيل لترحيلهما. منير باولو 75 عاما صاحب محل مصوغات بحارة اليهود وعاش معهم، قال إن الحارة تبدل حالها إلى الأسوأ بعد أن هجرها اليهود وتحولت الممرات بها إلى مقالب قمامة، والسبب فى ذلك كله هو رجال الأعمال وبعض نواب مجلس الشعب الذين استغلوا هجرة اليهود وجاءوا للاستيلاء على منازلهم وممتلكاتهم بعقود مزورة. واتهم «باولو» يحيى وهدان ومحمد عبدالنبى عضوى مجلس الشعب ورجل أعمال يدعى يحى البندارى بالاستيلاء على عقارات اليهود، وأكد أن وهدان بحكم عمله السابق بأمن الدولة وتخصصه فى مراقبة نشاط اليهود، وجد أن تركتهم فى القاهرة بلا صاحب، فعثر على أحد المسئولين بالطائفة اليهودية وتدعى«نيللى» واتفق معها على تزوير عقود بيع مزورة للعقارات غير المسكونة، وكان عددها أكثر من 300 عقار، وبالفعل زورت نيللى عقود البيع لنفسها بتواريخ قديمة، وقام وهدان بالاشتراك مع عضو مجلس الشعب محمد عبدالنبى ورجل الأعمال البندارى، يشترون منها تلك العقارات بثمن بخس وتسجل لهم بالعقود المزورة ودون أن يكشفهم أحد. وأوضح منير باولو أنه عانى كثيرا من وهدان، وكان الأخير يضغط عليه كثيرا ليترك منزله بحارة اليهود، ولما رفض استدعاه إلى مباحث أمن الدولة بدعوى التحقيق معه لاتهامه بالتجسس لصالح إسرائيل، حيث إن باولو له أصدقاء كثيرون من اليهود الذين هاجروا إلى إسرائيل ويسافر إلى هناك لزيارتهم كثيرا وآخر مرة منذ شهور، وله ملف فى أمن الدولة، وحينما يئس وهدان من إمكانية الاستيلاء على منزله تركه واتجه لمساكن أخرى. على ضرغام، صاحب ورشة حدادة ويعيش بحارة اليهود منذ 40 عاما، أكد أن أعمال ترميم المعبدين اليهوديين بالحارة لم تبدأ سوى منذ أيام بعد تحريك قضية الاستيلاء على ممتلكات اليهود، وأشار إلى أن أعمال الترميم بدأت بعد أن شاهد فى الحارة لجنة أمريكية جاءت بصحبة الشرطة ومرت على المعبدين وعقارات اليهود وأبدت استياءها من الوضع.